أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأسد: كل رصاصة أطلقتموها كنتم تغيّرون بها ميزان العالم

من على خطوط النار في عمق الغوطة الشرقية، وبخطوات واثقة مؤمنة، خط الرئيس السوري بشار الأسد رسائله الحازمة إلى العالم، وأعاد التذكير بالثوابت السورية الراسخة، حيث المعركة ضد الإرهاب مستمرة، ومن دمشق سيصنع التاريخ مجدداً ويتغير ميزان العالم، ومعه خارطته السياسية.

والرئيس الأسد قام أمس بجولة على الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية، ونشرت صفحة الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً له وهو في جبهات القتال في غوطة دمشق الشرقية، حيث التقى عدداً من أفراد الجيش العربي السوري المتمركزين في بعض المواقع، وهنأهم بالانتصارات التي يحققونها لإنهاء معاناة أهالي الغوطة، وتخليصهم من الإرهابيين الذين كانوا يحتجزونهم دروعاً بشرية بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية.

الرئيس الأسد أكد، خلال لقائه أفراد الجيش أن الشعب السوري فخور بكل جندي حمل البندقية ليدافع عن وطنه، وفخور بالإنجازات الميدانية التي تتحقق في سبيل استعادة الأمن والأمان وإنقاذ المواطنين السوريين من براثن الإرهاب وداعميه، وخاطب رجال الجيش بالقول: «أنتم اليوم تخوضون معركة العالم ضد الإرهاب، وليس معركة سورية فقط، وكل رصاصة أطلقتموها لقتل إرهابي، كنتم تغيرون بها ميزان العالم، وكل سائق دبابة كان يتقدم متراً للأمام كان يغير الخريطة السياسية للعالم».

وعقب حديثه، جال الرئيس الأسد على عدد من المواقع مصافحاً الجنود كما صعد على إحدى الدبابات وأجرى حواراً مع المقاتلين في كل النقاط التي زارها.

والتقى الرئيس الأسد أيضاً خلال جولته، عدداً من العائلات التي خرجت من المناطق التي مازالت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، حيث أكد أن جميع مؤسسات الدولة تعمل من أجل تأمين احتياجات الأهالي، الذين تمكنوا من الهروب من الإرهابيين ومغادرة المناطق التي يسيطرون عليها.

وشدد على أن الدولة مسؤولة عن حماية جميع أهالي الغوطة، وتحريرهم من سيطرة الإرهابيين، واستعادة الأمن والأمان لهم وللمنطقة.
وأظهر مقطع فيديو نشر على صفحة الرئاسة، الأهالي وهم يعبرون عن شكرهم للرئيس الأسد على تحريرهم، وخاطبته سيدة مسنة بقولها: «الجيش حررنا» ليرد الرئيس الأسد: «هذا واجبنا وأنتم أولاد هذا البلد، وأولاد هذه الدولة وكل أهل الغوطة سنحميهم ولا نريد الإرهاب، والجيش هم أخوتكم».

وزار الرئيس الأسد خلال الجولة أيضاً، إحدى غرف العمليات العاملة في المنطقة، واستمع لشرح من أحد القادة عن سير المعارك والخطط القادمة الموضوعة لمواصلة العملية العسكرية، وشدد على أهمية استمرار مكافحة الإرهاب، كذلك إيلاء الأهمية القصوى للمدنيين إن وجدوا داخل هذه المناطق، وخاصة أن احتضان الشعب للجيش العربي السوري، هو أحد الأسباب الأساسية في انتصاراته اللاحقة، وهذا الاحتضان أساسه حماية الجيش للمواطنين، بالتوازي مع ملاحقة الإرهابيين واستعادة الأمن والأمان إلى كل الأراضي السورية، وقال مخاطباً القادة: «كل القوات المسلحة كان أداؤها مشرفاً، الناس رأت جانباً وفهمت أننا لا نحررهم فقط، على الخريطة نتكلم عن الأرض وفي الواقع نتكلم عن تحرير الناس، والآن رأينا مدنيين خارجين من جسرين وبعضهم من كفربطنا، كلما سألناهم من اهتم بكم قالوا «الجيش، والجيش أبناؤنا والجيش رفاقنا» فنحن أعطينا رسالة قوية جداً، والصورة رأيناها في التلفزيون، لكن نظل نؤكد أنه بمقدار ما نهتم بمكافحة الإرهاب، نهتم بنفس المقدار باحتضان المدني الذي بعد ست سنوات أو سبع سنوات لا يزال إلى جانب الدولة، وبالعكس اليوم هو أكثر مع الدولة، لذلك ما سمعته منكم أن المدني يقاوم مع القوات المسلحة ليدخلها، هو دليل واضح بالنسبة لنا، ولو لم يكن أغلب الناس معنا لم يكن بمقدورنا أن نربح المعارك».

وختم الرئيس الأسد حديثه للقادة العسكريين بالقول: «نحن فخورون بكم دائماً، ومثلما صنعتم التاريخ بعد الاستقلال، أنتم مستمرون بصناعته اليوم».