عَ مدار الساعة


كيف ستنتهي معركة تحرير الغوطة الشرقية؟

حسان الحسن-

لا شك ان معركة تحرير الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق تحمل الكثير من الابعاد الميدانية والاستراتيجية على الشكل التالي:

ميدانيا: مع استمرار التقدم الميداني اللافت للجيش السوري ولحلفائه على هذا النحو في غوطة دمشق الشرقية، سوف يحصل هذا الجيش على نقاط مهمة في هذه المعركة المصيرية التي تدور رحاها على ابواب العاصمة. وتشير المعلومات الى أنه بعد إستعادة القوات المهاجمة منطقة بيت سوا ومسرابا، هي تتجه الان الى ملاقاة الوحدات المتمركزة في إدارة المركبات في حرستا، وبذلك تكون قصمت “الغوطة” الى شطرين، وبات ما تبقى من المجموعات المسلحة محاصرين في جيوبٍ ضيقة، وبالتالي لن تصمد في وجه الجيش السوري أكثر من أسبوع، بحسب رأي مصادر ميدانية متابعة، خصوصاً في وجود الغطاء السياسي والجوي الروسي لمعركة تحرير الغوطة من الإرهاب.

 

ايضا، يمكن القول ان هذا الإنجاز الميداني يفقد قدرة المسلحين اية قدرة على المبادرة في الميدان، ويفقدهم وظيفتهم الاساسية ايضا أي استهداف أمن دمشق واستقرارها، خصوصاً بعد نجاح القوات السورية في شطر شمال “الغوطة” عن جنوبها، و بالتالي قطع خطوط إمداد المجموعات المسلحة الارهابية بين بعضها.

 

استراتيجيا: تتوقع المصادر خروج المسلحين من “الغوطة” في ضوء إستمرار الضغط الميداني عليهم، مؤكدةً أنهم يلملون أنفساهم الأخيرة، ويحاولون جاهدين الصمود في وجه تقدم الجيش، عله يحدث تدخلاً خارجياً ما يؤخر او يعيق هذا التقدم، ولكن عبثاً يحاولون، على حد تعبير المصادر.

 

في السياق عينه، تكشف مصادر عليمة أن غالبية مسلحي “الغوطة” يريدون الخروج من بؤرهم المحاصرة، بعدما فقدوا الأمل في محاولة إستجرار تدخلٍ خارجيٍ لحمايتهم، وهم في انتظار تبلور مساعٍ إيرانية- تركية، قد تفضي الى خروجهم في الأيام القليلة المقبلة، وتلفت هذه المصادر الى أن وجهة المسلحين المقبلة في حال نجاح هذه المساعي، ستكون على النحو الآتي:

– ما تبقى من عناصر “جبهة النصرة” يطالبون بالرحيل الى محافظة أدلب، يذكر أن السواد الأعظم منهم قتلوا خلال المواجهات مع الجيش، مع بدء الهجوم على “الغوطة”، لأنهم كانوا منتشرين في المواقع المتقدمة منها. وستكون وجهة “فيلق الرحمن” مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي.

– أما “جيش الإسلام” أكبر التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، فسيخرج مسؤولوه الأساسيوون الى محافظة درعا حيث يوجد بعض مسلحيه هناك، الى جانب نظرائهم، مما يعرف بالجيش السوري الحر.

وعن أوضاع سائر عناصر تنظيم جيش الاسلام، فترجح المصادر أعلاه أن يلقوا أسلحتهم ليصار الى تسوية أوضاعهم لاحقا.

ومع خروج مسلحي التنظيمات المذكورة من محيط العاصمة السورية دمشق، تخرج معها دول الخليج المنغمسة في الحرب على سوريا، تحديداً “جيش الإسلام” المدعوم من السعودية، و”فيلق الرحمن” المدعوم من قطر، و يفقد بذلك رعاة الارهابيين اي امكانية جدية للتأثير سلبا على العاصمة دمشق وبالتالي على الدولة السورية.

-المرده-