عَ مدار الساعة


السعودية تعود الى لبنان بمحاولة تأمين أغلبية نيابية لها في المجلس المقبل

الشرق الاوسط السعودية تستكمل هجومها على العهد من بوابة العفو العام- *نسيم بو سمرا

***

لم توقف صحيفة الشرق الاوسط السعودية هجومها على العهد الجديد في أي مرحلة فلم تهادن منذ اليوم الاول لوصول الرئيس العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، ففتحت النار عليه كما على حلفائها الذين أنتجوا التسوية الرئاسية وساروا بها، واليوم تستكمل الصحيفة بتوجيه رسمي سعودي طبعا،هجومها على الرئيس عون من خلال انتقاد قرار الرئيس ووعده لأهالي شهداء الجيش، بأنه لن يوافق على العفو عن قتلة الجيش.

الشرق الاوسط السعودية

في سياق متصل تحاول السعودية اليوم العودة الى الساحة اللبنانية بعدما ابعدت نفسها، من خلال خطئها الاستراتيجي بحجز رئيس حكومة لبنان سعد الحريري في السعودية لمدة اسبوعين وإجباره على الاستقالة، فتحاول اليوم إستيعاب الحريري باستقباله بطريقة ملوكية، وهذه العودة ستتم من خلال الانتخابات النيابية، ويلعب الموفد السعودي نزار العلولا، دورا اساسيا في هذا الاطار، وهو سيكون نجم السعودية في لبنان للمرحلة المقبلة، بدل السبهان الذي فشل في تحقيق الاهداف السعودية في المرحلة السابقة.

أما الخطة السعودية لهذه العودة، بحسب ما كشف متابعين للحراك السعودي، فتقوم على سعيها الحصول على ٧٠ نائبا في المجلس النيابي المقبل، راصدة ميزانية هامة لتحقيق هذا الهدف، أما الهدف الابعد والاستراتيجي بعد حصولها على اغلبية مؤيدة لخطها في لبنان، هي ادخالنا في الصراع الاقليمي، لأن السعودية فشلت في مشاريعها في كل المنطقة من سوريا الى العراق والبحرين وصولا الى اليمن، فتحاول بعد هزائمها استخدام الساحة اللبنانية لجعلها ساحة مواجهة مع إيران، مع ما سينتج عنه من إشعال لبنان مجددا، وحينئذ ستستغني السعودية عن السمفونية المفضلة لديها وهي “سياسة النأي بالنفس”، ليصبح لبنان رأس حربة في معاداة محور الممانعة بحسب خطتها، التي ستفشل فشلا ذريعا ايضا كما فشلت في السابق في سياساتها المدمرة للبنان.

*صحافي وباحث