أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب روي عبدالله: حاش بقا عايشين بالسطحية متل ما جسدّها فيلم “Jim Carrey”.. طلبات ما بتنتهي (Audio)

– الصوم فرصة لتشحيل اليَباس، ونتوبْ، ونقعد مع حالنا حتى نقرا ضعفنا وحاجاتنا الداخلية

عظة الأب روي عبدالله عن التخلّي وشفاء الأبرص: (شباط 2018)

المجد لله..

اللي بعيش مع يسوع، ما بَقا بحسّ بالعمر.. ما بيعنيلو إذا زاد سنة او نقص سنة حتى.. جمال وفرح العيش مع يسوع هوّي الأساس، ولحظة الميلاد الحلوة، هيّي لمّا نلتقي فيه بالسما.. ولمّا فعلاً منكون حققنا الشي اللي جينا كرمالو على الأرض… وغير هَيك أرقام.. وسنة ورا سنة، المهم القلب يكون عم تكبر فيه السما يللي بتكتمل بعد الموت…

  • ما فينا نفهم يسوع، طالما ما كِبَينا كتير منطق وأفكار وتعاليم الأرض اللي كسبناها..
  • ما منقدر نلتقي بيسوع، إذا ما منعرف نِركعْ.. يعني نتواضع…
  • ما منقدر نلتقي بيسوع، ولا نِفهم كلمتو إذا بعدنا عم نعيش جروحات الماضي، ومشاكل الحاضر حتى ننطلق لقدّام…

كلنا منعرف لمّا بصير في مشكلة بالسفينة بالبحر، بتنضربْ.. أوّل شغلة بيعملوها، بفضّوا منها الوزن.. بصير يخفّفو منها الوزن… نحنا كل واحد منّا سفينتو مخلعّة نفسياً وروحياً، وإجتماعياً، واقتصادياً، صحياً… ولكن مشكلتنا إنّو مصرّين نكفّي بنَفس الحمولة اللي موجودة بسفينتنا…

مش مستعدين نكبّ ولا نص ربع شغلة اكتسبناها بهالحياة، او جمعناها بشخصيتنا، أو تعلمناها وأخدناها بشهادة… مش قبلانين نفوت بمنطق الله، ونتخلّى عن منطق تبعنا..

نبلّش نكبّ جزء من هالمنطق، بركي هالسفينة بترتاح شوي، وبتمشي..

أغلب الناس بتقول: يا عَمّي هالحياة تقيلة.. ومنصير نسأل نفس السؤال: طيّب ليه يا رب؟؟؟

في كتير قصص بعد ما شِحَّلناها.. ومنصير أشخاص بلا ثمار.. يعني شخص عايش، بس مش عم أعطي شي للحياة، متل شجرة مَيْتة.. ونحنا منعرف إذا الفلاح ما شحَّل بموسم وموسمين من السنة، ما بيعطي الشجر ثمار.. وبالطبيعة منقدر نلاحظ انو الشجر بتكبّ عنّا كلشي، اكبر ورقة واصغرها.. حتى تِرجعْ تعطي…

إذا نحنا حاملين غصون يابسة، وورق معفّن، وغصون ما بتعطي ثمار، وفي شوك بهالشجرة وحشيش.. وما منقبل نشحّل شي؟؟ وأوعا حدن بالغلط يدقّْ فينا…!!!

العودة الى الذات

بدّك تشجّل حتى توقف عَ إجْرَيك.. وحتّى تشحّل بدِّك ترجع لذاتك.. قام يسوع قبل طلوع الفجر، فذهب الى مكانٍ قفرٍ واخذ يُصلّي هناك… هيدا تشحيل…

التِشحيل هيّي البُعد عن كلّ الروتين اليومي، حتى تقول للزمن اللي ماشي، وقّف شوي: بدنا نحكي.. إنتا بدّك توقفو.. مش بدّك تضلّك راكض وراه، وما معك وقت..

وقّفوا ركض… فيشي أهم.. فيشي لازم شحلّو وفيشي لازم اتركو.. القَعْدِة مع ذاتي والصمت والهدوء هيّي المرحلة الأولى حتى أعرف شو بدّي كِبّْ من هالسفينة… شو بدّي شحّل من هالشجرة..

قبل ما إجي كبّ كيماوي عَ كعبا… بدّي إرجع لذاتي..

لَحِقَ به سمعان والذين معه، ووجدوه، فقالوا له: الجميع يطلبونَك.. – بشكّ انو عم يطلبوه – الجميع يطلبون آياتك، وعجائبك، وكل شخص عندو شغلة بدّو ياها جايي لعندك..

الجميع بدّو يحققلُن مطالبيُن.. وهالشي بِبَيّن بكلمة يسوع: “لنذهب الى مكانٍ آخر”.. ليه؟؟ لنُبشّر هناك أيضاً.. إذاً بشّر يسوع وْزَتّ الكلمة، والكلمة صارت بَيناتن وصار لازم يعيشوها…

بدّو يزتّ الكلمة بمطرح تاني، لأنو في ناس بحاجة الها.. ويللي راكض بدّو إجرين ما رح يعطي ياهُن يسوع..

لازم نفوت بمنطق الله.. لكن بَعدنا عم ننزّل منطق الله لمنطقنا.. إذا الله حب، لازم يأمنلي حاجاتي… ولكن الله عم يقلّي إنتا حاجاتك ملكوت السماء مش الأرض..

أطلبوا ملكوت الله أولاً وكل شيء يُزاد لكم… شو إنتو عايزين رح تاخدو.. لكن ملكوت الله أولاً… ما رح يعطينا الصحة والنظر والإجرين إذا ما بفيدونا…

  • شو نفع أعطيك إجرينْ وتروح فيُن على الخطية..
  • شو نفع تطلب إيد، وانت بدّك تضرب خيّك..
  • شو نفع تطلب لسان، وبدّك تحكي عَ الآخرين..

بدّو يعطينا قلب، وروح، وتجدّد داخلي نفسي.. بدّو يشفيلنا جروحاتنا.. النبي إشعيا شو بقول: حَمَلَ أوجاعنا وعاهاتنا.. حسبناه ذا برصٍ.. مرذولاً ، ومتروكاً.. يسوع حِمِلْ كلشي عنّا.. بَركي نفوت لجوا للعمق..

حاش بقا عايشين بالسطحية مع الرب.. ويا رب عطينا.. حكمة الله ومنطق الله غير حكمة هذا العالم.. ليه الحياة بتخلص بالموت؟؟ إذا منعرف إنّو الحياة ما بتخلص بالموت، مطاليب هيدا العالم بتبطّل تعنيلنا…

نطلب الصحة مش غلط.. بس نقول كمان “لتكن مشيئتك”…

في فيلم كوميدي لـ”Jim Carrey” اسمو “Bruce Almighty”.. بقول: إنّو الله ما عم يحقّق شو بدُّن، بيطلب يصير محل الله… وبصير هوي الكلّي القدرة.. وبصير يتلقى على “الإيمال” رسائل الناس وطلباتُن..

بيوعا الصبح، بحّط كباية الشاي، وببلّش يتلقى الاتصالات.. وبصير يجاوب.. بلاقي في ملايين الرسائل، ما بلحّق.. آخر شي بيكتب، نعم للجميع.. بدّو يحقّق أمنيات الكل..

بيوعا تاني يوم، الصبح.. العالم خربان، مافيشي زابط، في اكتر من مليار شخص عم يصلّوا حتى يربحو اللوتو الجايزة الأولى… فكل واحد ربح نصف دولار… تحقّقت أمنيتهم…!!

في ناس عم يصلّوا بدّن يعملو عملية سرقة ببنك، نشالله تزبط.. وزبطتْ.. وتحقّقت أمنيتهم..!!

في ناس مصلايين، يعملو مظاهرات، ويعملو مشاكل مع الشرطة.. وزبطتْ.. وتحققت أمنيتهم..!!

حقّق إمنيات الكل.. وخربتْ.. هيدا منطق البشر بيخربْ الأرض.. أمّا منطق يسوع: خرج وذهب الى مكانٍ آخر بعيد عن منطقنا، وطريقة تفكيرنا، وأحكام الشريعة، يللي بتمنع الأبرص يقرّب.. وبعيداً عن الناس، يلتقي يسوع بالأبرص…

الأبرص بيعمل شغلتين أساسيتين:

  • بيركع... الركوع علامة تواضع… الركوع علامة عودة الى الذات.. راجع لَ حالو، وعارف ضعفو، وهيدا الضعف جعلو يتجرأ يروح صوب يسوع… الذهاب نحو يسوع كسر للشريعة.. ولكن منّو مجنون أكتر من يسوع.. لأنو يسوع رح يدق فيه عكس كل منطق الشريعة وكل منطق المجتمع
  • والأمر الثاني، بقوله: إن شئتَ (سمعنا كيف عم تكون الصلاة) لتكن مشيئتك.. ولم يطلب الشفاء من البرص.. قال ليسوع: إن شئت أنت قادر أن تُطهرني… التطهير منّو شفاء.. التطهير أمر داخلي.. عم يطلبْ تغيير داخلي حتى يتصالح مع ذاتو، ويِقبل حالو..

لمّا بيعرف يسوع قلوبنا، وتواضعنا… يتحنّن يسوع ويمدّ يده.. فلمس الأبرص، وقال: لقد شئتُ فاطهر

يسوع بحقّق الشي يللي بِفِيدنا.. شاءنا أن نكون أحرار…. وهيدا البرص حملو.. ويسوع رح يصير مرفوض ومرذول…

لكن بالمقابل يسوع طلب منو:

لا تُخبرْ أحداً بشيء… مش يعني يسوع عم يبيّن إنو هوي متواضع.. قصدو ما تخبّر وتتبَهْوَر، وتصّرخ، وما تقول للكلّ عن العجائب والقصص الخارجية، لأنو ما حدن رح يفهم هالحدث بيني وبينَك…

هالسجود والتغيّر واللمسة اللي لمستك ياها، ما حدن رح يفهما.. ما تخبّر حدا شي؟؟ إذهب أرِ نفسك للكاهن، وقدّم عن طُهرك ما أمر به موسى.. يعني روح عمول شو مطلوب منّك… روح عمول واجباتك شهادة لهم؟؟

إذا حُب الله اللي بدّو يلمسني من جوّا، ما بدّي إتباهى فيه قدام الناس..!! من أجل خَبّر…!! ولكن بدّي عيشو.. بدّو يصير حقيقة مُعاشة… روح خبّر عن حب الله وفرجيه.. روح إرحم متل ما رحمتك؟؟ روح ما تُحكمْ على حدا متل ما أنا ما حكمت عليك..؟؟

متل ما كان في مراية وقاشع ضعفك.. خلّي هالمراية عَ طول حاضرة قدامك وإقبل الآخرين، متل ما الله قبلك…

نحنا ويننا من لمسة الله؟؟ وقبل لمسة الله.. عم نكبّ عنّا منطق البشر، أو مصرّين عَ يللي منعرفو.. ومسكّرين قلوبنا..

الصوم فرصة النا لتشحيل اليباس، ونكبّ، ونتوبْ، ونقعد مع حالنا.. ونقرا ضعفنا وحاجاتنا الداخلية، ونقول للرب: إذا شئت بحسب مشيئتك طهرنا من الداخل قبل الخارج.. لأنو التطهير والحبّ بغيّرو الإنسان..

نطلع من كبرياءنا… نطلع من الشريعة والقانون اللي حاطينو إلنا.. مين منّا بلا خطيئة.. مين ما عندو ضعف بحياتو.. لأنو الوحيد بلا خطيئة يسوع، لمس الأبرص وشفاه… والزانية رح خليها تروحْ بحرية.. والمخلّع رح وقفو كرمالك، حتى تعرفو شو قادر إعمل بروحكم… والأعمى رح ردلّو نظرو حتى تشوفو النور اللي بدّو يفوت على حياتكم..

ويسوع بتصرّف كل شخص بدّو يغيّر داخلو.. وهوي مستعدّ ويريد، ويتحنّن، والمس.. ويمدّ يده لنا.. لأنه شاء وأطهروا..

رصد Agoraleaks.com