أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


جوزف أبو فاضل: انتخاب عون رئيساً سابقة لن تتكرر ومن حق أنصاره الشعور بالغبطة

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّهى فراغاً ليس لسنتين ونصف كما يروَّج بل لثماني سنوات ونصف،

مشيراً إلى أنّ أحداً لم يكن يشعر أنّ هناك رئيساً فعلياً إبان عهد الرئيس ميشال سليمان، لأنّه كان يساير مجموعات معيّنة ويقاتل مجموعات أخرى، معتبراً أنّ هذه المسايرة أظهرت أنّ رئيس الجمهورية لا يجب أن يكون منحازاً ويجب أن يكون لديه حيثية شعبية قوية تستطيع أن تتماشى معه.
وفي حديث إلى إذاعة “سوريانا الفضائية” ضمن برنامج “المآل” أدارته الإعلامية هبة بيشاني، رأى أبو فاضل أنّ جميع الافرقاء اكتشفوا أن لا مناص إلا بالعودة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون كرئيس جمهورية، لافتاً إلى أنّ المعركة كانت ديمقراطية، حيث كان هناك أوراق بيضاء، منتقداً في الوقت عينه محاولات البعض تشويه العملية عبر وضع ظرف إضافي في صندوق الاقتراع، واصفاً ذلك بأنّه عملية حرتقة ولعب بالأعصاب لا تقدّم ولا تؤخر.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هذه السابقة حصلت سابقًا في عهد الراحل صبري حمادة، عندما ترشح لرئاسة المجلس النيابي، وكان عدد النواب يومها 99 ظرفاً لكن وُجد 100 ظرف في الصندوق، فألغيت الانتخابات وأرجئت، وحصلت كذلك أيام الرئيس الراحل سليمان فرنجية.
سابقة لن تتكرر
وردا على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ لبنان بلد صغير وهو دائمًا مفعول به ولم يكن يوماً فاعلاً بأحد، مشيراً في الوقت عينه إلى وجود تناقضات كبيرة في لبنان، منبّهاً إلى أنّ الشعب هو دائماً الذي يدفع الثمن في كلّ دول العالم وليس فقط في لبنان.
واعتبر أبو فاضل أنّ هناك فرحة عند اللبنانيين مع انطلاقة هذا العهد، مشيراً إلى أنّها سابقة لن تتكرر أن يصل شخص ناضل طيلة حياته مثل ميشال عون لموقع رئاسة الجمهورية، مشدّداً على أنّ من حق أنصاره ومحبيه أن يشعروا بالغبطة بعد كلّ ما عانوه.
ورداً على سؤال آخر، أكد أبو فاضل أنّ هناك كلاماً خارجياً واكب التسوية الرئاسية، مستبعداً أن يكون الاتفاق “صُنِع في لبنان” فقط، لكنّه أشار أيضاً إلى أنّ الأساس كان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما أعلن دعم الحزب للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ووقوفه إلى جانبه حتى اللحظة الأخيرة.
عون سيزور الأسد
وكشف أبو فاضل أنّ الزيارة الخارجية الأولى التي سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ستكون إلى سوريا، حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، علمًا أنّه سيقوم بجولة تقوده لعددٍ من دول المنطقة والعالم.
وأكد أبو فاضل أنّ ما حصل في لبنان كان الرئيس الأسد على علم به وكذلك بعض المسؤولين في سوريا، مشدّداً على أنّ الرئيس الأسد كان على اطّلاع على كلّ شيء، لكنّه كان يحيل كلّ سائليه عن الشأن اللبناني إلى حزب الله والسيد حسن نصرالله.
وجزم أبو فاضل أنّ سوريا لها موقع خاص، لافتاً إلى أنّ العماد ميشال عون هو ضمن الخط المقاوم والممانع، وهو زار سوريا سابقاً بعد عودته من المنفى، مشيراً إلى أنّه كان ضمن الوفد الذي رافقه في هذه الزيارة، متحدّثاً عن توجّه واضح منذ ذلك اليوم للنظر إلى سوريا نظرة أخوة وتعاون وتنسيق.
عدوان على سوريا
ورداً على سؤال، أكّد أبو فاضل أنّ العدوان على سوريا أكبر من قضية لبنان، وأشار إلى أنّ لبنان بلد صغير، وفيه 4 ملايين إنسان، يُضاف إليهم مليونا نازح سوري وفلسطيني، ما يعني أنّهم باتوا يشكّلون نصف الشعب اللبناني، مشيراً إلى أنّ لبنان لا يستطيع أت يتحمّل هذا الكمّ من المتناقضات، كما أن بنيته التحتية غير قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ التسوية، إذا ما وُجِدت، لا تشمل فقط لبنان بل الجميع، لكنّه أشار إلى أنّ الوضع في سوريا يختلف، فمساحة سوريا كبيرة، والمقارنة لا تصحّ بالتالي، بمعنى أنّه إذا بدأت التسوية في لبنان فإنّها ستصل فوراً إلى سوريا، موضحاً أنّ العدوان على سوريا ليس عدواناً إسرائيلياً فقط، بل هو عدوان عرباني ووهابي وإسلام سياسي وأميركي أوروبي.
وأشار أبو فاضل إلى أنه عندما نرى اليوم الجيش البريطاني والجيش البلجيكي والجيش الفرنسي والجيش الأميركي يعملون بين الرقة ودير الزور والحسكة وحلب، والجيش السعودي في غرفة الموك سابقاً، لا يمكن الحديث عن ثورة في سوريا، بل عن عدوان لضرب موقع سوريا ودور سوريا.
ولاحظ أبو فاضل أنّ التسوية في لبنان حصلت بشكل سريع بإرادة الأميركيين والأوروبيين، لأنّهم يخشون من أنّ أيّ مشكل في لبنان سوف يجعل النازحين ينتقلون إلى أوروبا، فلذلك ركض الرئيس الفرنسي وتركض الأمم المتحدة ويركض الجميع لتهدئة الوضع وانتخاب رئيس، مشدّداً على أنّهم يخشون من أن تنتقل هذه القنبلة الموقوتة الكبيرة إليهم.
ضربة في حلب
وجدّد أبو فاضل، رداً على سؤال، موقفه من أحداث حلب، حيث لفت إلى أنّ هناك ضربة سوف تحصل في حلب، بعدما استنفدت روسيا والجيش العربي السوري كل القضايا السلمية، مشيراً إلى أنّ الأوامر الخارجية لا تسمح للمسلحين أن يتركوا الشعب، مرجّحاً أن يتدهور وضعهم كثيراً مع الضربة المتوقعة.
واعتبر أبو فاضل أنّ أحداً لا يستطيع أن يؤثر على القرار الروسي إلا الأميركي، كما أنّ أحداً لا يستطيع أن يؤثر على القرار الأميركي إلا الروسي، لافتاً إلى اننا نتحدث عن أعظم دولتين في العالم، وأشار إلى أنّ الخسارة في حلب ليست مصلحة للروس، معرباً عن اعتقاده بأنّ العملية باتت مضغوطة أميركياً، خصوصاً قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال أبو فاضل: “نحن أمام مشهدية جديدة ستتحرك فيها روسيا، وهناك ضربة للمسلحين ستكون أولاً للمتاريس الأمامية على ما أعتقد لتحطيمها وتدميرها وتهشيمها، لتتلوها عملية دخول بسيطة”، وأضاف: “عندما يتقدّم الجيش، يُحاصَر المسلحون في الأحياء الشرقية، خصوصاً بعدما جعلوا من الشعب دروعاً بشرية”.
الفتنة في سوريا لم تنجح
وأكد أبو فاضل أنّ هؤلاء المسلحين ليس لهم دور، مشيراً إلى أنّ هناك احتمالاً أن تحصل ضربة قوية جداً وقاسية جداً مساء الجمعة أو يوم السبت لفكّ الطوق عن أهلنا في حلب، مشدّداً على أنّ لحلب رمزية كبيرة، وبالتالي فإنّ المعركة فيها مفصلية جداً.
وتوقع أبو فاضل أن نكون أمام استرداد الأحياء الشرقية في حلب في الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ عملية فصل حلب عن إدلب مكلفة جداً، لافتاً إلى أنّ غسيل الدماغ موجود وكذلك الإجرام، مشدّداً على أنّ إدلب أصبحت بكاملها مستعمرة تركية مفصولة عن حلب، وليس فيها داعش بل جبهة النصرة فقط، وهي التي حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومجموعته تغيير اسمها من دون أن يفلح في تغيير صورتها، وهي التي يعرف القاصي والداني أنها تابعة للقاعدة.
وفيما جزم أبو فاضل أنّ القرار اتُخذ باسترداد حلب، لفت إلى أنّ هناك دولة في سوريا، مشيراً إلى انّ الدولة السورية مصرّة على استعادة دورها وهذا ما يزعج الدول الكبرى، موجّهاً التحية للوزراء على الأدوار التي يبذلونها، متحدّثاً عن تصميم سوري واضح على المواجهة والمضيّ إلى الأمام، بحيث بات يشعر السوريون كم أنّ سوريا مهمة، مشدّداً على أنّ الفتنة المذهبية في سوريا لم تنجح.
بري منفتح
وبالعودة إلى الشأن الداخلي اللبناني، لفت أبو فاضل إلى أنّ قوى 8 آذار تفضّل بطبيعة الحال رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على وزير العدل المستقيل أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وأشار إلى أنّ خطاب الحريري اليوم، إذا كان تصعيدياً فهو لإرضاء المملكة العربية السعودية لا أكثر ولا أقلّ، موضحاً أنّ الرجل لديه أزمة مالية مع السعودية.
وإذ أكد أبو فاضل أنّ الحريري لن يكون حليفاً لسوريا، شدّد على أنّ أحداً في لبنان لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن الأحداث السورية، مذكّراً بأنّه سبق أن سمّى سياسة النأي بالنفس سياسة اللعي بالنفس، ولفت رداً على سؤال إلى أنّ الحريري سينجح على الأرجح بتحقيق التوازن المطلوب في تشكيل حكومته، وإذا لم يفعل تستمرّ الحكومة السابقة بتصريف الأعمال، لكنّه سيكون فشلاً للحريري، وأكد أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري منفتح، وقد أمّن جلسة انتخاب الرئيس.