أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


فارس سعيد، كبوة “فارس بلا حصان” !

– وكاهن يهزّ رأسه قائلاً: “أيش قادر يعمل دخلك بحكياتو؟ (أمين أبوراشد)

***

الحيثية السياسية والإنتخابية التي يحاول أن يُوجدها لنفسه، الأمين العام السابق للرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد، عبر ما يُسمَّى “المؤتمر العام لحركة المبادرة الوطنية”، لا نتوقَّف عندها، ولا عند تعليق سعيد على إلغاء الإطلالة من فندق مونرو، بل نأسف للأكاديمي الدكتور رضوان السيِّد أن يكون أحد الأحصنة البديلة، وأن “يَصهل” بما يريده الفارس، ويتَّهم العهد باستهداف فريق سياسي معيَّن، لأن البيان الصادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش يردّ على الإفتراءات التي أعقبت إلغاء المؤتمر، وكان على سعيد والسيِّد أن يتوقعا مضمون البيان بحرفيته: ” يهمّ قيادة الجيش الإشارة، إلى أنّ ملكيّة فندق مونرو – بيروت تعود للجيش، وإن كانت إدارته مدنية، وتلفت إلى أنّ الفندق المذكور هو في الأساس مُتاح لإقامة نشاطات ذات طابع ثقافي واجتماعي وعلمي، وليس لإقامة أي نشاط ذي طابع سياسي انتخابي..”.

فندق مونرو “يرِدّ الروح”، لأنه قريب من ساحة 14 آذار التي كانت ميدان الفارس يوم كان أميناً عاماً، رغم أنه نعى شخصياً نُفُوق الحصان الذي كان يعتليه، سيما وأن “مالك الأحصنة” هو على مقربة منه في بيت الوسط، ولن يستمع للفارس الذي قطع كل علاقة به، بعد المناورة التي حاول فيها الفارس امتطاء “بعير سعودي” خلال مُشاركته في “عاصفة الحزم” السعودية على رئيس حكومة لبنان، وبات مجرداً من كل أدوات الفروسية، بلا حصان ولا حتى بعير، ولا مجال لإنتشاله من كبواته عبر أي مؤتمر.

والدكتور رضوان السيِّد، الأكاديمي والمُفكِّر الإسلامي، وعراب الكثير من السيناريوهات منذ كان بمقام “مُفتي” لدى الرئيس الراحل رفيق الحريري، مروراً بدوره الى يمين الرئيس السنيورة، وانتهاء بعلاقته بالرئيس سعد الحريري الى حين ظروف “الإستقالة السعودية”، بات من الفريق المغضوب عليه “حريرياً” لأنه محسوب على السنيورة ولأنه سعودي أكثر من اللازم، وأسهم مع الدكتور فارس سعيد في ترتيب زيارة البطريرك الراعي الى المملكة، لكن رغم كل قدرات وإمكانات الدكتور السيِّد، فهو رجُل فكر وعلم أكثر منه شريك سياسي له وزنه السنِّي الشعبي، كي يستعين به الدكتور سعيد في النهوض من كبوته السياسية عبر مؤتمر وطني بحجم 1000 شخص، لأن من فقد الأمانة العامة للـ “مليونيات”، يحاول تجرُّع ترياق البقاء من خلال حضور يضُمّ كل المتضررين من انهيار 14 آذار، وكل المغضوب عليهم بعد أزمة الرئيس الحريري في السعودية.

ومعزوفة “السلاح غير الشرعي” هي عنوان رئيسي للمؤتمر ومضمونه وبيانه الختامي، يُضاف إليها لمحات تمايز واضحة عن مواقف الرئيس الحريري في العلاقة مع حزب الله، لكن الهجوم الأعنف سيكون على العهد وعلى فخامة الرئيس عون بالتكافل والتضامن بين من استبعدتهم التسوية الرئاسية، لأنها المُستهدفة الأولى بهكذا مؤتمر.

وبصرف النظر عن “مؤتمر التعويم” هذا، فإن حال الدكتور فارس سعيد تختلف عن حال القوات والكتائب في العلاقة مع بيت الوسط، لأن الرجل لا شعبية جماهيرية لديه، ويُمكن أن يكون وضعه إنتخابياً كما وضع نوفل ضو ويُراهن على عجيبة الخرق، رغم أن زمن العجائب قد ولَّى من زمان، ولن ندخل حالياً بلغة الأرقام التي تكشف الأحجام ولكن، أختُم المقالة بطُرفة حوارية خاطفة على مأدبة غداء في إحدى قرى جبيل منذ نحو سنة :

كان يجلس قبالتي مغترب جبيلي، وبجانبه كاهن كسرواني، فقال المغترب: “فارس منيح بشغلة وحدة، إنو ما بدو يترك البلد لحزب الله، ولازم يضلّ حدا يحكي”.

هزَّ الكاهن رأسه ونظر إليّ وأجاب: “وأيش قادر يعمل دخلك بحكياتو؟؟؟

هنا استأذنت وعلَّقت: “بعيداً عن موضوع حزب الله، إذا كانت يا أبونا زيارة “براد” أو زيارة “معلولا” بنظر فارس سعيد، تطبيع علاقات مع نظام الأسد لأن الرئيس عون قام بهما، فلا داعي للنقاش.. وكان الله بعون الموارنة”.