عَ مدار الساعة


هذا هو المستجد الميداني الوحيد في عفرين

حسان الحسن-

رغم الضجة الإعلامية التي أثيرت حول دخول الجيش العربي السوري الى مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وورود معلومات وتصريحات متباينة في هذا الشأن، بعضها يؤكد دخول قوات شعبية الى المدينة، وبعضها الآخر ينفي، فإن المستجد الميداني الوحيد على أرض الواقع، هو قدوم متطوعين غالبيتهم أكراد من منطقة الشيخ مقصود في حلب، ومدينة منبج في ريف حلب الشرقي الى عفرين، لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردي على إعاقة الهجوم التركي المستمر عليها، والمتعثر أيضاً، حيث أن القوات التركيّة لاتزال تُراوِح مكانها مُنذ بدء عملية “غصن الزيتون” قبل شهر تقريبًا، وعَجِزَت حتى الآن عن تَحقيق الأهداف التي انْطلقت من أجلِها، أي تحييد المسلحين الأكراد عن المدينة، واقامة “منطقة آمنة” بعمق 30 كم على الحدود التركية- السورية.

وتكشف معلومات خاصة أن وحدات الجيش العربي السوري لم تتقدم في إتجاه عفرين، عازيةً السبب الى فشل إتفاق سوري- تركي برعاية إيرانية، كان يفضي بدخول القوات السورية إليها، شرط تسليم الميلشيات الكردية سلاحها الى الحكومة، وأن تعود المدينة الى كنف الدولة، ولكن الجيش السوري لن ينزع سلاح الأكراد راهناً، و هو غير مستعد لذلك في هذه الظروف، ودائما بحسب المعلومات .

وجاءت التصريحات الرسمية التركية، لتؤكد صحة هذه المعلومات، فقد حذرت أنقرة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو من دُخول الجيش السوري و”المِيليشيات” المُوالية له إلى عِفرين، إلا إذا كان هذا الدُّخول مَشروطًا بطَرد مُقاتِلي حزب العُمّال الكُردستاني ووحدات حِماية الشعب منها، وإلا فإنّ عمليّة “غُضن الزيتون” ستستمر، وتابع اوغلو بأن الجيش التركي سيواجه أي قوات حكومية سورية تساعد القوات الكردية في منطقة عفرين.

كذلك جاء قصف المِدفعيّة التركيّة للممرات والحَواجِز التي كان من المُفتَرض أن تَمُر عبرها القوّات السوريّة إلى عِفرين ليُوحي بحالةٍ من الغَضب التركي تُجاه هذهِ الخُطوة، وتَحذيرٍ من احتمالِ الصِّدام مَعها.

ثم إستهداف القوات الشعبية السورية التي تعرضت للفذائف، بعد وصولها إلى عفرين، من جهة مدينة إعزاز، حيث تسيطر القوات التركية والقوات المتحالفة معها على المنطقة هناك.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات أيضاً إلى هناك بعض الإقتراحات التي تم تدوالها في المباحثات الرامية الى دخول الجيش السوري الى حلبة الصراع التركي- الكردي في ريف حلب الشمالي، هو إنتشاره في محيط عفرين، وعودة مؤسسات الدولة اليها، ونزع الأعلام الكردية، غير أن هذه الطروحات لم تترجم الى إتفاق يطبق على أرض الواقع .

ويبقى القرار الذي سيتخذه الجيش السوري، حول دخول وحدات نظامية منه الى عفرين، او دخول وحدات شعبية حليفة له اليها، رهنا بتطور المفاوضات المتعددة الاطراف (روس وايرانيين واتراك) بالاضافة للدولة السورية طبعا، حيث ستحدد هذه المفاوضات طبيعة السلوك الكردي المطلوب، لناحية تسليم الاسلحة والغاء منظومة الادارة الذاتية وعودة سيادة الدولة السورية، الادارية والعسكرية والرسمية كاملة الى المنطقة.

-المرده-