ساترفيلد في بيروت على وقع تهديد ليبرمان
مع انطلاق قطار الاستحقاق الانتخابي إثر إعلان الثنائي أمل وحزب الله عن مرشحيهما وارتفاع الحماوة الانتخابية تدريجياً مع تقلّص المدة الزمنية الفاصلة عن 6 أيار المقبل، عاد الملف النفطي الى سخونته مع عودة مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد الى لبنان آتياً من الأراضي المحتلة على وقع التهديدات التي أطلقها وزير الحرب «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان ضد لبنان، بينما تنهمك الحكومة في دراسة أرقام مشروع موازنة 2018 عشية انطلاق المؤتمرات الدولية لدعم لبنان، وتعقد اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة الملفّ جلسة اليوم لهذه الغاية، بينما من المتوقع أن تشهد الحكومة أيضاً منازلة «كهربائية» بعد الفروغ من الموازنة.
وتترقب الأوساط الرسمية الجديد الذي سيحمله المبعوث الأميركي ساترفيلد الذي نقل الرفض اللبناني لطرح «هوف» وتمسك لبنان بحقوقه كاملة الى الحكومة «الإسرائيلية» التي عبرت عن خيبة أملها بتهديدات وجهها ليبرمان أمس الى لبنان، حيث أشار خلال جولة قام بها على حدود قطاع غزة الى أن «هناك طريقة لحلّ السجال بشأن البلوك 9 وإذا كان اللبنانيون لا يريدون الحل، بل مواصلة الجدل فسيخسرون بلا شك».
وربطت مصادر مطلعة بين تهديدات ليبرمان وعودة ساترفيلد الى لبنان، بهدف تعزيز الموقف التفاوضي الأميركي في جولة المباحثات الجديدة التي سيُجريها مع المسؤولين اللبنانيين. ومن المتوقع أن يلتقي الدبلوماسي الأميركي رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة لإبلاغه الردّ «الإسرائيلي» حيال طرح بري بأن تتولى اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان التفاوض بين الجانبين اللبناني و«الإسرائيلي» لوضع خط أبيض بحري شبيه بالخط الأزرق البري ورفض التفاوض المباشر برعاية أميركية. كما سيلتقي ساترفيلد وزير الخارجية جبران باسيل في مكتبه في الوزارة.
أما اللافت فهو تماهي الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس مع الموقفين الأميركي و»الإسرائيلي» حيال النزاع النفطي مع «إسرائيل»، فقد عبر غوتيريس من لشبونة، عن قلقه البالغ حيال احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين «إسرائيل» وحزب الله ووصفه ذلك بأنه «أسوأ كابوس قد يتحقق»، ومهدداً لبنان بالقول: «سيكون حجم الدمار في لبنان شديداً بالتأكيد».
ولفتت مصادر دبلوماسية لـ «البناء» الى أن «الولايات المتحدة تحاول الضغط على لبنان لفرض التفاوض لتحقيق مصلحة «إسرائيل» وتوسيع حصتها في الرقعة النفطية في المياه الإقليمية»، لكن المصادر أكدت أن «الولايات المتحدة لا تستطيع الفرض على لبنان في ظل الموقف اللبناني الموحّد والشرعية الدولية التي تحمي لبنان وحقه في استثمار ثروته النفطية».
واستبعدت المصادر «إقدام «إسرائيل» على شنّ حرب على لبنان في ظل اعتراف الامم المتحدة بحق لبنان في النفط الى جانب استفادة لبنان من المقاومة التي تملك قوة ردع». واتهمت المصادر الأمين العام للأمم المتحدة بأنه «شريك في التهويل على لبنان. وهو المعروف بقربه من مركز القرار في الولايات المتحدة ويتقاضى راتبه من أميركا».
وفي إطار التهويل على لبنان، أشارت مصادر الى إلغاء البابا فرنسيس زيارته الى لبنان، لكن مصادر دبلوماسية مطلعة لفتت لـ»البناء» الى أن «الزيارة لم تحدّد بعد كي يتم التراجع عنها»، نافية أي توتر في العلاقة بين الفاتيكان ولبنان مؤكدة أن العلاقة جيدة»، وأوضحت أن «تأخر الفاتيكان في تعيين سفير جديد له في لبنان يعود الى انتظار إحالة السفير الحالي أنطونيو عنداري الذي عُين في التشكيلات الدبلوماسية الاخيرة الى التقاعد ليُصار الى تعيين سفير جديد في الفاتيكان وسفير جديد للفاتيكان في بيروت».
ونقل زوار الرئيس بري عنه لـ «البناء» ارتياحه لـ»الموقف اللبناني الموحّد إزاء الحقوق اللبنانية في الثروة النفطية في المياه الاقليمية»، مؤكداً أن «لبنان لن يغيّر موقفه تحت وطأة الضغوط الخارجية والتهديدات الإسرائيلية»، مشيراً الى أن «ساترفيلد سيسمع الموقف نفسه عند عودته».
كما عبر بري عن ارتياحه الى مسار الانتخابات النيابية التي ستُجرى في موعدها لا سيما بعد البدء بإعلان اللوائح الانتخابية.
-البناء-