عَ مدار الساعة


جيلبرت زوين، يا صامتة في مجلس “الجعجعة بلا طحين”!

– عن نوبة نزاهة يعقوبيان وترشيح تويني – بو حبيب الوراثي.. (أمين أبوراشد)

***

لست أعرف النائب جيلبرت زوين ولا أنا من دائرها الإنتخابية، ولست أكتب مقالتي لأن السيدة زوين “عونية”، لكن مَن ينتقدها لأنها لا تهوى الخطابات والتصريحات، هي الحاصلة على إجازة في العلوم السياسية والتاريخ القديم من الجامعة اليسوعية، فلأنها المرأة العاملة بصمت في الحقل الخدماتي، لا بل هي الأولى في مجال خدمة الناس، ومَن ينتقدها لعدم رغبتها في إعتلاء منبر المجلس النيابي على مدى الأعوام الماضية، فلا نعتقد أن بعض من “جعجعوا” على هذا المنبر قد “شالوا الزير من البير” سواء في مساءلة الحكومة أو في العمل التشريعي، داخل مجلسٍ عمِل لفترة أربع ساعات تشريع خلال العام 2012 مقابل 800 ساعة تشريع للجمعية الوطنية / البرلمان الفرنسي للعام نفسه.

ومن باب الفضول، تناولت سيرة الحياة العملية / الإجتماعية للسيدة زوين، وذُهلت لهذا الكمّ من المواطنين الكسروانيين الذين تعمل زوين على خدمتهم يومياً، سواء عبر المؤسسات الأهلية أو عبر الخدمات الفردية، وقد حضرني هذا الفضول بعد أن بدأت الترشيحات النيابية النسائية تَرِد الى وزارة الداخلية ومن ضمنها للإعلامية بولا يعقوبيان والسيدة ميشال تويني أبو حبيب عن دائرة بيروت الأولى.

يعقوبيان أعلنت ترشُّحها بإسم “حزب 7” بمواجهة لائحة الرئيس الحريري، مما يعني أن استقالتها من تلفزيون المستقبل مرتبط برفض الحريري أن تكون ضمن لائحته، لكن أن ترفع شعار محاربة الفساد، وهي الأدرى بالفساد الذي كان حولها خاصة في زمن حكومات فؤاد السنيورة، فإن من حق الناخبين سؤال يعقوبيان عن “نوبة النزاهة” التي أصابتها فجأة.

أما ترشيح السيدة تويني- بو حبيب، فهو من قبيل “وراثة الأخت”، التي تُغادر الندوة اللبرلمانية بإنجازات “صفر”، سواء عبر الخدمات أو مساءلة الحكومة أو التشريع، وإذا كانت الإعلامية البارزة نايلة تويني وصاحبة الصحيفة الأولى في لبنان، لم تنجح في جعل “النهار” منبرها النيابي، فإن يعقوبيان لن تحصد في صناديق الإقتراع أكثر بكثير من الرقم(7) الذي يحمله حزبها الجديد، والسيدة تويني – بوحبيب لن تجد إنجازاً واحداً حققته شقيقتها، لتستكمل مسيرتها في تحقيق “برنامجٍ عائلي” بقي حبراً على ورق، والإكتفاء بأنها إبنة جبران تويني لا يُوصِل من يلزمها “فتّ خبز” الى الندوة البرلمانية.

وإننا من منطلق الإيمان بالمرأة اللبنانية وقدراتها، من حقنا إبداء الأسف على مستوى بعض الترشيحات النسائية لبرلمان 2018، ونكرر تحية الإكبار والإحترام للعاملة الصامتة النائب جيلبرت زوين، التي دمجت الإرث العائلي بالإنتماء الحزبي، وعاشت معاناة الناس بصدق وتفانٍ وبدون “وَجهَنة” وإطلالات إعلامية، وليتنا نحظى بمن يعملون بصمت وأبعد الله عنا كل من يهوى “الجعجعة بلا طحين” …