– أرفض قيادة الجمهور إلى الهاوية
– لن نقبل الإفتراء اليومي الممنهج بإلصاق تهم الفساد على كلّ خطوة بناءة
***
مقتطف من كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري، في الذكرى الـ13 لاغتيال رفيق الحريري في البيال: (14 شباط 2018)
13 سنة وأنت معي، على “الحلوة والمرّة”. رفيق الأيام الصعبة وما أكثرها علينا وعلى البلد والمنطقة.
13 سنة، وكلّما احتاجك تقول لي “كفّي يا سعد، قضيّتنا أكبر من الكلام. واستقرار لبنان أهمّ رصيد حياتنا.
13 سنة، والمنطقة تغلي، ثورات وحروب وفتن ونزوح. سوريا طحنتها المعارك وأصبحت حقل تجارب للجيوش والمليشيات من جميع الجنسيات، والعراق أسير الصراعات وخراب الموصل توأم لخراب البصرة. اليمن أتعس بقاع الأرض
- رغم كلّ شيء، أطمئنك أنّ لبنان في منطقة الأمان، لأنّ روح رفيق الحريري معنا، والشاب الّذي كان يضع دمه على كفّه ليوقف إطلاق النار في بيروت لا يمكن أن يسلّم بيروت للحرب الأهلية من جديد، ولأنّ الّذي يعمل لإتفاق الطائف لا يمكن أن يقبل بكسر العيش المشترك، والّذي يخرّج 40 ألف طالب جامعي مستحيل أن يرضى بتخريج ميليشيات مسلّحة.
عملنا بوصيّتك واخترنا أن نمشي على طريقك ليبقى هناك دولة، وأنّنا لا نقبل أن تضيع تضحيات الشهداء. والّذين يقولون غير ذلك يقومون بحرب على الورق… أبعدنا الحريق السوري، وطردنا تنظيم “داعش” والإرهاب لم يجد بيئة حاضنة، وأصبح لدينا جيش وقوى أمن نفخر بها. وفرع المعلومات الّذي أسّسه الراحل وسام الحسن يقف بالمرصاد مع كلّ الأجهزة الأمنية بوجه الموساد والإرهاب.
- لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية وخلافات سياسية، ولكن لدينا دولة ومؤسّسات وشرعيّة وحكومة ومعارضة وحرية وإعلام في زمن تسقط الدول والجيوش والمعارضات.
13 سنة، ونحن مصمّمون على العدالة. لن نيأس ولن ننسى ولن نساوم. البعض يرى أنّ العدالة السماوية تتحقّق في مكان ما، لكنّ عدالة المحكمة الدولية مفتاح الحقيقة، والمفتاح أمانة شهاداء 14 آذار لدينا جميعاً وخصوصاً لدى تيار المستقبل. 13 سنة وكلّ يوم أحلم بأن أرى حلم رفيق الحريري حقيقة في كلّ لبنان….
- أوّل الكلام، كان مع رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الّذين نجتمع على الوفاء لنضالهم في مواجهة أسوأ حقبات الوصاية. وبعد، يشرّفني أن أعلن الإحتفال بذكرى 14 شباط لهذا العام مناسبة لتحية القدس الشريف من روح رفيق الحريري، تحية إلى القدس من “تيار المستقبل” والّذين يجتمعون على تكريم شهداء الحرية والإستقلال.
أيها الأخوة والأخوات، نحمد الله أنّ جمهور رفيق الحريري ما زال يجتمع في بيروت من كلّ المناطق ليؤكّد أنّ “تيار المستقبل” يتصدّر الصفوف لحماية لبنان. صمودكم، اعتدالكم، عروبتكم، صبركم على الأذى، رفضكم للفتنة وإيمانكم بالعيش المشترك، سيبقى السلاح لمواجهة التحديات. سيكتب التاريخ أنّكم جيش الإعتدال الّذي حمى لبنان من السقوط في الفتن وأنّ حماية الوطن أنبل عندكم من المشاركة في حروب الآخرين”
هناك من يعزف يوميّاً لحن المزايدة على “تيار المستقبل”. أنا سعد رفيق الحريري أرفض رفضاً قاطعاً قيادة هذا الجمهور إلى الهاوية أو إلى أي صراع أهلي. وليعلم الجميع أنّني لن أبيع الأشقاء العرب بضاعة سياسيّة لبنانيّة مغشوشة ومواقف للإستهلاك في السوق الإعلامي والطائفي. نحن لسنا تجار مواقف وشعارات، نحن أمناء على دور اتجاه أهلنا وأشقائنا وسأخوض معكم التحدّي في كلّ الإتجهات ولن أسلّم بخروج لبنان عن محيطه العربي ودخوله في محرقة الحروب العربية.
- قرار النأي بالنفس، هو عنوان أساس من عناوين التحدّي، وتثبيت لبنان في موقعه الطبيعي، دولةً تقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية وترفض أي إساءة لها. والقرار لم يُتخذ ليكون حبراً على ورق، من يوّقع على قرارٍ تتّخذه الدولة، عليه احترام هذا القرار.
وصل القرار إلى تسليم البلاد إلى حزب الله ثمّ روّجوا إلى فكرة أنّ الإنتخابات ستنتج مجلساً نيابيّاً يروّج السلاح؛ كلّ ذلك لتسطير مواقف ضدّ سعد الحريري وتيار المستقبل.
- ما يقومون به لم يمكّنهم من الحصول على ذرّة واحدة من رصيد “حزب الله” وحلفائه في الإنتخابات، لكنّهم يراهنون على أن يتصيّدوا فتات الموائد في “تيار المستقبل” ليجعلوا من هذا الفتات وجبة انتخابية يستفيد منها مرشّحوا الحزب وحلفائه.
الذين يزايدون علينا يعرفون أنّ أكثر ما يمكن تحقيقه هو إضعافنا لمصلحة “حزب الله”، وهم فعليّاً يعملون لدى “حزب الله”. لن أقول أسماءهم وجميعكم تعرفونهم. هذه ظواهر صوتية، فأنا على يقين بأنّ “تيار المستقبل” ومعه جمهور رفيق الحريري، غير قابل للكسر. وهو ركنٌ أساس من أركان الصيغة اللبنانية والتوازن الوطني، ويستحيل أن يشكّل جسراً تعبر فوقه أوهام الإطاحة بالصيغة وإتفاق الطائف وعروبة لبنان.
- إتفاق الطائف خطّ أحمر لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل وهو ليس إطاراً لأيّ ثنائيات أو ثلاثيات. لن نغطّي أي سياسة تعمل على خرف وثيقة الوفاق الوطني وتجديد الصراع الأهلي. كنّا وسنبقى حماة الجمهورية وحراس العيش المشترك وهوية لبنان العربية والسدّ المنيع بوجه أي وصاية خارجية.
زمن الوصايات انتهى، و14 آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ هذا البلد. أيّها الاخوة والاخوات، يا شباب وشابات “تيار المستقبل” أسابيع قليلة تفصلنا عن الإنتخابات النيابية الّتي ستكون نقطة تحوّل في حياتنا البرلمانية سواء على مستوى اختيار القانون الجديد أو تجديد الطاقم النيابي.
- خلال أيّام سنعلن عن أسماء المرشحين، وندخل حلبة الإنتخابات تحت مظلّة رفيق الحريري. وبرنامجنا في “تيار المستقبل” للإنتخابات، هو إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محرّرين من ضغوط الوصاية ومستلقين على أكتاف الدولة والقانون.
هناك ثوابت لا يمكن للبلد أن يستقرّ من دونها:
أوّلًا إتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني خط أحمر،
ثانياً التزام الحوار في الخلافات،
ثالثاً حماية لبنان من ارتدادات الحروب،
رابعاً رفض التدخل في شؤون البلدان العربية،
خامساً الأحكام الّتي ستصدر عن المحكمة الدولية ملزمة للسطات اللبنانية بملاحقة المذنبين،
سادساً حصرية السلاح بيد الدولة،
سابعاً تفعيل قدرات الجيش وقوى الأمن لبسط السلطة والدفاع عن السيادة،
ثامناً إلتزام القرارات الدولية الخاصة بلبنان خصوصاً القرار 1701 والتضامن الوطني لمواجهة الأطماع الإسرائيلية،
تاسعاً إنهاء ملف عودة النازحين ورفض كلّ أشكال التوطين
عاشراً العمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الّذين لا دماء على أيديهم.
النقطة الـ11 هي توسيع نطاق مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية. نحن مصمّمون على مواصلة مكافحة الفساد وتحسين الشفافية ولن نقبل الإفتراء اليومي والممنهج بإلصاق تهم الفساد على كلّ خطوة بناءة. نعمل من أجل مستقبل البلد وكلّ عملنا يتركّز على الشباب مستقبل البلد.
- البلد كان معطّلاً بسبب الفراغ الرئاسي، ونحن وضعنا حدّا للفراغ وأقرّينا قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب، والتعيينات الأمنية والقضائية والدبلوماسية، استكملنا المجلس الإقتصادي والإجتماعي وأقرينا أول موازنة من 12 سنة، وأقرينا عشرات القوانين التي كانت في ادراج مجلس النواب وأهمّها النفط والغاز الّذي تمّ تلزيمه، ووضعنا خطّة لمشكلة الكهرباء والنفايات ووضعنا جهود كبيرة بدأت باعطاء نتائج في قطاع الإتصالات والإنترنت، ووضعنا خطّة لمواجهة أعباء النزوح، والشهر المقبل سنذهب إلى روما لتمويل الجيش اللبناني وبعده إلى باريس لتمويل مشاريع بقيمة 16 مليار دولار.
هذا العمل كلّه هو حقيقة للشباب والشابات، هذه فرص عمل لهم، عندما نقوّي الجيش والقوى الأمنية نضمن الأمن والأمان، وعندما نقوّي قطاع الإتصالات نفتح اقتصاد المعرفة. وعندما نحلّ مشاكل الكهرباء والنفايات ونرفع مستوى البنى التحتية والخدمات نحضّر الأرضية للبلد الّذي يليق بالشباب والشابات.
- السؤال الحقيقي لكلّ اللبنانيين، بهذه الإنتخابات تريدون هذا البرنامج أن يستمرّ أو أن يتوقّف؟ يجب أن تصوّتوا وأن تعرفوا أنّ من لم يصوّت صوَّت، عدم المشاركة بالتصويت هو بحدّ ذاته تصويت لوقف هذا المشروع، مشروع النهوض بالبلد والإقتصاد، ونحن حجر أساس لإطلاق أكبر مخطّط استثماري يشمل كلّ لبنان. وسنذهب إلى الإنتخابات بنفَس رفيق الحريري. نريد أن يعود البلد ورشة عمل وفريقنا النيابي مسؤول عن هذا البرنامج. الإنتخابات فرصة لنسمع اللبنانيين ونكلّمهم بصراحة وشفافية لنواجه كلّ التحديات بالأمل والاصرار، وأي تطوّر أي تقدّم ونهوض بالبلد لن يحصل دون دعمكم ورأيكم، وصوتكم يجب أن نسمعه في كل خطوة.
هناك من يريد خطف صوتكم بالمزايادات والشعارات الرنّانة لتقديمه للمشروع المناهض وهم سيخيبون. منذ أشهر عدّة نسمع نظريات في البلد عن أنّ “تيار المستقبل” سيذهب إلى تحالف خماسي، أو سيعود إلى تحالفات مع حزب “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب اللبنانية” وحزب “الأحرار”، وأنّ “تيار المستقبل” سيكون الخاسر الأكبر؛ وذلك لأنّ “تيار المستقبل” مفلس وليس لديه مال”، أنّ هذه أكبر إهانة لكم لجمهور رفيق الحريري وتعبير وقح عن أنّ ناخبي “المستقبل” أصواتهم تباع وتشترى ولا يصوّتون عن قناعة وقرار حر، مؤكّداً “أنّنا قبلنا التحدي، أنا وأنتم وكلّ الشباب والشابات، نعم نحن ليس لدينا مال للإنتخابات ونرفض أي تحالف مع “حزب الله.
- نجن تيار لا يقبل أن يضعه أحد بعلبة طائفية، نحن تيار الإعتدال وكلّ اللبنانيين وأمل كلّ اللبنانيين. الجهد والصبر والإبداع من أجل كلّ لبنان. سننزل على الإنتخابات على لوائح “المستقبل” ومرشّحين من كلّ الطوائف”، مشيراً إلى أنّ “جمهور “المستقبل” سيريكم أنّ أصواته لا تباع ولا تشترى لا بالمال ولا بالهوبرة ولا بالمزايدات، وموعدنا في 6 أيار مع الإنتخابات وفي 7 أيار مع كلّ اللبنانيين ورفيق الحريري، عشتم وعاش لبنان.