بإسقاطه على الأقل طائرة واحدة من طراز «إف ١٦» وعدداً من الصواريخ، دمر الدفاع الجوي السوري أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة، وذلك باعتراف العدو نفسه الذي قالت وسائل إعلامه إن ما حصل صباح أمس بمثابة صفعة لإسرائيل وردع لها.
وبحسب محللين سياسيين فإنه ومع تصدي الدفاعات الجوية السورية للصواريخ والطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السورية، بات من الواضح أن دمشق اتخذت قرارها بوضع حد للعربدة الإسرائيلية فوق أجوائها، وإنها وعلى الرغم من سنوات الحرب السبع، فقد تمكنت من ترميم دفاعاتها الجوية التي كانت أول سلاح استهدفته المجموعات الإرهابية باكراً في ٢٠١١ بناء على رغبة وطلب إسرائيلي.
ورأت المصادر السابقة أنه ومع هذا التغير النوعي في الصراع مع العدو، صارت إسرائيل أمام خيارات محدودة أمام الجيش السوري، فإما أن تشعل الجبهة وهي غير قادرة على ذلك لإدراكها المسبق أن الثمن سيكون باهظاً جداً ولن تحقق أي انتصار في أي حرب مقبلة على سورية أو لبنان، أو أن توعز للمجموعات الإرهابية التي تتعاون معها داخل سورية بالحشد من أجل الرد على الجيش السوري، لكن مع إدراك إسرائيل أيضاً أن أقصى ما يمكن لهذه المجموعات فعله هو القصف العشوائي على المواطنين الأبرياء وعلى سكان دمشق وضواحيها، وهذا ما يقومون به منذ عدة أيام، وكان اللافت أمس إطلاق هذه المجموعات لعدة قذائف هاون باتجاه دمشق بعد ساعات قليلة من إسقاط الطائرة الإسرائيلية في مؤشر ودليل جديد على التعاون بين الطرفين وعمالة هذه المجموعات للعدو الصهيوني.
المصادر أكدت أن التطور الإستراتيجي الكبير الذي تحقق أمس، لا يبدو أنه سيكون لمرة واحدة، فالرسائل السورية بقرار تغيير قواعد الاشتباك، يبدو أنها وصلت وفهمت جيدا، وخطة الحرب بالوكالة، شارفت على نهايتها، وتحول قدرات الردع السورية، وقرار توحد جبهات المقاومة، فتح صفحة جديدة في تاريخ الصراع مع إسرائيل، لا يبدو أن ارتداداته ستسمع في المحيط الإقليمي فقط، بل ستمتد بعيداً صوب الأميركي، الذي يراقب جيداً انهيار أدواته بصورة دراماتيكية، بعيداً عن الحسابات التي وضعها لترتيب المنطقة.
وأمس وبعد إسقاط الطائرة سارعت إسرائيل لطلب التهدئة الدولية وعدم التصعيد، كذلك دعا المحللون الإسرائيليون إلى التخفيف من وقع إسقاط الطائرة، خشية من اندلاع الحرب، ونقلت وسائل إعلام العدو أنباء عن طلب إسرائيلي بتدخل روسي عاجل لمعالجة الأمور ومنع تدهورها، علماً أنها الطائرة الأولى التي تسقطها الدفاعات الجوية السورية منذ عام ١٩٨٦، ما يعني، بحسب المصادر، نهاية حقبة من الصراع مع العدو والانتقال إلى حقبة جديدة من الردع ستضطر إسرائيل خلالها إلى الأخذ في عين الاعتبار القدرات العسكرية السورية وتصميمها على الرد على أي عدوان من إسرائيل مباشرة أو عملائها في الداخل.
-الوطن السورية-