– 42 سنة والجبل ينزف… آن الآوان إعطاء كل ذي حق حقّه (حبيب البستاني)
***
20 كانون الثاني 1976_20 كانون الثاني 2018 أكثر من 42 عاماً مضت على مجزرة الدامور، يومها اعتقد البعض أن طريق فلسطين تمر عبر الدامور والجية، يومها لم يكن فلسطينيو هذه الحقبة ومن ساندهم مما سمّي وقتها الحركة الوطنية بحاجة إلى ذرائع وأسباب لارتكاب المجازر وتهجير المسيحيين الآمنين من بيوتهم وبلداتهم الوادعة، فالمخطط التدميري للبنان كان يقوم على الفرز الطائفي، وقد دفع مسيحيو الأطراف حينها الثمن الباهظ من حياتهم وأرواحهم وأرزاقهم، فلم يسلم الأحياء كما الأموات من العبث والمجون والبربرية، فكلمة السر كانت إرتكبوا المجازر، نكلوا بالأحياء والأموات كي لا يعودوا، ولكننا عدنا، عدنا للدامور والجيه وكل قرى الجبل، عدنا وغفرنا ولكننا لم ننسى ولن ننسى، البارحة كانت عودتنا الجسدية واليوم وغداً سيشهد على عودتنا السياسية، غداً سيكون لنا وبفضل القانون الإنتخابي النسبي الذي وضع خصيصاً لنا، من قبل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلينا الحقيقيين في الندوة البرلمانية، كي لا تتكرر مجزرة الدامور وينعم إبن الشوف والجبل بكامل طمأنينته.
إن أبناء الجبل كل أبناء الجبل يؤمنون بأن المدماك الأول للعودة الحقيقية، تبدأ بالعودة السياسية، عندها وعندها فقط يستطيع من اخترناهم بملء إرادتنا من الدفاع عن حقوقنا وتأمين حقنا في الإنماء والسكن والوظيفة والطبابة، وكلها معاً تشكل مقومات العودة والصمود والعيش المشترك في الجبل، فلا عيش مشترك بدون التساوي في الحقوق والواجبات، ولا عيش مشترك بوجود الفقر والحرمان، أكثر من اثنين وأربعين سنة مضت وجرح الجبل ينزف، وقد آن الآوان لإعطاء كل ذي حق حقه، وتأمين الأموال والتعويضات وإغلاق ملف المهجرين بصورة نهائية، وفتح باب الإنماء على مصراعيه، وتأمين اللامركزية الإدارية، عند ذلك وعند ذلك فقط، تصبح مجزرة الدامور وغيرها من المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في بلداتنا وقرانا مجرد ذكرى.
*كاتب سياسي