– الرئيس عون للدكتور جميل زغيب: إرادتكم أمثولة عن حب الحياة وقوة الروح
– حب الحياة والايمان بالله يدفعان الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة
***
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن حب الحياة والايمان بالله بامكانهما دفع الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة، معربا عن تقديره لانجازات الدكتور جميل زغيب بفضل ارادته الصلبة التي تشكل أمثولة في حب الحياة وقوة الروح.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال زيارته الدكتور زغيب في دارته في جعيتا، يرافقه العميد شامل روكز، حيث كان في استقباله زوجته السيدة هلا، وأولاده. واطلع على حالته الصحية وانجازاته التي حققها برغم صعوبة العوارض المرضية التي يعيشها.
والدكتور زغيب هو طبيب أطفال أصيب قبل عشر سنوات بمرض عصبي خطير هو “التصلب الجانبي الضموري” أدى تدريجياً إلى معاناته من الشلل الكامل، وفقدان قدرته على الكلام، والتنفس، وبلع الطعام، وحتى الابتسام، فأصبح يعتمد بالتالي على جهاز تنفس اصطناعي بشكل دائم، ولا يتمكن من تحريك أي شيء في جسده باستثناء عينيه، اللذين يستعملهما للتحدث بواسطة جهاز كمبيوتر خاص يمكنه من كتابة الكلمات والجمل، او النطق بها الكترونياً.
في مستهل الزيارة رحب الدكتور زغيب في كلمة له عبر جهاز الكمبيوتر، برئيس الجمهورية، مؤكداً أمامه أن مرضه الصعب لم يفقده القدرة على الحياة والحب والحلم.
وأضاف :” لا يجب على الانسان ان يتوقف طويلاً عند خيبات الامل والفشل، أو يختار الشعور بالمرارة والغضب والحزن، بل عليه عدم الاستسلام ومتابعة حياته والتقدم إلى الأمام”، مشيراً أنه بغياب أي علاج لمرضه حتى الآن، كان عليه البحث عن بعض القدرات التي ما زال يملكها ، لاستعمالها وتطويرها. ولفت إلى أنه تمكن بواسطة كمبيوتر يعمل من خلال حركة العينين، من التواصل مجدداً مع العالم، وتحقيق انجازات لم يتمكن من تحقيقها عندما كان جسده يعمل، من بينها تأليف تسعة كتب في خلال ثلاث سنوات، وانجاز كتاب عاشر سيتم نشره قريباً.
وأطلع د. زغيب الرئيس عون على تأسيسه الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري قبل عامين، وهي الاولى من نوعها في العالم العربي، بهدف مساعدة المرضى على فهم مرضهم وتخفيف عوارضه وتحسين نوعية حياتهم.
وفي الشأن الوطني، نوه زغيب بإصرار الرئيس عون على مواجهة الفساد المستشري في لبنان، معتبراً ان وسيلة الخلاص الوحيدة، تكمن في نظامنا القضائي.
أما زوجته السيدة هلا، فقد عرضت بدورها للمراحل التي مر بها زوجها منذ اصابته بالمرض، وفقدانه حركته بشكل متدرج، لافتة الى ما يتمتع به من قوة باطنية وحيوية وعمق انساني، دفعته الى تأسيس الجمعية التي باتت اليوم محور حياته واهتماماته. وتمنت على رئيس الجمهورية أن يقدم الدعم والمؤازرة لهذه الجمعية للتخفيف من الاعباء الصحية والمادية عن المرضى.
ورد رئيس الجمهورية محييا الدكتور زغيب على إنجازاته التي حققها برغم ظروفه المرضية الصعبة، بفضل إرادته الصلبة “التي تشكل أمثولة في حب الحياة وقوة الروح”. وأضاف:”أنتم مثال يحتذى به لكل إنسان يواجه الصعوبات ويشعر بالضعف وعدم القدرة على تخطيها. لقد أدهشتمونا بما لديكم من عزيمة قوية في مواجهة العوارض القاسية لمرض كان يمكن ان يدفعكم الى الاستسلام والانهزام بسهولة أمامه، إلا أنكم اخترتم ان توصلوا رسالة قوية إلى من حولكم والى الانسانية جمعاء، بأن حب الحياة والايمان بالله، بامكانهما دفع الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة“.
وهنأ الرئيس عون مضيفه على مسيرته المضيئة في مجال التأليف، منوهاً بالعمق الروحي والانساني في كتاباته. كما اعرب له عن تقديره لتأسيسه “الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري” التي من شأنها أن تقدم معونة قيمة وعملية للمرضى، مؤكداً دعمه الكامل لهذه الجمعية بكل الوسائل المتاحة.