– الصليب دواء 1) منحملو بصعوبة، 2) منحملو بسهولة، 3) منحملو بفرح..
***
عظة الأب رالف طنجر بمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير – على قدر التجربة تأتي التعزية (17 كانون2 – 2018)
أحبائي
الله خلق الإنسان على صورتو ومثالو..
ولازم نشكرو ونبوسْ الأرض انو نحنا منّا عبيد ورابطنا بجنزير..
عطانا كامل الحرية، وتركنا نختار : إذا بدنا نعيش صح ، أو بدنا نعيش غلط..
اللي بدّو يعيش غلط ، بدّو يعيش بالخطية… وبمجرّد دخول الخطية ، بصير فينا شي غير منظور مُرعب لدرجة انو القديسة ” كاترين السينية” اللي هيّي معلمة بالكنيسة، بتقول:
- لو فينا نقشعْ بعيون الجسد شو بتعمل الخطية ، كيف بتشوّه صورة الله بالإنسان ، نرتعب..
- وما في غير دم يسوع و الإماتة بتطهرو… وهيدا هوي الصليب..
كونو أكيدين يللي ما بيحمل صليبو ، ما بيتحرّر من الخطية…
لمّا خطيو آدم وحواء ، ربنا صار شي بخوّف ..!! هوي الرب المُحبّ اللي كانو ينطروه، تَ يِجي على الفردوس.. ولكن شو صار من ورا الخطية !!
الخطية شوهتّن ، ودخل سيّد الخطية ، وصار شايفين الله بخوّف.. صار يهربو منّو..
هنّي اللي تغيرو.. والعقل البشري ما قادر يشوف الصح…
الهنا بقي طيّب ، وصالح ، شو قال: لأنكم عملتو هيك ، وعصيتو… و “فات هالسمْ اللي أنا ما بدّي ياه الكن…!” ومش قصاص أنتبهواا..!!!
الدوا اللي طالبو منا لأنو بحبنا ، وصار الإنسان من هلق ورايح رح ياكول لقمتو من عرق جبينو ، وحتى الشجر اللي كانت تعطي ثمر 12 شهر ، صارت تنقط تنقيط… والمرأة بالألم صارت تولّد..
هيدا كلّو بسبب الخطيئة..
الدواء
الله عطانا الدوا لَ ننضّف داخلنا… عطا الصليب ، والألم ، والإماتة..
- لازم نوصل لمفهوم، نفهم معنى الصليب بحياتنا،
وكل واحد يعمل فحص ضمير..
بس تجينا صعوبة بالحياة، عم إشكر الله او عم اهرب تَضلّ عايش بيللي بريحيني…
– بقول يسوع: ما أهون اللي بفوتو من الباب الواسع ، بس نفوسن هالكة، فوتو من الباب الضيّق وشوفو كيف بتخلصو.. واللي بعيش اللي بريحّو يتأكد ما رح ينضف من الخطية…
- إذا ما في صليب ، وما في ألم ، وما في تعب ، ما رح تنضف من الخطية… لازم نشوف الصليب إنو لخيرنا ، وبقول يسوع: من لا يحمل صليبه كل يوم (مش كل فترة – ما في نهار Off) ويتبعني لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً…
– بقول أحد القديسين، من فقد صليبه فقدَ مسيحيته..
- مار بطرس ومار بولس بقولو: إفرحوا بكلّ الصعوبات والتجارب..
امرأة تطلب الألم… لخلاص النفوس
إجتْ لعندي امرأة ، عم تعترف، قالتلي: طلعْ معي “Cancer” ومبسوطة…
قلتلا: شو طلع معك “سرطان” ومبسوطة؟؟
بتقلي: مبسوطة، انا طلبتْ ، أنا طلبتْ منّو بدّي شاركو آلامو ، عطاني اللي بدّي ياه ، ليش بدّي إزعلْ.. لو منو شايف هالشي لخيري ولنفسي ، ولكل النفوس اللي بحاجة اتألّم عنها ، ما كان ربنا عطاني هالشي…
– الألم مش بس نفسي، الألم أيضا جسدي وقد يكون بالمرض.. نيّال ربنا اللي بيختارو بمشروعو ، وأكيد منضلّ مقصرين.. ومنقول: ” مع آلامك مع يسوع ” .. وهالآلام اكيد ما بتطلع نقطة ببحرو ومحيطو
- كل إنسان بيصبر ، عم ياخود نعمة هيّي “الوداعة” ،
وكل ما بيلتزم بالوداعة ، عم تكبر فيه المحبة..
وكل ما يكبر بالمحبة ، رح يشترك ويتحّد بالله ، وعم يشع نورو ، وعم ينقل هالشي للآخرين..
– أكتر وجه بشوفو عم يشعّ في نور يسوع ، كل مرة بنزلْ على مستشفى “سان جورج” بنزلْ تَ إمشح مريض ، او تَ آخود القربان المقدس ….
1) أولاً أنا بشعر بقوة بكهنوتي لمّا كون حدّو ،
2) وتانياً أنا باخود منّو، وبطلّع قديش انا بعدني صغير ، وناقصني إفهم قيمة ومعنى الصليب بمعنى حياتي، وقديه أنا أوقات بهرب منّو..
- هيدي هييّ “الميتة” الصالحة ، يللي كل مرّة عم نصلّي الوردية ، وعم نطلب شفاعة مار يوسف منطلبها ، إني مُوتْ وآلامي كلها قدمتا ذبيحة وكفارّة لخلاص النفوس ، واتحدّت بآلام الصليب..
عيلة
عايشي على قدُّها ، وفي 4 ولاد ، بقوم البيْ بيعمل حادث كتير قوي ، وبفوتْ على المستشفى ، وطلع انو في خطر ما يقدر يكفّي بشغلو… من ورا الإصابة اللي انصاب فيا..
رحنا عم نزور هالعيلة، ومش عارفين شو بدنا نحكي ، قدام هيك مصيبة منفوت عايشين الصمتْ . الكلمات بتعجز شو بدنا نقول ، وشو بدنا نقول للأم..
– كل الوقت ما في غير الإبتسامة على وجه الأم
– مش إبتسامة مصطنعة
– إبتسامة فيا سلام ونور عم يشعّ
– وما تردّد الاّ جملة وحدي: ” الله رحمة “
طبيعياً لازم تكون خايفة على ولادا ، وعلى تربيتُن ، وشو بدها تعمل إذا جوزا ما قدر يعيل العيلة ؟؟؟
بدءاً مني أنا ، قديه بدنا كتير لَ نتعلّم ، إنو بعزّ الألم ربنا حاضر بقوة…
كاهن تعيّن برعية، راح يزور ولاد رعيتو ، بيوصل على بيت في تصوينة ، وهوّي عم يفوتْ بتطلع عليه مرأة ، وبتبلّش لعنات وتجاديف ، بتغسلو من فوق لَ تحت. بقلها : طيّب رح فلْ ، بس سؤال ، ليش عم تقوليلي هيك ؟؟؟ بتقلو الأم بحرقة قلب : بدّي أعرف وين كان الله، لما مات إبني الوحيد..!!
بيصفنْ الخوري شوي ، بقلها: كان بنفس المحلّ لمّا كان ابنو الوحيد عم يموتْ على الصليب..
بكل الم منعيشو بكون الله حاضر …
هيدا المفهوم اللي لازم يترسّخ اليوم .. بهالزمن البشع والصعب ، وبهالظلمة يللي صارتْ الأرض كلها ملوثة… هون بذكرّنا يسوع أنتم نور العالم ، انتم ملح الأرض… بقلب الصعوبات فرجوني كيف أنا بدّي شعّ من خلالكم.. مش نهرب…!!
معنى الصليب بالعمق المسيحي ، في 3 مراحل بدنا نمرق فيُن:
1) المسيحي بدّو يحمل الصليب،
واليوم كل ما فوتْ على بيت نقْ . الناس بتضلّ تنقْ .
وين الإيمان ؟؟؟ وين الوردية ؟؟؟ وين زيارتك عَ مار شربل؟؟؟ وين زيّاحك؟؟؟ وين الشمعة اللي بتضويها؟؟؟ وين قادسك الأحد؟؟؟
وين بدّن يبينّو إذا مش بالمحنة بدّهم يبينو.. كيف بدّي اتحمّل الصليب إذا مش فهمان إنّو هيدا دوا… هيدا منّو قصاص.. منّو بلوة ، هيدا نعمة…
2) المسيحي بدّو بحمل الصليب والمعاكسات والصعوبات بالحياة بسهولة (أوّل مرة بصعوبة هلق بسهولة)
أنا شوي فقير ، عم إقبلْ هالشي.
أنا عندي شخص منغصلّي حياتي ، عم اتحملّو..
روح الإنتقام مش موجودين عند المسيحيين، موجودين عند غير المسيحية، والمحبة إنو حبْ عدوي ، حتّى قدّم حالي كرمالو، متل ما عملْ يسوع.. شي مرّة قدمنا إماتة على نيّة شخص ما بطيقو… أو بدّي صلّي بيت مسبحة على نيتو…
حمل الصليب بخليني صير على صورة الله ومثالو.. لمّا بتحمّل وبصبر وبحبّ…
طيّب إذا كل النهار :
- لا بتصلّي
- لا بتعترف
- لا بتختليْ بحالك
- ما بتعمل فحص ضمير
كيف بدّك تتحمّل..! وكيف بدّك تقوّي عضلاتك الروحية، لمّا بدّو يجي الإمتحان..!!!
وبعد أول مرة نتحمّل بصعوبة، وتاني مرحلة بسهول، بتجي تالت مرحلة:
3) اني اتحمّل الصليب والألم بفرح
وهون بمين بدنا نتطلّع: بالقديسة رفقا ، بالقديسة فيرونيكا ، ببادريه بيو …
هول فهمو بالعمق ، شو هويّ عمل يسوع على الصليب، وفهمو كيف يخلصو النفوس.. وشو هوّي الدوا اليوم للبشرية… شو قالتلو رفقا: يا رب أنا ضحية، وخدلي عيوني.. خود اللي بدّك ياه.. بس صلبني معك… وهيدا اللي قالتو: فيرونيكا ، وبيو وغيرن….
هيدي هيّي النفس المضحية، يللي ربنا من خلالها بِرِدّ ويلات عن بلدان… بردّ ويلات بسبب نفس وحدي مُضحية.. بـ(ame victime) طاهرة..
نحنا بحاجة دايمة للدوا اللي اسمو الصليب، وصار لازم نفهم إنو بالألم ومشاركتنا بآلام المسيح ، منقدر نخلّص نفوس… فإذا أي مسيحي بعدو مش فهمان قيمة خلاص النفوس….
– ما في أهون اليوم ، للبناني ، من إنو يقعد عَ الأرغيلة.. وساعات
– وما في أصعب منا قول لاق ، انا ما بدّي اعمل هيك، بدّي روح إركع بالأوضة وصلّي لَ يتوبْ شخص عايش بالخطية…
العيلْ اليوم فاترة ، عايشة بمياعة روحية ، ما الو جلادة يصلّي.. وإذا صلّى بس تيقول إنو أنا بعدني بصلة مع السما..
إذا ما صلا وإماتة لولادنا ، (والكلام موجّه للأهل) الله بّدّو يحاسبنا…
نروح عَ ضريح القديسة رفقا، ونطلبْ منها ، إنتي اللي قدرتي تحملتي ، علميني إتحمّل.. علميني قدّم ذاتي…
يسوع لما ظهر لحَننيا، من بعد ما مار بولس قلبْ عن الحصان..
قلو كيف هيدا اللي بقتّل …!!
قلو يسوع: روق ، عملتو إناء مُختار.. وبدّو يتألم كتير من أجل إسمي…
ونحنا بدورنا الله عاملنا إناء، وبدنا نتأمل لخلاص النفوس
مار بطرس بقول: الرب يسوع تألم لأحلكم، سار أولاً على هذه الدَرب، ليُعطيكم المثل لَ تمشو عليها.. يعني متل ما يسوع حمل صليبو، ما في خلاص للمسيحيي الاّ بحمل الصليب، وتتقبلو الألم…
مار أنطونيوس الكبير
كان ناسك بالصحرا، وبما إنو ما كان في ناس،
كان يتجرّب مباشرة من ابليس،
بيجي عليه بالليل، وببلش فيه ضرب.. وكان يطلب مجيء يسوع..
عَ وجّ الضو، بيجي يسوع.. بقلو مار انطونيوس: هلق جيتْ..!!
بقلو يسوع كلمة، وهيّي الزوادة النا: كنتُ أرى حبّك وإيمانك لي… هودي ببيّنو بالألم….
إيمانك ببيّن لمّا بيجي الصليب.. وكان مار انطونيوس مفكّر إنو الحبيس الوحيد بالصحرا، بيكتشف إنو في حبيس قبلو بالصحرا، واسمو “مار بولا” ما منعرف شي منّو الاّ جملة وحدي: “يلليّ بيهرب من الشدّة ، بيهرب من الله“..
واليوم يللي بيهرب من الشدّة، عم يهرب من السما، وعم يهرب يخلّص نفسو..
آمين
@رصد Agoraleaks.com
https://www.youtube.com/watch?v=xGMyHX7zEnU&feature=youtu.be