– ورقة الإمضاءات ضاعت أثناء الوفاة حتى يُلبَس ثوب الرهبنة.. (التفاصيل)
***
الأخ عمانوئيل في ذكرى وفاة الأخ جلمود مؤسس دير سيدة فيرونيكا جولياني: (القصيبة 10 كانون 1 – 2017)
أخوتي الأحبا،
بذكرى وفاة الأخ جلمود، هالمناسبة العزيزة، منتذكّر هالمسيرة اللي بَلَشتْ عن غير إستحقاق، وبدأت بنيل الأخ جلمود شفاء عجائبي من القديسة فيرونيكا جولياني، وهالشي كان سبب رَوْحِتنا أنا وإيّاه على ايطاليا، وهونيك إكتشفنا إنطلقت مسيرتنا، يللي بعدان صارت تتطوّر شوي حتى وِصلتْ لَ يَللي شايفينو اليوم من:
– رهبان
– وراهبات
– ودير سيدة فيرونيكا جولياني بالقصيبة..
وإن شاء الله المستقبل يكون مليء بركات..
أخوتي الأحبا، الأخ جلمود عطالله، من بلدة “القريتين” في حمص في سورية. توفى من 20 سنة ، من بعد ما رحنا على إيطاليا ، وعرفنا شو لازم نعملْ …
ولمّا خبّرت نِتْفِة عن شو عشت معو هالأخ.. مُرشدي قلّي: إذا ممكن تنساهن إكتبُن من هلق.. وإذا ما بتنساهن يوماً ما بدّك تِكتبُن. ( وأنا ولا ممكن إنساهُن ، لأنو أول شي عشت معو أمور أدّت الى قلب حياتي نحو الأفضل ، وتاني شي عِشتْ معو أمور فائقة الطبيعة ، ما مُمكن حدا يعيشا وينساها )
وبشكر المطران اللي أراد ببدء هاللقاء إحكي كلمة صغيري… وبعض الذكريات اللي عشتا معو ووضعنا كُتّيب بهالمناسبة …
رح خبّر قصتين فقط عشتن مع الأخ جلمود، وبرأيي قدّم حياتو لينمى هالمشروع ، وكان هوّي كرّس حياتو لقلب مريم الطاهر ، وبشكل مذهل ، حتى إنّو (بنظري) وبعد تأمّل وصلا كتير ، توصّل انو يصير عندو “إختبار صوفي” يتكرّر.. وخلاصتو “التألم مع قلب مريم المتألم“.. ومش تألم شعوري كان.. بعتبر إنو الأخ جلمود كان يشعر بشوكة أمنا العدرا بقلبو، بأوقات أو ظروف معينة..
- الأوقات معينة، هوي ما كان عارفْ ،
كانت بأوّل سبت من الشهر،
وأول سبت من كل شهر مُكرس لقلب مريم الطاهر..
والظروف المعينة، أنا بخبرتي بس عشتا معو ، كانت تحصل بس يسمع بخبر كنسي مؤلم. ورح خّبِّر الحدث..
1) الألم
كنا بإيطاليا ، في صبية تعرفّت علينا، وكان وجها طفولي.. صارت تفتح قلبا، وأنا كنت ترجِملو للأخ جلمود.. وحَبْها وشاف إنو هالصبية مُمكن تكون دَعوةْ..
ضمن الأحاديث ، قالتلو إنها خاطبة، وخبّرت إنو هيّي مش عايشة الطهارة مع خطيبها..
هون ، أنا شخصياً شفت جلمود ، مش حزين ، عم يتألّم.. (هيّي ما لاحظتْ) متل شي شكّو..
قلها: يا أختي ، انتي ما بتعرفي ، إنّو هيدا ضدّ وصايا الله.. طيّب ليش؟؟
قالتلو: بلقاء للشبيبة، احد الأساقفة ، قال: إذا منحبّ بعضنا وناويين نتجوّز معليه…!!
الأخ جلمود سمعْ هالخبر ، وَقَعْ بالأرض ، وصار يصرّخ ويبكي عَ صوت عالي من الألم …. لدرجة إنّو الصبية ، إنصعقتْ ، ما عرفت توصل عَ السيارة وراحت…
أنا معتاد.. نَطرتْ ، بعد شي ربع ساعة تلت ساعة… وأنا ما كنت إحكي قبل ما هوي يحكيني ، صرنا ماشيين راجعين على بيتنا.. شوي بقلّي: الأخ عمانوئيل ، شو قالت الصبية؟؟
قلتلو : أبَطِتْ وفلِّتْ .. وقالت: كأنك إنتا مش طبيعي..!!
قلّي: وإنت شو رأيك، أنا مش طبيعي أو طبيعي..؟؟
قلتلو: يا خيّي جلمود ، يعني اللي صار معك، مش إعتيادي يصير..
قلي: أنا كنت خاطِبْ ، و كنت مخلّص جامعتي ، وبدّي إتجوّز . تركتْ كلشي وقلت يسوع دعاني.. يعني أنا الكنيسة صارت “عروستي”.. أنا وقت بدّي شوف الجرح بالكنيسة لهالدرجة كبير، انو مطران يقول “بسيطة عَ الخطيّة”..!!! كيف ما بدّي إتألّم..!!! إذا بكتشف مَرتي خانتني ما بتألم!!! ما تزعل منّي أخ عمانوئيل، بس إنتا واللي ما بيتألمو انتو اللي مش طبيعيين مش أنا… !!
أكيد كلامو مش هيّن، بس بقدر قلكم شغلة: قالو عن تواضع مش عن كبرياء
2) وقت الوفاة
بداية، بس لِبسْ التوب بدير القديسة فيرونيكا بإيطاليا، شعر إنو هالقديسة رح تكون شفيعتنا، وإنو في طريق بدنا نمشيها… وقلّي: هالتوب خلص رح يروح معي الى المقبرة..
بس رجعنا صار الحادث، وتوفّى سنة 1997.
وبتعرفو سوري بيتوفى بحادث بلبنان ،
في إجراءات وتحقيق ، وأنا كنت بالمستشفى مكسّر..
إجا قوى أمن ، ورئيس الدير ،
لكن تفاجأ مسؤول الدرك، إنو هالتحقيق بدلْ ما ياخود يوم ونص ويومين، دغري تسكّر الملف… كل الأوراق نِمَضتْ بشكل دغري أُخذ القرار لذهابه الى سورية…
إجو بدهم ياخدو، ضاعتْ الورقة اللي عليها كل الإمضاءات…!!
يا عمّي كانت بين إيدينا.. !!
أنا ساعتها حسيّت ، فيشي من الله… لأني عايش الأمور… طلبتْ من الجميع يتركوني وحدي بالأوضة وصليّت.. تذكرّت: إنو قال بدّو يندفنْ بتوبو..
كان بالمستشفى مشَلحينو الثوب بعد الحادث..
دبرّنا الثوب، وباختصار الشيطان حاربْ كتير، بس لبسناه الثوب..
وبلحظة لُبِّس الثوب بدِقْ التلفون، رجعو لقيو الورقة..!!
كان عَ أساس الأمور تأجلّت لليوم التاني ، تيرجعو يعملو الإمضاءات، وأخوتو راحو يدبرو حالن، وين بدّن ينامو..!!!
رجعو أخواتو ، والصليب الأحمر اللبناني وأخدوه.. وصل على القريتين ضيعتو، لأوّل مرّة من 50 سنة في خلاف على المقابر عند المسيحيين… ما قدرو يدفنو هونيك، دفنو بدير مار اليان القديس يللي كلّ المنطقة بتزورو.. ويمكن من هوي من كبار قديسي الكنيسة السريانية الكاتوليكية الأهمّ..
كأنو الرب أراد يفهّم انو فعلاً الأخ جلمود ، معتبرو راهب، ونحنا منعتبرو راهب بلشّت معو هالمسيرة. وبالفعل الأخ جلمود رجل الله، والكتيّب الموضوع فيه كتير أمور ما قدرت قولها، وإنشالله يتبيّن يوماً ما، إنو هالعمل الإلهي يللي السما ماشية فيه، ونحنا عم نحاول نخدمو ومقصرين ، نِبَنَى على شي قوي..
يعني متل ما “عمارة” الكنيسة هون، ما صارت الاّ بتدخّل إلهي من خلال أختنا “مريم ناكوزي” يللي ربنا حطها من أجل ينعمل دير القديسة..
متل ما فيلم القديسة فيرونيكا تحقّق بتوبة كبيري لمخرج مش مسيحي ومش معمّد ، وعايش مع رفيقتو وعندو ولاد.. وصار مسيحي مُلتزم..
كل هالأمور تفاصيل بهالمسيرة… ولكن الأخ جلمود هوّي في بدء المسيرة.. لأنو المسيرة على رأسها مريم العدرا والقديسة فيرونيكا، ولكن تأسسّت على حجر صلب، وجلمود كإسم معناه “الحجر الصلب”… ومنتمنى انو يكون دير سيدة فيرونيكا للكنيسة الجامعة سبب فخر للمستقبل..
@Agoraleaks.com