– هل تكتفي روسيا بقتل ضباط مخابرات أتراك في سوريا؟
– أرهابيو “حور العين قد يصلون الى المريخ.. !!
***
ليس من عادة الاستخبارات العسكرية خاصة الكشف عما جرى على الأرض، لهذا يكون الردّ على أي اعتداء، رداً خفياً، يمكن معرفتهُ بالتحليل ومقاربة الأحداث أو بوصول معلومات خاصة.
هذا ما حدثَ في الهجوم على مطار حميميم وقاعدة طرطوس، وقد نُشر في مركز فيريل عن ذلك بعض المعلومات…
ففي بيان وزارة الدفاع الروسية البارحة يقول: (رصدت وسائط الدفاع الجوي الروسية مع حلول الظلام الليلة الماضية، وعلى مسافة بعيدة عن حميميم 13 هدفاً جوياً مجهول الهوية، كانت تقترب من أجواء المواقع الروسية في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية شمال غربي سوريا.)
يتابعُ البيان: (عشرة أهداف اتجهت نحو حميميم، فيما “تابعت!!” ثلاثة تحليقها باتجاه طرطوس، استهدفتها وسائط الدفاع الجوي الروسية وصدتها جميعها).
البيان يؤكد إسقاط 7 طائرات بدون طيار، وإنزال 6 طائرات اصطدمت بالأرض. وهو أعنفُ هجوم إرهابي ضد القوات الروسية في سوريا.
عادت وزارة الدفاع الروسية لتقول اليوم: (إنّ تكنولوجيا الدرونات التي هاجمت حميميم وطرطوس الروسيتين، لا تتوفر إلا لدى الدول) هنا وبغباء معهود سارعت واشنطن لتؤكد أنها يدوية الصنع ومكوناتها متوفرة في الأسواق! فمَن يقفُ وراء الهجوم؟
معلومات هامة عن الهجوم
بالتأكيد الحديث عن مجموعات إرهابية هو شمّاعة للتغطية على الدولة أو الدول التي تقفُ وراء هكذا هجوم مُعقّد، فإذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم 11 أيلول في الولايات المتحدة قبل 16 عاماً، فالإرهابيون “الأميّون” قد يصلون إلى المريخ قريباً!!
بتتبعنا في مركز فيريل لما جرى وتحليل تقرير الدفاع الروسية، ولمعلومات وصلت المركز وجدنا التالي:
الطائرات المستخدمة في الهجوم تحمل صواريخ هجومية، يُعتقد أنّ موادها الأولية والأسلحة، على الأقل، مصنوعة في دول أوروبا الشرقية، الطائرات متوسطة الحجم، تحمل بين 8 إلى 12 كلغ من الأسلحة والمواد المتفجرة، وتمت عملية تمويهها وعزلها الكترونياً كي لا ترصدها الرادارات. كلّ هذا يؤكد أنّ المخططين والمنفذين ليسوا إرهابيين جهلة جاؤوا من أجل حور العين، بل جهاز استخبارات عسكري كبير.
- قطعت الطائرات للوصول إلى حميميم مسافة 38 كلم، وللوصول إلى قاعدة طرطوس 98 كلم، ولم تكتشفها الرادارات العادية!! وكانت مزودة بحسّاسات حرارية وأجهزة تحكم لتحديد المسار والارتفاع، وحسب المعلومات كانت الاتصالات والتوجيه يتم عبر الأقمار الصناعية!!
– أمر آخر، عرضت وزارة الدفاع طائرة بسيطة الصنع، وهو “المسموح بعرضه”… لكنها حتى هذه الطائرة البسيطة لا يمكن لإرهابيين صناعة موادها الأولية، ولنفرض ذلك… فهل يمكن لهم توجيهها لمسافة تقارب 100 كلم، وخداع الرادرات بأجهزة بسيطة، كما صرحت واشنطن؟!
- وزارة الدفاع الروسية أكدت أن طائرة استطلاع أميركية حلّقت طوال الهجوم ولمدة 4 ساعات فوق المتوسط.
– مطار حميميم وقاعدة طرطوس عبارة عن قلاع عسكرية تستخدم أفضل وسائل الدفاع في العالم، وقد سبق وتحدث مركز فيريل عن نظام Krasuha-4 في تقرير (أين اختفت صواريخ ترامب؟)، الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الأميركية. الدفاع الروسي استخدمه لحرف الطائرات فاصطدمت بعضها بالأرض وانفجرت، بينما تمّ انزل عدد منها سليماً ليتم فحصهُ… وهذا ما يؤكد أنّ الخسائر المادية كانت طفيفة.
- استطاع الروس خلال وقت قصير تحديد المكان الذي انطلقت منه الطائرات، وخلال ساعات قليلة، شنّت الطائرات الروسية أعنف الغارات على منطقة قرب حدود لواء اسكندرون، ثم على رتل عسكري للحزب الإسلامي التركستاني في ريف إدلب، لماذا؟
نعم أنت في سوريا وهؤلاء “معارضة سورية خالصة”!!
مَن يقفُ وراء الهجوم الخطير ضد القواعد الروسية في سوريا؟
في تتبع المنطقة التي أغارت عليها الطائرات الروسية، بحسب مراسل مركز فيريل القريب من المنطقة: (الموقع الذي تمّ قصفهُ وتدميرهُ يقعُ قرب قرية صغيرة تدعى “طوروس” في ناحية الربيعة بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية)، وقد أوردت المعارضة السورية اسم قرية “التفاحية”، ونشرت صوراً للدمار الذي ألحقهُ الهجوم الروسي…
المنطقة تبعد عن حدود لواء اسكندرون 14 كلم فقط، وهي منطقة مغلقة تماماً، جبلية وعرة المسالك، يحتلها (الحزب الإسلامي التركستاني)، وهو منظمة إرهابية تضم مقاتلي الأيغور الذين جاؤوا من الصين ومقاتلين أتراك، ويرتبط بتنظيم القاعدة في أفغانستان، وقد سيطرت على ريف إدلب الغربي ومنطقة جسر الشغور، وصولاً إلى ريف اللاذقية…
المنطقة التي أطلقت منها الطائرات، قام إرهابيو الحزب الإسلامي التركستاني بطرد المواطنين السوريين من منازلهم، أو ارتكبوا مجازر بحقهم، واستولوا عليها مع الأراضي الزراعية وأسسوا إمارة ستنضمّ لاحقاً إلى… تركيا!! كما فعلوا في اشتبرق والقنية واليعقوبية والغسانية وغيرها…
معارضون سوريون بعيون صينية!!
حسب المعلومات وما يؤكده مركز فيريل، تم إنشاء عدة مبانٍ عسكرية محصنة ومخازن أسلحة، وإنّ ضباطاً أتراك يتواجدون في المنطقة ويشرفون على العملية، والعلم التركي مرفوع فيها، بالإضافة لراية الحزب التركستاني، والمؤكد أنّ جهاز الاستخبارات الوطنية التركي والمعروف باسم Millî İstihbarat Teşkilatı، الذي يرأسهُ هاكان فيدان، هو المُشرفُ على الحزب الإسلامي التركستاني، سواء في إقليم شينجيانغ شمال غرب الصين أو في الشمال الغربي السوري.
جهاز الاستخبارات الوطنية له نشاطات حتى هنا في ألمانيا، وقد اتهمت السلطات الألمانية ثلاثة أتراك بالعمالة له في مدينة Koblenz، وتتهم رئيسه هاكان بتوظيف 500 تركي في ألمانيا كعناصر تجسس وقد صدر الاتهام الألماني في 28 آذار 2017.
ماذا بعد؟
عندما شنت الطائرات الروسية الهجوم العنيف على منطقة إطلاق الطائرات، قتلت كلّ من كان في المكان، ومن بينهم ضباط استخبارات أتراك، وسوف نسمع بعد فترة قصيرة عن هجوم ما شرق تركيا، يُقتل فيه عدد من الجنود والضباط الأتراك…!!
بعد الهجوم الروسي، دخل البارحة الإثنين رتل جديد للجيش التركي إلى شمالي سوريا، عبر بلدة كفر لوسين بريف إدلب الشمالي، يضم آليات ومدرعات عسكرية ناحية جبل سمعان بالقرب من بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي، وحسب الإدعاء التركي، جاء تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في أستانا بين الدول الضامنة: روسيا وتركيا وإيران. فهل مازالت تركيا ضمن صفوف الضامنين؟