أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب جزء من القوات الروسية من سوريا ردود فعل كثيرة حول العالم. وإليكم أبرز ما جاء في الصحافة الغربية بهذا الصدد.
“واشنطن بوست”:
أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفوذه الدبلوماسي المتنامي من خلال جولته الخاطفة في الشرق الأوسط. وفي البداية فاجأ العسكريين الروس عندما وصل إلى القاعدة الجوية في سوريا ومن ثم توجه لمناقشة العلاقات الثنائية مع القاهرة وأنقرة… ووضع بوتين، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه سيسعى لإعادة انتخابه لمنصب الرئاسة، الرهان على انتعاش روسيا كقوة عسكرية مهيمنة وموازنة لنفوذ الغرب في الشرق الأوسط. وتأتي جولته الهادفة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، في الوقت الذي يطرأ فيه تغير على سياسة الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط، ما يعكسه قرار دونالد ترامب بشأن القدس
“نيويورك تايمز”:
قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجولة خاطفة زار خلالها حلفاءه في الشرق الأوسط، مؤكدا بذلك تعزيز نفوذ موسكو في المنطقة وتراجع دور الولايات المتحدة. وقام بوتين بزيارتين قصيرتين لسوريا ومصر، حيث أجرى لقاءين مع زعيميهما، وبعد ذلك في نهاية اليوم هبطت طائرته بعاصمة تركيا. وتزامنت جولة بوتين مع قرار أحادي الجانب للرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أثار غضبا شديدا من الولايات المتحدة… وهذه الجولة كانت لها آثارها على السياسة الداخلية، حيث أظهرت دور بوتين كقائد عالمي في الظروف التي يبدأ فيه حملته من أجل إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة.
“بلومبرغ”:
تكثيف الجهود الدبلوماسية للزعيم الروسي حدث في اللحظة التي اشتد فيها التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين. وتظهر زيارة بوتين الخاطفة لسوريا نجاح محاولاته لتهميش الولايات المتحدة بعد أن أمر بالتدخل في النزاع بسوريا في سبتمبر/أيلول عام 2015. وعندما يغضب القادة العرب من قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يستفيد بوتين من تفوقه ويستعيد الدور الرائد لروسيا في الشرق الأوسط، الذي كان قائما في العهد السوفيتي.
“فاينانشال تايمز”:
خلال الزيارة المفاجئة لقاعدة حميميم الجوية التي وجهت روسيا انطلاقا منها الحصة الكبرى من ضرباتها الجوية خلال الحملة العسكرية التي استمرت سنتين، أعلن بوتين أن روسيا تمكنت من الانتصار على الإرهابيين الإسلاميين ووضع حد للحرب الأهلية في سوريا، أي النجاح بتحقيق تلك الأهداف التي باتت خارج متناول اللاعبين الخارجيين الآخرين.
“الغارديان”:
الحديث عن الهزيمة المطلقة “للدولة الإسلامية” قد يكون سابقا لأوانه، لكن ما لا شك فيه هو أن قدرة القوات الجوية الروسية سوية مع العسكريين السوريين والمليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران أسفرت عن تغيير حاسم لميزان القوى في الحرب الأهلية الطويلة في سوريا. ورحيل الأسد من منصبه، الذي كانت تطالب به القوى الغربية منذ فترة طويلة، لم يعد موضوعا عاجلا على جدول الأعمال. وتأمل روسيا بعقد مؤتمر سلام سيثبت وضعها كصاحب القرار الرئيسي بشأن مصير الشرق الأوسط، أهم من الولايات المتحدة.
“فرانكفورتر ألغيماينيه تسايتونغ”:
في مارس/آذار العام الماضي أعلن بوتين أن هدف العملية الروسية محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الدولة السورية، وهو قد تحقق بشكل أساسي. ومنذ ذلك الحين وعد بسحب “جزء كبير” من الجنود. لكن في الحقيقة تم توسيع نطاق العملية ضد مختلف خصوم نظام الأسد. وفي حال تم سحب الكثير من العسكريين الآن، فهذا فقط لأن روسيا والقوات الإيرانية تمكنت من تعزيز استقرار نظام الأسد.
“زودويتشيه تسايتونغ”:
الفراغ يمتلئ وبوتين يظهر كيف يبسط النفوذ في العالم العربي. وتحترق أعلام أمريكية في بيروت وعمان والأراضي الفلسطينية. ووصل بوتين في اللحظة التي لم تكن هزيمة أمريكا في المنطقة مبينة أكثر في أي وقت قبلها.
“لوفيغارو”:
التوقف في سوريا لفلاديمير بوتين جاء بعد عدة أيام فقط من إعلان رئيس الدولة نيته الترشح لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة في مارس/آذار عام 2018. وهذا حدث في اللحظة التي تتصاعد فيها موجة وطنية في روسيا.
“لا ريبوبليكا”:
روسيا استردت مكان الدولة العظمى في منطقة الشرق الأوسط. وبوتين يؤكد ذلك ليس بالكلام، بل بجولة تم إعدادها بمهارة حقيقية… وليس من قبيل الصدفة توقيتها، أي بمثابة الرد على قرار دونالد ترامب الأحادي الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ومرة أخرى فان الزعيم الروسي بدا كأنه يصحح أخطاء الغرب.
“هآرتس”:
الجولة الناجحة لبوتين المنتصر تلقن قادة الشرق الأوسط درسا، فمن خلال زيارته لسوريا ومصر وتركيا في يوم واحد، وأثبت بوتين نفسه كالقائد العالمي الوحيد الذي له نفوذ حقيقي في الشرق الأوسط.
“جيروزاليم بوست”:
بوتين ألمح بوضوح إلى أن روسيا على الرغم من سحبها الجزء الأكبر من قواتها، سيبقى وجودها العسكري في سوريا دائما، وهي ستحافظ على قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس. وهما محميتان بأنظمة صاروخية حديثة.
-روسيا اليوم-