أكّد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لـ«وكالة الأنباء المركزية» أنّ «التفاهم مع التيار الوطني الحر يعني الشراكة، لا أن يضعَ فريق نفسَه في تصرّف آخَر، وأقترح هنا طرحَ التفاهم على الرأي العام وليَحكم بالعدل.
وليَعلم الجميع أنّ التفاهم الذي بُنيَ على تأييدِنا للعهد كان على أساس واضح جدّاً، يَرتكز إلى تشكيل فريق عملٍ مِن وزراء «القوات» و«التيار» في أوّلِ حكومة يتمّ تشكيلها، يعمل على رسم السياسات العامّة للعهد، وأمام هذا الطرح سنكون طبعاً «السِيبة» الأقوى الداعمة له، لكنّ دعمَ العهدِ لا يكون بأن يَرسم طرف واحد وتحديداً باسيل، كلَّ السياسات، وتقتصر مهمّة الطرف الآخر على التصفيق له والثناء عليه».
وعن اتّهام «القوات» بالسير ضدّ الحريري «لأنّها تحبّ دولةً أخرى أكثر منه»، أسفَ جعجع لأنّ «باسيل يُسوّق فكرةً مِن هذا النوع، فيما الموضوع في مكانٍ آخر». ورأى «أنّ لبَّ المشكلة كان أنّنا كنّا في مرحلة استقالة الحريري نُركّز على جوهر المشكلة الكامنة في أسباب وخلفيات الاستقالة».
وعن مستقبل التفاهم المسيحي في ضوء المطبّات الكثيرة التي تعترضه، تحدّثَ جعجع عن «سوء نيّة لدى البعض، فيما نحن متمسّكون به إلى أقصى حدّ، ومستمرّون في السعي إلى ترجمة مضمونِه فعلياً».
«التيار»
«وردَّت» مصادر «التيار الوطني الحر» عبر «الجمهورية» على جعجع، فذكّرته «بأنّ التفاهم مع «القوات» كان على أساس أن تكون شريكةً وداعمة للعهد طوالَ مدّتِه» وسألته: «كيف يفسّر الانقلاب على الحكومة ورئيسها ومحاولة تطيير الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون؟
أوَلا تُدرك «القوات» أنّ المسألة كانت أبعدَ بكثير من استقالة حكومة في ظلّ كلّ التعقيدات التي كانت ستَنتج عن إسقاط الحكومة وإقصاء الحريري عن العمل السياسي وإدخال البلد في مواجهة كبيرة كانت ستُنتج بالحدّ الأدنى شَللاً مؤسّساتياً وسياسياً وفي حدِّها الأقصى فتنةً وحرباً أهلية؟
هل هذا ما كان يتضمّنه الاتفاق مع «القوات»؟ وهل هذا يسمّى دعماً للعهد أم نسفاً له؟» وخَتمت المصادر: «إذا كانت «القوات» لا تعلم ما كانت تفعل فتلك مصيبة، وإن كانت تعرف أبعادَ مواقفِها فالمصيبة أكبر».
-الجمهورية-