دون أي خروقات سياسية وكما كان متوقعاً عقب صدور بيان «الرياض 2»، انتهت المرحلة الأولى من جولة جنيف 8، وعاد وفد الجمهورية العربية السورية إلى البلاد، لتتمكن دمشق من تثبيت إطار التفاوض المسموح به منذ الآن، والقائم على مسلمة أن لا شروط مسبقة قبل أي مباحثات، والبيانات التي عفت عنها وقائع الميدان والسياسة، لا سبيل لها للبحث والنقاش.
وعلمت «الوطن» أن الوفد المفاوض السوري وصل مساء أمس إلى دمشق عائداً من جنيف عبر بيروت، وذلك عقب إعلان رئيس الوفد بشار الجعفري رفض دمشق الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد الرياض، متهماً المبعوث الأممي بارتكاب أخطاء جسيمة أثناء المفاوضات.
في الغضون، بحث سفير سورية لدى روسيا رياض حداد مع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف نتائج الجولة، وأكد أن أي حوار لحل الأزمة السورية سواء في جنيف أم في غيرها يجب أن يكون من دون شروط مسبقة، ونقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن حداد قوله: إن «أي حوار يعقد بأي صيغة كانت سواء في جنيف أم في أي مكان آخر، يجب أن يكون من دون شروط مسبقة»، لافتاً إلى استعداد سورية للحوار مع الجميع وفق هذا الإطار.
وكان دي ميستورا قد طرح خلال جولة «جنيف 8» وثيقة غير رسمية تضم المبادئ الـ12 المعدّلة بشأن التسوية السورية، حيث لا تذكر إلا في حاشية قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي نص على الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها ودعم الحوار السوري السوري الشامل، كما لا تضم النقطة المتعلقة بـ«الانتقال السياسي» وصياغة دستور جديد، وتنظيم انتخابات حرة وشفافة تحت الرعاية الأممية أثناء «الفترة الانتقالية».
وبعيداً عن تطورات جنيف، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن تكون «مناطق خفض التصعيد» في سورية خطوة باتجاه «تقسيم البلد»، من جانبها اعتبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بأن عملية الانتقال السياسي في سورية ينبغي أن تكون تحت قيادة الأمم المتحدة، داعية الدول الضامنة لعملية أستانا، إلى «بذل المزيد من الجهد للمساهمة في الحد من العنف» وذلك بحسب وكالة «أكي» الإيطالية.
في سياق منفصل، أكد كل من نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية السفير أحمد أوزومجو على الاستمرار بالتعاون بين سورية والمنظمة لحين الانتهاء مما تبقى من مهمات في سورية.
هذه التطورات السياسية، تزامنت مع تطورات ميدانية متسارعة شهدتها الجبهة الجنوبية الغربية، حيث صد الجيش السوري هجوم «النصرة» وحلفائها من الميليشيات على مواقعه في تل بردعيا، الذي استعاده قبل يومين على أطراف مزرعة بيت جن بريف دمشق الغربي، على حين أقدمت «النصرة» وحلفاؤها على استهداف قرية دربل في جبل الشيخ بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، على حين ذكرت مواقع معارضة أن «النصرة» استعادت السيطرة على قسم من تل بردعيا.
وفي غوطة دمشق الشرقية انهمرت القذائف من المناطق المشمولة بـ«اتفاق خفض التصعيد» باتجاه أحياء المدنيين في العاصمة ومحيطها، حيث ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن عدداً من المواطنين أصيبوا جراء سقوط أكثر من 16 قذيفة على ضاحية الأسد ومحيطها بريف دمشق، ليرد الجيش بتوجيه ضربات مركزة ودقيقة على مناطق إطلاق القذائف في جوبر وعين ترما وحرستا.
وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري قد تصدت بعد منتصف ليل الجمعة، لاعتداء كيان الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ على أحد المواقع العسكرية في ريف دمشق، ودمرت صاروخين منها.
-الوطن-