– رسالة وجدانية خاصة من السيد نصرالله الى بهية الحريري (علي ضاحي)
***
ينقل مسؤول بارز في إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والذي كان يرأس منذ أسبوعين وفداً فلسطينياً زار النائبة بهية الحريري في دارتها في مجدليون للتضامن معها في قضية ابن شقيقها رئيس الحكومة سعد الحريري، عن بهية الحريري قولها إنها لم تكن تتوقع أن يقوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بما قام به ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الرئيس الحريري استقالته لجهة رفضه الاستقالة بالشكل ومن حيث أعلنت ولجهة تأكيده أن الحريري أبلغ حزب الله وبعد عودته من لقائه الأول مع ولي عهد السعودية أنه مستمر في الحكومة وهولا يريد الاستقالة ويخطط لتنفيذ خطوات هامة في مجال قطاعي الكهرباء والنفط والغاز واستكمال التعيينات.
وتقول بهية الحريري حسب ما نقل عنها رئيس الوفد الفلسطيني المذكور إن مواقف السيد نصرالله كلها وخلال احتجاز الحريري في السعودية تنم عن وفاء إنساني وأخلاقي وعن مسؤولية وطنية كبرى يتمتع بها السيد نصرالله وأن العلاقة الشخصية والسياسية معه مطمئنة وهو يشكل ضمانة للمستقبل ولأي طرف يتواصل معه.
ووفق الوفد ايضاً فإن بهية الحريري أكدت أن مواقف نصرالله ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري المتضامنة والداعمة للحريري هي من سرعت في عودته إلى لبنان وهي من أفشلت مخطط إزاحته.
في المقابل يتقاطع ما نقل عن بهية الحريري مع معلومات توافرت بعد لقاء الوزير محمد فنيش بهية الحريري ونقله رسالة خاصة إليها من السيد نصرالله وهي رسالة دعم وتضامن ورسالة وجدانية وإنسانية خلفت أثراً كبيراً في نفس السيدة الحريري التي كانت تتوقع من نصرالله وباقي القوى أن تتعامل مع الاستقالة وفق الدستور أي المسارعة إلى قبولها وإجراء استشارات نيابية سريعة وتكليف شخصية أخرى غير الحريري.
لكن حكمة نصرالله وباقي القيادات أفشلت مخطط الانقلاب السعودي وجعلت من خطوة الاستقالة الجبرية للحريري مجرد حبر على ورق لم تلق صدى على الساحة اللبنانية.
هذه الأجواء الإيجابية واحتضان نصرالله وحزب الله للحريري وتضامنه معه في محنته، سرعت من خطوات تقارب حزب الله وتيار المستقبل ودفعت في اتجاه عقد أكثر من جلسة بين موفدين لنصرالله وموفدين للحريري وتم تنسيق المواقف والخطوات لإعادة الحريري.
وبعد عودته بأيام عقدت اجتماعات مكثفة مرة جديدة بين موفدين لحزب الله والمستقبل شارك في بعضها ممثلون للتيار الوطني الحر وحركة أمل وتناولت المخارج المقترحة لتظهير سيناريو عودة الحريري عن استقالته والتحضير لاجتماعات بعبدا وبعدها البيان السياسي الذي سيصدر عن مجلس الوزراء الذي سينعقد برئاسة الرئيس عون في بعبدا الأسبوع المقبل.
كما تطرقت المباحثـات أخيراً وفق معلومات يتم تداولها في أروقة أحزاب 8 آذار إلى أفكار لتطوير مفهوم النأي بالنفس والاتفاق على تثبيت التسوية بما يخدم الحريري ويمنع عنه الإحراج الداخلي والخارجي.
وتؤكد المعلومات نفسها أن الحريري ليس مرتاحاً تماماً ولا يمكنه التحرر من الضغط السعودي وهو مضطر إلى إبقاء «خط تواصل رفيع» مع القيادة السعودية الجديدة. فلا يمكنه أن يعود عن الاستقالة بلا «انجازات» حتى ولو شكلية والتي أعلن عن جزء منها السيد نصرالله في خطابه الأخير ومتعلقة باليمن والعراق وسوريا.
وتشير المعلومات إلى أن حزب الله مستمر في حماية مسار عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة وممارسة مهامه كاملة بدءاً من الاسبوع المقبل وهو يسعى لتشكيل أكبر مظلة وطنية حول الحريري ومنع الاستفراد السعودي به.
في المقابل تنفي قيادات بارزة في حزب الله إمكانية تظهير حجم التقارب بين الحريري وحزب الله في المدى المنظور. وتؤكد أن ما يحكى عن لقاء بين السيد نصرالله والحريري غير دقيق وليس مطروحاً راهناً لكون السعودية ستعتبر اللقاء استفزازاً كبيراً لها وتحدياً والحريري ووضعه كممثل للسنة في لبنان لا يمكنه المغامرة بقطعها نهائياً بخطوته هذه، لكن هذا لا يعني أن العلاقة بين الطرفين هي في أحسن حالاتها ومشابهة لعلاقة الحزب الجيدة مع الراحل رفيق الحريري وقبل بضعة أشهر من اغتياله.
المصدر: الديار