– بتجرُّد: إجلس وحيداً، وأنظر الى نفسك عندما رفعت ذلك “الإصبع.. ( أمين أبوراشد )
***
لن ندخل بموضوع قضائي يرتبط بالإعلامي مارسيل غانم، والإدعاء عليه من مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بجنح مُشدَّدة، منها التحقير وعرقلة التحقيق، وعلى الصحفي السعودي إبراهيم آل مرعي الذي ظهر مع غانم في إحدى حلقات برنامج “كلام الناس”، عطفاً على كتاب الإدعاء الذي وجَّهه وزير العدل ويتضمّن الى جانب غانم وآل مرعي، الصحفي السعودي عضوان الأحمري.
بعيداً عن القضاء، وبمعزلٍ عن مَن تضامن مع مارسيل غانم أو من انتقده الى حدود التجريح، فإن مشكلة غانم، أنه كان يُعتبر بنظر البعض إعلامي كبير، الى حين انتشرت “حركة الإصبع” التي اعتذر عنها وحاول تبريرها، ولكن بعدها، لا يستطيع أن يكون بنظر الناس كما كان قبل “رفع الإصبع”، حتى أولائك الذين كانوا ينتظرون “كلام الناس” ومارسيل غانم .
لا أتابع “كلام الناس” منذ أكثر من ست سنوات، لأني لم أجد أن هذا البرنامج أو ما شابهه ساهم بحلّ قضية وطنية، رغم أحجام من كان يستضيفهم الأستاذ غانم، أو سواه من مقدِّمي برامج “التوك شو” على القنوات اللبنانية، لا بل أن هذه البرامج تزيد الوضع السياسي توتراً وشحناً، وأي برنامج آخر، يتناول “الفساد” مع الإعلامية غادة عيد على سبيل المثال، أو حتى “على نار لطيفة”، يُفيد المواطن اللبناني أكثر من أي برنامج “توك شو”، خاصة بعد أن باتت بعض الحلقات تنتهي بتقاذف كبايات المياه، أو الإختتام بالأحذية وتبادل الضرب بالكراسي.
ومشكلة بطل “كلام الناس” ليست مع القضاء بل مع الناس، وبكل تجرُّد نقول للأستاذ غانم:
إجلس وحيداً، وأنظر الى نفسك عندما رفعت ذلك “الإصبع” على طريقة مراهقين “يكركرون” أرغيلة على رصيف، وبرر لنا كيف يُمكنك بعد الآن، أن تُطلّ علينا بربطة العنق وأزرار القميص وساعة الرولكس والقلم الفاخر، وكلها من مظاهر ما أسميته أنا عام 2013 “المارسيلغانمية في الإطلالة الإعلامية”، والتي بات الإعلاميون الذكور يحتذون بها، لا بل يُقلِّدون مارسيل غانم بحركاته وضحكته واستهزائه بضيفه وما الى ذلك من تصرفات باتت مدرسة للمبتدئين من هؤلاء الإعلاميين، وليُفدنا الأستاذ غانم، كيف لنا أن نحترم إطلالة أحد من خلال أناقته، أو من خلال ما يرغب أن يُظهره لنا على الشاشة؟!
ومشكلة بطل “كلام الناس” ايضاً، ليست بالإتهامات التي وُجِّهَت إليه، أنه يتقاضى أموالاً من هنا أو هناك، أو أنه يأخذ “ضريبة” 25 ألف دولار من أي ضيف يرغب بالظهور عبر برنامجه، كما قال النائب وليد جنبلاط، بل المشكلة أن مارسيل غانم المُفترض أنه إعلامي لبناني كبير، يجب أن يكون ذلك اللبناني الكبير!
قبل هذين الصحفيين السعوديين، وما أفرزاه من سموم على لبنان ورموزه، كيف يحقّ لمارسيل غانم أو سواه، إستضافة تكفيريين يزرعون الحقد والسموم في الشارع اللبناني منذ العام 2007 ووصولاً الى سنوات “ربيع الشياطين العرب”؟ وكيف يُسمح بهذا الفلتان الإعلامي لمارسيل غانم أو سواه من الإعلاميين أو السياسيين على حدٍّ سواء، وتسميم البلد تحت مظلة الحرية الإعلامية، وما هي القيمة المُضافة للإستقرار اللبناني، في استضافة عمر بكري وأحمد الأسير وخالد الضاهر… وكل أدوات الإرهاب والفتنة في هذا الوطن؟!
الى مارسيل غانم والى كل إعلامي وصاحب وسيلة إعلامية، مع محبتي للجميع:
“هناك قلمٌ يكتب ويقبض، وهناك قلمٌ يقبض ليكتُب”، ولا شأن لنا بهذا الأمر الآن ولكن، أي صحفي أو إعلامي أو كاتب، يستخدم قلمه سكيناً في صدر لبنان أو رموزه الوطنية في هذه الظروف الحرجة، فإن قلمه يجب أن يُكسر، ولسانه يجب أن يخرس، لأنه أخطر على الوطن من كل شياطين الإرهاب!