– السعودية استوعبت أنّ التسوية كانت خطأ كبيراً
– إستقالة الحريري أنهت الصفقة السياسية الخارجة عن المنطق…
***
في حواره مع «اللواء»، قدم فتى الكتائب الشيخ سامي الجميل رؤيته الإستراتيجية بآخر التطورات…
كيف تقيم استقالة الرئيس سعد الحريري؟
– لا شك في أننا دخلنا مرحلة جديدة… فلا بد من ان نستوعب فظاعة الكارثة التي وقعنا بها منذ سنة والتي حذّرنا منها مرارًا وتكرارُا ومفادها انه لا يجوز لأحد أن يحكم لبنان بمفرده… والتوازن الذي فُقد وأدى نتيجة الصفقة السياسية التي أُبرمت منذ سنة الى ان يستلم فريق واحد من اللبنانيين زمام الأمور في البلد.
وما هي السبل الآيلة الى الخروج من الأزمة الراهنة؟
… إن استقالة الرئيس الحريري أنهت الصفقة السياسية التي كانت خارجة عن المنطق والطبيعة، ولا بد من أن ننظر الى المستقبل ونحوّل ما حصل الى فرصة ايجابية لبناء دولة على أسس متينة وأسس الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين، والعودة الى الدستور والمنطق السيادي ورفع أي وصاية عن لبنان. المطلوب اعادة بناء البلد على الأسس المتينة انطلاقا من تاريخنا العريق بالالتزام الديمقراطي والدستوري والعودة الى القيم الأخلاقية والى الشراكة الحقيقية، وعلى الجميع أن يفهم ان لا أحد يمكنه ان يحكم لبنان بمفرده ولا يمكن لأحد ان يختصر القرار اللبناني ويخالف الدستور والقوانين ويعتبر أنه فوق كل شيء.
عن لقائه بالسعودية… يقول:
هل أرادت القيادة السعودية إيصال فكرة معينة؟
حصل تبادل في وجهات النظر، ونملك واياهم الهواجس ذاتها من موضوع سيادة لبنان واستقلاله. فهم قلقون جداً على تسليم قرار الدولة لجهات خارجية ونحن كحزب استقلالي حذرنا من تسليم البلد بهذا الشكل لمحور معين، وكانت هناك وجهة نظر واحدة من هذا الموضوع…
عندما رفضنا التسوية أو الصفقة السياسية الكبيرة التي تمت منذ عام. وكنا الوحيدين الذين رفضنا ذلك، ووجدنا ان المملكة وجهات داخلية عديدة استوعبوا انها كانت خطأ كبيراً. واليوم لبنان بأكمله يدفع ثمن هذا الخطأ، ودور المعارضة يكمن في الإشارة إلى مكامن الخطأ والخطر. ولعبنا دوراً كبيراً في توعية الرأي العام والدلالة على هذه الأخطاء واقناع جزء كبير من المجتمع اللبناني وكذلك المجتمع الدولي بأن لبنان بخطر، ونحن الصوت الوحيد الذي يقول الحقيقة للناس. واعتقد اننا نجحنا في خلق رأي عام يستوعب تماماً المشكلة.
ماذا حل بخطاب القسم الذي أشار إلى النأي بالنفس بعد المواقف الرسمية التي صدرت؟
– تمّ ضرب هذا الأمر، الصفقة السياسية الكبيرة سلمت لبنان إلى محور من المحاور، وأنهت نظرية النأي بالنفس، فالرئيس الحريري لم يتمكن من منع اجتماع باسيل – المعلم، ولم يتمكن من منع حزب الله في تقرير مصير معركة الجرود ووقف عمليات الجيش اللبناني في المعارك التي كان يربحها ببطولة.