عَ مدار الساعة


حول العدالة والحقيقة والتاريخ، أزمات لا حل لها إلا بالوقت: ولبنان يجمعنا

– لم نطهر وجداننا ولم ننقّ ذاكراتنا، ولم نغفر ونستفغر، ولم ننس ولم نتعلم…

***

35 عاماً، لم تغير حرفاً واحداً في تناقض المعادلة، كل ما خلفته السنون الطويلة أمران اثنان:

أولاً، خف عدد المتناقضين المتظاهرين… صاروا بالعشرات، لا بالآلاف…

وثانياً، زاد معدل أعمارهم… حتى بدا الشيب قاسماً مشتركاً وحيداً بين ساحتين… أو بين شارعين… أو بين مكانين محدودين، حول الرئيس الشهيد بشير الجميل … وحول الأمين حبيب الشرتوني… وحول العدالة والحقيقة والتاريخ… صحيح أن ثمة أزمات لا حل لها … إلا بالوقت … لكن الصحيح أيضاً أن الوقت وحده لا يقدر على حل القضايا، حين تمتد وتتمادى في الزمن … من الأمس حتى اليوم والغد …

الإعدام لقتلة بشير، مسألة من تلك المسائل… أعادت طرح السؤال، هل نحن في لبنان واحد، أم في لبنانين؟ كيف يمكن لشعب واحد، في بلد واحد، في دولة واحدة، يواجه مصيراً واحداً ويتطلع إلى مستقبل واحد … أن يعيش هذا الانقسام حتى العظم؟

قد يكون ما شهدناه اليوم أمام قصر العدل، عارضاً آخر من أمراض حروبنا اللامدنية … تلك الحروب التي دخلناها خطأة … وخرجنا منها قتلة… وقبلها وخلالها وبعدها، لم نعرف عنها شيئاً … ولم نعترف منها بشيء… ولم نطهر وجداننا ولم ننق ذاكراتنا… ولم نغفر ولم نستفغر… ولم ننس ولم نتعلم …

الحقيقة والمصالحة… سبيل وحيد فوتناه على طريق الانتقال إلى سلمنا الأهلي… فوتناه، يوم أجبرنا على الدخول في مفترق الوصاية وزواريب أمراء الحرب والسلم، وأزقة العصبيات من كل نوع ولون وحجم… من الشخص إلى العائلة فالعشيرة فالحي فالمذهب فالطائفة… وبقينا دون الوطن أو من دونه.

هل أضعنا الفرصة نهائياً؟ طبعاً لا… لا يزال في هذا اللبنان ما يكفي لجمعنا… ولا يزال في ذلك الغد ما يكفي لوحدتنا… على عكس شارع اليوم وانقسامه…

مقدمة نشرة الـ”OTV”