أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“رضي القتيل ولم يرضَ القاتل”.. يا تيَّار المستقبل!

– لا تشفع ” شبوبية” حوري وربطة عُنق وإبتسامة لأن تُخفيا خطاب التعصُّب المذهبي (أمين أبوراشد)

***

أخبار عالنار – بيان تيار المستقبل خلال عطلة نهاية الأسبوع، بكل ما تضمَّن من أضاليل للشعب اللبناني، لا تشفع به “الشبوبية” المُبتهجة دائماً للنائب عمار حوري الذي بات مُتعهِّد إذاعة البيانات، ولا تستطيع ربطة العُنق والإبتسامة الدائمة أن تُخفيا خطاب التعصُّب المذهبي، الذي يتقاطع ويتوافق لا بل يتسابق مع عمائم التكفير، والساحة السنِّية للأسف، باتت ميدان مُنازلة بين أبناء الطائفة لإرضاء الشارع، وبقدر ما يُكَفِّرون الآخر بقدر ما يكسبُون!

نقتطع جزئيتين فقط من بيان “المستقبل”، لنؤكد للشارع السُنِّي قبل سواه، أن القتيل رضِيَ بالإرتكابات ولم يرضَ القاتل:

أولاً: في الموازنة واستعجال إصدارها، يقول البيان أن الموازنات السنوية من عام 1993 وحتى 2005، كانت تصدر بانتظام، في إشارة الى “الحقبة الذهبية” التي كان الحُكمُ فيها لآل الحريري وتوابعهم، ونسأل “المستقبل”، كيف يتمّ إصدار موازنة دون قطع حساب الأعوام السابقة، وأين هي ال 11 مليار دولار التي ما زالت حتى الآن بذمَّة الرئيس السنيورة الواسعة، والأرقام التي “صفَّرتها” الوزيرة ريَّا الحسن، وكيف لا يخجل التيار الأزرق من الحديث عن أمور مالية سمعته فيها سوداء، بدءاً من سوليدير في زمن المرحوم رفيق الحريري، وحتى إصدار مرسوم يُعمل به ليومٍ واحدٍ، بهدف إعفاء ورثة المرحوم من كافة رسوم الإنتقال، عن المنقول وغير المنقول من الثروة الطائلة، في أوقح عملية تهرُّب من الضرائب، في وقتٍ يدفع فيه المواطن اللبناني الغرامات العالية على أية مستحقات للدولة يعجز عن سدادها بسبب حالته الإقتصادية الخانقة؟!

ثانياً: في السياسة والأمن والإرهاب، لا يستطيع تيار المستقبل إدِّعاء الإعتدال، وهو يُسابِق باقي التيارات السُنِّية في لبنان بأدائه المذهبي داخلياً وإقليمياً، منذ تعاطُف نواب ووزراء المستقبل مع المجرم شاكر العبسي في نهر البارد عام 2007، وبعدها أحداث طرابلس وعكار سواء في الهجوم الميليشوي السنِّي على الجيش، أو المواقف السياسية السلبية للسياسيين من المؤسسة العسكرية، مروراً بالباخرة لطف الله وفضيحة تصدير الأسلحة الى سوريا مع حفاضات وبطانيات عقاب صقر، وانتهاءً بالحرب المفتوحة من باب التبانة بقيادة أشرف ريفي على جبل محسن، على وقع فتاوى عمائم التكفير السنِّية، التي لم يحاول المستقبل ردعها في عزِّ تهديدات داعش برفع الراية السوداء على مدخل قصر بعبدا من قِبَل الإرهابي عمر بكري فستق وسواه.

وَنصِل الى صيدا، التي باتت بحُكم الجوار مع مخيم عين الحلوة، فلسطينية أكثر منها لبنانية، فإن تيار المستقبل يرى ضرورة محاكمة سرايا المقاومة التي تُدافع عن حارة صيدا من الهجمة المذهبية، وفي نفس الوقت، تعتبر أن الحكم على المجرم أحمد الأسير وجماعته جاء قاسياً رغم الإعترافات والتسجيلات، ويتجاهل المستقبل أن عين الحلوة هي أخطر بؤرة لإيواء الإرهابيين وهي تهديد مباشر لسكان حارة صيدا، ولا ضرورة للعودة الى مَن نَقَل المسلحين من هذه البؤرة الى نهر البارد لمحاربة الجيش اللبناني، لأن السيدة بهية الحريري معلوماتها أدقّ في هذا الشأن.

الدولة اعتقلت الإسلاميين الإرهابيين في طرابلس، ولا يجرؤ القضاء على محاكمتهم، خوفاً من مظاهرات “النينجا” التي تحصل أمام سجن رومية، ولا يحقّ للدولة الحُكم على مجرمِ مثل أحمد الأسير وجماعته رغم توثيق جرائم قتلِهم لعناصر الجيش، وننتظر النحيب من جماعة “المستقبل” عندما سيصدُر الحُكم بحق دلُّوع الرئيس الحريري المدعو “أبو عجينة” الذي اعترف بإنتمائه الى داعش، ومشاركته بخطف وقتل عسكريين وخطف فتيات روسيات لصالح جبهة النصرة بصفته “قوَّاد” جهاد نكاح!

وإذا كانت الإنتخابات النيابية في الشارع السنِّي، تدفع الجميع في هذا الشارع الى المُزايدات المذهبية لكسب الأصوات، من الحريري الى الميقاتي وريفي والضاهر والمرعبي في بيروت وطرابلس وعكار، وصولاً الى شحن الشارع الصيداوي عبر مافيا مولِّدات الكهرباء، فهنيئاً للتيار الأزرق إنتصاراته في الشارع المذهبي ولا نُهنِّئه على مستقبله الأسود في الشارع الوطني اللبناني، ونكتفي بهذا القدر لأن في جعبتنا مجلَّدات، وفي طليعتها ملف عرسال واحتضان “المستقبل” لـ “الحجيري أخوان”…