– المشهد مشابه. شهداء من الجيش، اهل مفجوعين، تجار الدم هم انفسهم بسياسييهم وجمهورهم، لم يستحوا…
***
٢٨ آب ٢٠٠٨، ١١:٣٠، اتصلت بي شقيقتي.
“سامر مات”…
كلمتين لا غير. اما بح صوتها او صمت اذني. لم اسمع سواهما.
اقفلت الهاتف واتصلت بابن خالتي (شقيق الشهيد) للتأكد. “الو” وحدها كانت كافية… وقعت الفاجعة
تركت عملي وتوجهت الى المنزل. استغرقت الطريق دهرا وعشر دقائق…
اتصلت خلالها بأبي وأخي لأخبرهم. الخبر لم يصدق.
وصلت الى المنزل.
امي ما زالت وحدها… الوضع يرثى له …….
سامر هو آخر عنقود ضحايا أهل والدتي… وما أكثرهم. آخخخخ
توجهنا الى منزل ابن خالتي مروان.
وصلت فرأيت على الدرج خالتي… آآآخخخخخخ
مشهد لن انساه طوال عمري…
الناس كثر ويزدادون. الكل صامت او يتوشوش. خالتي الوحيدة المتكلمة. تصرخ بأعلى صوتها… قلبها كان يترجم عقلها. كانت صادقة…
الوقت ثقيل جدا. يكاد لا يتحرك.
مرت المراسم وتوابعها.
تكلم الكثيرون. كلهم تكلموا. روايات، تحليلات، احكام، ضغائن، حقن مشاعر، تحريض، نسنسات……
انا ساكت. عاهدت نفسي ان لا اتكلم. هذه ارادة والدة الشهيد.
فلتكن ارادتها. احترامي لها يقوى على كل شيء.
تسع سنين اكتم صوتي. اخنق الدمعة. انتظر الوحدة لأزرفها.
اليوم. ارى المشهد مشابه. شهداء من الجيش، اهل مفجوعين، تجار الدم هم انفسهم بسياسييهم وجمهورهم، لم يستحوا…
نقلاً عن صفحة (Dany Boulos Gebrael)