– ما معنى لبنان وفلسطين والعراق ومصر دون مسيحيين..!!
كلمة رئيس حزب الطاشناق أغوب بقردونيان في ذكرى الشهداء السريان:
-
في كل مناسبة وانا اتلقّى دعوة لالقي كلمة في ذكرى للشهداء،
أقف وألملم افكاري واطرح على نفسي، اسئلة معّينة احاول ايجاد لها اجوبة مقنعة.
– هل نحيي ذكرى الشهداء لأننا مسيحيون مؤمنون، واجبٌ علينا الاحترام والصلاة على أرواحهم.
– هل نحيي ذكرى الشهداء لأننا ملزمون أن نحفظ إرث الشهداء.
– هل نحيي ذكرى الشهداء لاننا ورثنا من أبائنا وأجدادنا هذا الواجب.
– هل ذكرى الشهداء مناسبة لإظهار القوة وامكانية حشد الجماهير واطلاق مواقف سياسية؟
– هل نحن نجتمع رجال دين وسياسيين وقيادات، لنبرر فشلنا في الحياة العامة ونطلق شعارات تتبخّر فور نزولنا من المنبر.
– هل علينا ان نحدد تواريخ معينة، لنجتمع ونتذكر الشهداء، ثم ننصرف الى عملنا اليومي، وكأننا قمنا بالواجب.
– هل نحيي ذكرى الشهداء لإراحة الضمير واظهار العالم بأننا مجتمع حضاري لا ينسى شهدائه.
هل نحن عشاق الشهادة؟
-
اسئلة كثيرة، واسئلة اكثر اطرحها على نفسي،
ونطرحها على انفسنا بالتأكيد كلما نجتمع بمناسبات، احياء شهداء احزاب ومناطق وطوائف وشعوب ودول.
والسؤال يبقى كالمطرقة، والمطرقة تدق وتدق… -
في زمن النفاق والجشع،
في زمن الظلم والانهيار الاخلاقي،
في زمن لا-انسانية الانسان،
في زمن الانسان الذي تحول الى سلعة وحوّل نفسه عبدا” للمال،
في زمن الديمقراطية المزيفة وحقوق الإنسان الاقوياء،
في زمن الاستقالة من القيم الانسانية والتقاليد العريقة التي تحافظ على الامم والشعوب،
في زمن الاستسلام الطوعي للعولمة الفاحشة،
في زمن الارهاب المنظم والارهاب الدولي، وارهاب الدولة، هل لنا ان نحيي ذكرى الشهداء؟ -
هل احياء ذكرى الشهداء فقط لنتذكر ونذكر؟
اليوم،
-
بمناسة ذكرى شهداء السريان،
ذكرى شهداء الامس البعيد والامس القريب، وشهداء اليوم في مناطق سورية مختلفة، وفي نينوى وموصل وفي تركيا، التي كانت منذ العصور ولا تزال موطن الارهاب والابادة،
-
انا اللبناني الارمني اقف هنا لاقول اننا نعتبر كل الشهداء السريان شهداء ارمن،
سقطوا عبر التاريخ وحتى اليوم لاهداف سامية اقلها الحفاظ على الذات والدفاع عن هويتهم التي هي اساس هوية هذه المناطق. -
ذاكرة مشتركة تربطنا،
ذاكرة بتاريخ مشترك وحياة مشتركة في مناطق تواجدنا،
ذاكرة ظلم وقمع واستبداد تعرضنا لها سوياً على يد مستبد مشترك أبى ان يعترف بابسط حقوق الانسان، بحق العيش الكريم وبحق عبادة الرب وبحق الحفاظ على الهوية الخاصة. -
تاريخ شهادة يربطنا.
الشهادة لاجل الكرامة والعزة والتشّبث بالارض والوطن.
الشهادة لاجل الحفاظ على مسيحيتنا والمطالبة باحترام معتقداتنا، كما نحن احترمنا ونحترم معتقدات وحقوق وخصوصيات الآخر. -
نعم نحن والسريان عشنا سوياً في بقع جغرافية مختلفة وأصبحنا سوياً اقوياء في معمودية دم واحدة،
ناضلنا وكافحنا لكي نبقى ملح هذه الارض.
-
تعرضنا للابادة سوياً،
وتهجرنا سوياً
وتشردنا سوياً،
عشنا في مخيمات سوياً،
تضامنا سوياً لبناء لبنان ودافعنا سوياً عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته وحريته،
وسوياً سقط الشهداء لاجل الدفاع عن لبنان كلّ في خندقه ولكن للهدف ذاته. -
واليوم وامام الارهاب التكفيري بقينا سوياً واستشهدنا سوياً.
وتعرض رجالنا للخطف سوياً
وحملنا ارث الشهداء والشهادة سوياً. -
نحن نفتخر باننا والسريان، عشنا ولا نزال في تاريخ عيش مشترك، وعشنا في لبنان ولا نزال لاننا نؤمن بلبنان، نموذج العيش الواحد بين:
– الطوائف
– والقوميات
حيث لا اكثريات ولا اقليات، ولا منّة من أحد على أحد ولا فحص دم كل يوم. -
ربما السريان والارمن أقلّ عدداً من الطوائف الاخرى،
وربما طوائف اخرى كانت باعداد اكبر في الماضي القريب،
وربما ستكون هناك طوائف اخرى ترتفع او تنقص اعدادها،
ولكن لبنان واحد موحد لكل الطوائف والمذاهب، والمقياس الوحيد في الولاء هي الواجبات قبل الحقوق. -
فنحن لا نساوم في الواجبات، اما الحقوق فهي من مسؤولية الشركاء في الوطن قبل ان تكون من مسؤولية السريان او الأرمن.
-
مسيحية مشرقية واحدة تربطنا،
من اقدم الشعوب المسيحية نحن.
انطلقنا من مهد الحضارات والاديان هذا، واليوم نتعرض للقتل والافقار والتهجير وضرب المؤسسات والكنائس، -
اما مواقف شركائنا في هذه البوتقة المشرقية لا تتعدى بيانات الشجب والصلوات والدعاء.
– فما معنى فلسطين دون المسيحيين،
– وما قيمة لبنان دون المسيحيين
– وما العراق دون المسيحيين
– وما مصر دون المسيحيين. -
نحن ابناء هذه الارض وسنبقى هنا.
سنبقى هنا لان دماء الشهداء تنادينا لمزيد من الصمود ومزيد من النضال.
سنبقى هنا لاننا مؤمنون بوطننا
ولاننا ندرك بان الحق لا يموت مادام وراءه مطالب.
نحن السريان والارمن: لدينا تجربة الصمود.
والصامد ينتصر. اما المجرم فمصيره مزبلة التاريخ. -
تاريخ الشعبين امثولة الصمود
فابواب الجحيم لن تقوى علينا.