– عن هدف المعركة والتوقيت والمفاوضات وطبيعة الأرض وسير المعارك ودور الجيش وطمأنينة المقاومين + الشكرللشهداء (التفاصيل)
أبرز ما جاء في حديث السيّد نصرالله حول انتصار لبنان وحزب الله، على الإرهاب:
- عن المعركة الدائرة حالياً في جرود عرسال، وكانت في جرود فليطة، إلى أين نحن ماضون؟ وما هي الخيارات الفعلية الآن؟ وماذا بعد؟
- لن أرد على تصريحات الرئيس الأميركي ترامب وتصريحات المسؤولين في الإدارة الأميركية فيما يتعلق بحزب الله، تسهيلاً لعمل الوفد الحكومي الرسمي الموجود هناك ولعدم إحراجه، والأيام أمامنا قادمة، إن شاء الله يعود الوفد بسلامة وعندنا مناسبات نتكلم فيها ونُعلق فيها إن شاء الله.
- أنا لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد ولا أريد أن أدخل في نقاش عقيم مع أحد ونستهلك أنفسنا وأعصابنا ونستهلك أوقاتكم الكريمة، سأذهب إلى عرض القضايا بشكل إيجابي ومسؤول وهادئ، الآن هناك بعض الناس أكيد يكونون متوترين نتيجة بعض المواقف أو بعض الكلمات وبعض البيانات ويتوقعون هكذا باللغة الشعبية ” أنو السيد الليلة بدو يفشّ لنا خلقنا”، أنا لا أريد أن “أفش خلق حدا” نحن لسنا في معركة “فش خلق”، نحن في معركة مسؤولة تنزف فيها دماء شريفة وتحصل فيها تضحيات ويُصنع فيها مصير بلد، فلنتكلم بمسؤولية.
إذاً الموضوع الأساسي هو المعركة الدائرة الآن في جرود عرسال وفليطة.
هدف هذه المعركة:
- هدف المعركة الحالية، الدائرة الآن، هو إخراج المسلحين والجماعات المسلحة من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة سواءً كان في جرود فليطة أو في جرود عرسال يعني في الأرض السورية أو في الأرض اللبنانية.
- أنا أقول هذا حقٌ واضح بينٌ مشرقٌ لا لبس فيه، لا ريب فيه، هذه المعركة – يمكن لأي أحد متردد أن يذهب ويبدأ من الهرمل، يسأل أهل الهرمل الذي سقطت عليهم الصواريخ والسيارات المفخخة، يُكمل إلى قرى الهرمل يذهب إلى القاع، إلى الفاكهة، إلى رأس بعبلك، إلى عرسال، إلى اللبوة، إلى النبي العثمان، إلى البزالية، إلى مقنة، يونين، نحلة، الجمالية وصولاً إلى بعلبك ومن خلفها كل البقاع، ويسأل، يذهب إلى المناطق التي ضُربت بالسيارات المفخخة، التي سقط فيها شهداء وهناك جرحى ما زالوا يعانون الجراح، والمناطق التي كان يحضّر لاستهدافها على مدى السنوات والأشهر الماضية بعمليات انتحارية جديدة، يسأل هؤلاء وبعد ذلك يُجاوب نفسه، لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هذا الهدف؟
توقيت المعركة:
- أساساً هذه العملية هي عملية مؤجلة من 2015، نحن في عام 2015 استعدنا جزءاً كبيراً من الجرود في الأراضي اللبنانية وفي الأراضي السورية.
- تأجلت هذه المعركة التي كان ينبغي أن تحصل.
السؤال لماذا تأخرتم؟
انكشف في الأشهر الماضية من أنه فعلاً عادت الجرود تتحول إلى قواعد مجدداً تؤوي انتحاريين ويُعتمد عليها في تأمين الأحزمة الناسفة وفي العبوات الناسفة وفي السيارات المفخخة، بعد أن فشلت كل الخلايا التي شُكلّت في الداخل اللبناني ببركة جهود الجيش والأجهزة الأمنية الرسمية. - أنا أحترم اختلاف وجهات النظر في هذه المسألة، لكن أحب أن أؤكد أن هذا ليس قراراً إيرانياً، ليست إيران التي قالت لحزب الله اذهب إلى جرود عرسال وفليطة، وليس قراراً سورياً أيضاً، حتى في فليطة. نحن اتصلنا بالقيادة السورية وتحدثنا معهم وطلبنا مساعدتهم في هذه المعركة، وإلا لو بقوا هم وأنفسهم فأولويتهم في القتال بأماكن أخرى…
- من أجل المحللين السياسيين، أنا أريد أن أقدم وقائع، ونحن أيضاً كنا نعد لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي.
تكلمنا بها كفكرة، بدأنا بالتخطيط نظرياً مع بداية الربيع، الاستطلاع وجمع المعلومات، التحضير اللوجستي، التحضير البشري، وأيضاً إنجاز الخطط، وكنا أيضاً بين خيارين: إما قبل شهر رمضان واحتمال أن تتمدد لشهر رمضان، واحتمال بعد شهر رمضان، ففضلنا أن نلجأ الى الخيار الثاني، لذلك، التوقيت ليس له علاقة لا بجنيف ولا بمؤتمر استانا وأيضاً ليس بلقاء بوتين وترامب… وفي جميع الأحوال، الشخص الذي لديه أدنى معرفة بالرؤية العسكرية وشؤون القتال يعلم أن هذه المعركة لا يؤخذ بها قرار قبل يومين وتصعد القوات للقتال ويحققون هذا الإنجاز بسرعة. لذلك فإن هذه المعركة تحتاج إلى تحضير على مدار أشهر بالحد الأدنى..
في مجريات المعركة:
- 1- في ميدان المعركة الجغرافي: الأرض التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة سواءً في جرود فليطة أو في جرود عرسال، هذه المئة كيلومتر مربع، هذه المساحة ليست سهل، وليست صحراء، هذه منطقة جبلية تصل فيها بعض الجبال إلى علو ألفين متر وأكثر.. والذي لديه أدنى معرفة عسكرية يعلم أن القتال في هذه المنطقة هو من أصعب أنواع القتال على الإطلاق.
- 2- العدو في وضعية دفاع ومحصن، وبالتالي الشخص الذي يكون في وضعية الدفاع والتحصين له نوع من الأرجحية، خصوصاً انهم سكنوا سنوات في هذه الجبال التي يوجد بها عدد من الكهوف والأنفاق.
وعائلاتهم بالقرب منهم في المخيمات يستطيعون النزول والصعود، وهم مرتاحون، ولديهم السلاح والذخيرة وإمكانات ومواد غذائية وطبية. - 3- الإخوان المقاومون هم في موقع الهجوم، وبالتالي هم الذين سيتحركون وهم مكشوفين ومستهدفين، وبالتالي يجب أن تمشي سيراً على الاقدام، وكما شاهدتم على التلفاز، يصعدون إلى الجبال سيراً على الاقدام، وينزلون الى الوديان سيراً على الأقدام. أومن بعدها يمكن الاعتماد على بعض الاليات عندما نصل الى أماكن معينة.. كذلك لم يكن عامل المفاجأة موجوداً، وكنا نعرض تسوية…
الخطة كانت محكمة وجيدة ومدروسة ومحسوبة جيداً بالاستفادة من كل التجارب التي خاضها قادتنا العسكريون ومجاهدونا حتى اليوم والالتزام بالخطة، أيضاً القيادة العسكرية والميدانية التي لديها تجربة متقدمة كان عندها هدوء بإدارة المعركة. أيضاً شجاعة وإقدام المقاتلين وروحيتهم العالية وانضباطهم، والملفت هو الحماس الشديد، الحماس العالي و”الأريحية”: يمزحون ويضحكون ويتكلمون وببركة تضحياتهم وعلى رأسهم الشهداء والجرحى الأعزاء والكرام…
بتنا أمام انتصار عسكري وميداني كبير جداً، وتحقق في الحقيقة خلال 48 ساعة، يعني في أول يومين أصبح هناك تحوّل كبير في الجبهة، وبعدها أصبحنا نتقدم قليلاً قليلاً. هذا الانتصار طبعاً فاجأ الجميع.. - 4- في جرود فليطة المعركة كانت مشتركة، يعني نحن والجيش العربي السوري قاتلنا هناك كتف الى كتف وسقط لنا ولهم شهداء وجرحى وتم تحرير كامل
- 5- في الأراضي اللبنانية، ما قام به الجيش اللبناني أيضاً في محيط عرسال وجرود عرسال وعلى امتداد خط التماس كان أساسياً جداً في صنع هذا الانتصار وفي صنع هذا الانجاز.
- 6- بالمجريات نحن نحترم من يتصرف بمسؤولية ـ يجب أن نتوقف أيضا أيضا عند السلوك العقلاني والمسؤول لسرايا أهل الشام. هناك فصيل ـ لمن لا يعرف التفاصيل ـ هناك فصيل كان موجوداً وما زال موجوداً في جرود عرسال، كان موجوداً أيضاً وله مواقع في الخطوط الأمامية اسمه سرايا أهل الشام.باليوم الأول هم شاركوا في القتال، وحدث قتال بيننا وبينهم كما حصل مع جبهة النصرة، ولكن لأنهم تصرفوا بعقلانية واستجابوا لنداء العقل وفهموا تماماً أن هذه معركة ليس لها أفق في الوقت الذي فتح الباب أمام حل وأمام تسوية تحقن دماءهم ودماءنا وتحمي الجميع وتنصف الجميع.
اتخذوا قراراً باليوم الثاني أن ينسحبوا من الخطوط الأمامية إلى مخيمات النازحين في وادي حميد وفي مدينة الملاهي ويتحملوا هم مسؤولية حماية أهلهم وعيالهم ومخيمات النازحين هناك، ونحن سهّلنا لهم هذا الانسحاب وأيضا توثقوا منا لأن نحن لدينا التزام، أن مخيمات النازحين في وادي حميد وفي مدينة الملاهي لن تمس ولا تمس، ومع ذلك وجودهم هم لحمايتها وحراستها كان عاملاً إضافياً في طمأنة النازحين ـ وهم بالآلاف ـ الموجودين هناك، لأن هذه المخيمات هي خارج نطاق تواجد ومسؤولية وسيطرة الجيش اللبناني.
7- فيما يتعلق بجبهة النصرة للأسف قادة هذه الجبهة ومسؤولوها لم يصغوا إلى كل النداءات السابقة وانفتح لهم هذا الباب ونحن كنا جديين في هذا الموضوع وكان هذا هو الحل الأفضل والحل الأنسب.
نحن ـ وربما يقول بعض الناس أنتم مصرون على القتال لتصنعوا نصراً وتفتخرون به ـ نحن لا ينقصنا انتصارات أبداً، لا ينقصنا. نحن تضحيات الشباب ودماؤهم وأرواحهم وتحمّل الناس بالمنطقة أغلى عندنا من أي اعتبارات من هذا النوع.
لذلك نحن كنا جديين وعرضنا بالعلن والسر، لكن هم تصرفوا بعنجهية وبروح غير مسؤولة.. ولذلك فوّتوا على أنفسهم هذه الفرصة. حتى عندما بدأت المعركة هم راهنوا، لأن أي عسكري يشاهد هذه المنطقة ربما يخرج برهان كهذا… ربما لأنه بطبيعة الحال ـ كما قلت قبل قليل ـ المعركة هناك صعبة.
عملياً خسروا غالبية المنطقة، وتبقّى لهم عدة كيلو مترات مربعة، ولا أود الدخول بحسابات دقيقة 4 5 6 كيلو أقل أكثر، لأنه بالحقيقة لا يملك أحد جهاز مساحة ويمسح الأرض بدقة، لكن عملياً الآن هم أصبحوا في مكان ضيق:
– من جهة لديهم حزب الله الذي يقاتلهم وما زال يعرض عليهم التسوية،
– ومن جهة لديهم الجيش اللبناني الذي يمنعهم من الدخول إلى المخيمات أو إلى عرسال أو إلى البلدات اللبنانية،
– ومن جهة ثالثة لديهم داعش التي ترفض أن تعينهم أو أن تستقبلهم إلا بعد إذلالها لهم، لأنه ـ كما تعرفون ـ بأدبيّاتهم النصرة يعتبرون داعش خوارج وكلاب أهل النار وقتلاهم في النار وما شاكل. - 8- النقطة الثامنة بمجريات المعركة: رغم ضراوة وصعوبة المعركة، بقيت بلدة عرسال في مأمن، وطبعا هذا الفضل للجيش اللبناني، لكن حتى بالخطأ ـ لا أحد يتعمد أي شيء تجاه عرسال ـ وكذلك الحال فيما يتعلق بالمخيمات وفيما يتعلق بعرسال أنا أحب اليوم وأعيد وأؤكد ولا يوم من بداية الأحداث من سنوات ويوم كانت عرسال مستهدفة، ولا يوم كان أهل عرسال مستهدفين على الإطلاق، ولا يوم.
حزب الله ومجاهدو حزب الله وشهداء حزب الله لا يريدون لعرسال ولأهل عرسال إلا الخير والأمن والأمانة والسلامة والكرامة، وإن شاء الله بأسرع وقت عندما تنتهي هذه المعركة نحن جاهزون، كل هذه الأرض التي تم استعادتها من الأرض اللبنانية جاهزون من اليوم الثاني ـ إذا تطلب قيادة الجيش اللبناني وتكون جاهزة لتسلم كل المواقع وكل الأرض ـ أن نسلمها إلى الجيش اللبناني.
عن دور الجيش:
أولاً: في البداية نريد ان نتحدث بما يبين ثمرة هذا الجهد، وهو إقفال خط التماس. في كل المنطقة ممنوع نزول المسلحين من الجرود وممنوع الصعود إلى الجرود من خلال خطوط ونقاط ومواقع الجيش اللبناني ولذلك أي مجموعات حاولت أن تتقدم باتجاه عرسال أو باتجاه خطوط تواجد الجيش اللبناني كان يتصدى لها ويقوم بضربها.
ثانياً، الجيش وخلال بيانات متعددة أعلن أنه ضرب أهدافاً للمسلحين في تلك المنطقة انطلاقاً من حيثيات معينة ولذلك شعر المسلحون أنهم ليسوا في أمان. والمعركة ليس فقط مع المقاومة.
ثالثاً، الحماية الأمنية التي قدمها الجيش اللبناني لبلدة عرسال ولكل البلدات على خط التماس، لكن عرسال مميزة لأنها قريبة من الجبهة، وبالتالي تطمين أهلها واتخاذ الاجراءات والتواصل وعملية العلاقات العامة التي قام بها الجيش داخل بلدة عرسال ولدت جواً كبيراً من الاطمئنان… هذا كان عاملاً أساسياً وحاسماً وقطع الطريق على كل مثيري الفتن الذي كانوا يراهنون على استخدام بلدة عرسال أو استخدام أحد ما في عرسال في هذه المعركة.
وفي هذه المواجهة أيضاً الجيش اللبناني قام بحماية النازحين السوريين ومخيمات النازحين وساعدهم، حتى المخيمات التي هي خارج سيطرته بوادي حميد وفي مدينة الملاهي فإنه حماها بجهوده وبتصديه الناري لأي حركة من جبهة النصرة باتجاهها.
ماذا يجري وإلى أين نحن ماضون، لأن هذا هو السؤال الأهم.
الخط الأول في الميدان والخط الثاني في المفاوضات.
- الميدان: يستمر التقدم ولكن وهذا نتيجة إصراري أنا على الإخوة، وإلا تعرفون العسكر عادة يعتمدون عادة الفرص المتاحة والاندفاع ولديهم من الشجاعة ما يكفي ومن مشاهدة الميدان، ليس مثلي أنا البعيد، لكن بحسابات أخرى أنا أكدت على الإخوة أن يسيروا ويتقدموا بشكل مدروس ومحسوب وأن لا يعجلوا.
- السبب في ذلك، جبهة النصرة، من بقي منها من مسؤولين وقادة ومقاتلين الآن باتوا محصورين في مساحة ضيقة جداً، وهذه المساحة هي قريبة جداً من مخيمات النازحين في وادي حميد ومدينة الملاهي، وهؤلاء يحاولون الإلتجاء إلى هذه المخيمات. بالتالي هنا العمل هنا يجب أن يكون دقيقاً جداً، حتى بعض أنواع الأسلحة التي كان يمكن أن تستخدم الآن بات استخدامها يجب أن يكون فيه احتياط إما ممنوع أو احتياط شديد لأننا لا نريد أن يحدث أي خطأ تجاه النازحين وباتجاه المدنيين.
- وأيضا نحن لسنا مستعجلين على شيء. عندما نسير بشكل مدروس وبشكل محسوب حتى الآن، نحن أنجزنا، مجاهدونا وقادتنا في الميدان أنجزوا انتصاراً وانجازاً عسكرياً وميدانياً كبيراً جداً بأقل خسائر ممكنة أو مفترضة أيضاً.
- هنا أريد أن ألفت وسائل الاعلام خصوصا المحبين والمتحمسين والمؤيدين، أن لا يحددوا لنا سقفاً زمنياً، لأننا منذ البداية لم نحدد سقفاً زمنياً، الآن صحيح الإخوة في غرفة العمليات قالوا إن المعركة شارفت على نهايتها، صحيح ، شارفت على نهايتها، ولكن هذا لا يعني بأن تعدوا لنا الدقائق والساعات والايام، وكأننا بتنا “محشورين”، كلا، نحن وقتنا معنا، لا ينبغي أن نستعجل، دماء إخواننا غالية علينا جميعاً.. نحن جماعة من البداية، من قبل يوم الجمعة واليوم وغداً وبعد غد، نريد أن نأكل العنب لا نريد أن نقتل الناطور…
- خط المفاوضات،
أمس بدأت مفاوضات جدية، قبلها كان كلام ليس له علاقة لا بالأرض ولا بالميدان،
الذي يتولى المفاوضات هي جهة رسمية لبنانية، هي تتصل ضمن قنواتها، معنا لا تحتاج الى قنوات، وتتصل بمسؤولي جبهة النصرة الموجودين في جرود عرسال، من بقي منهم، وتقود مفاوضات ونقاشات لأنه في نهاية المطاف، هناك شيء ستقبل به الدولة اللبنانية ويوجد شيء ستقبل به الدولة السورية ويوجد شيء نحن معنيون أن نقبل به، لأننا نحن موجودون بالجبهة وفي الميدان، فلذلك الذي يقود المفاوضات الآن هي جهة رسمية لبنانية.
وبالتالي الفرصة التي أضاعوها يوم الجمعة، الآن لا تزال متاحة، لكن الوقت ضيق، يعني اننا نفاوض والشباب يتقدمون، من يسبق الآخر؟ أنا لا اضمن شيء في هذا الموضوع…
الآن الطريقان سالكان، ونحن نحاول أن نراعي بينهما على أمل أن نصل إلى النتيجة المطلوبة.
أختصر وأقول نحن الآن أمام انتصار كبير ومنجز، وسيكتمل إن شاء الله… ستطوى الصفحة العسكرية نهائيا لجبهة النصرة من لبنان، أقول عسكرية لأنه بالنهاية هم اسمهم تنظيم القاعدة في بلاد الشام.
في الحقيقة، التهديد الأمني سيظل قائماً ولا يمكن لأحد أن ينفيه، وهم حاولوا أن يعملوا عبر المطار، وأن يرسلوا أناساً من بلدان اخرى، ومثل ما رأيتم بالإعلام: يمنيين وخليجيين والى آخره، لكن الصفحة العسكرية ستطوى بشكل نهائي إن شاء الله،… مثل العادة نحن هكذا، من ال 2000 وال 2006، إلى كل اللبنانيين وإلى كل شعوب المنطقة التي عانت وتعاني من الإرهاب التكفيري، من الإرعاب التكفيري، من الوحشية التكفيرية على امتداد منطقتنا، إلى المسيحيين بكل مذاهبهم وإلى المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، واسمحوا لي أن أقول وأن أذكر بأن من المسلمين الذين عانوا أكثر ما عانوا من هذا الارهاب التكفيري ومن حماقة هذا الارهاب التكفيري ومن مجازر ووحشية هذا الارهاب التكفيري هم أهلنا أهل السنة، سواءً في العراق أو في سورية أو في أفغانستان وباكستان.
على كلٍّ، نحن في معركة الارهاب، نعتقد إننا نقوم بواجبنا، لا نتوقع شكراً من أحد ولا تقديراً من أحد، إذا جُلدنا ببعض السياط، لا مشكل، نحتسبها عند الله سبحانه وتعالى، حسبنا أننا نقوم بواجبنا أمام ربنا وأمام أمتنا وأمام شعبنا وأمام أهلنا الذين يستحقون كل هذه التضحيات.
خامسا، بالعنوان الأساسي، ماذا بعد الانتهاء من ملف جبهة النصرة، هذا سؤال مطروح الآن، فيما يرتبط ببقية الجرود، لأنه لدينا بقية جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع وبقية المنطقة. سأدع الكلام في هذه النقطة إلى حينه إن شاء الله تعالى حينما ننتهي من ملف جبهة النصرة نعود ونتكلم.
سادساً قبل الأخير، يجب التوقف عند المستوى العالي والواسع من التأييد التي حظيت به هذه المعركة المحقة من القادة السياسيين، والدينيين، والأحزاب، والشخصيات الرسمية، وغير الرسمية، ووسائل الإعلام، والنخب الإعلامية، والثقافية، والإجتماعية، والفنية، وعلى المستوى الشعبي، والجماهيري، وأشكال التعبير المختلفة، التي شهدناها من شبكات التواصل الإجتماعي، من التبرع بالدم، من تقديم أشكال الدعم المختلف، البيانات، المواقف، التصريحات، الزيارات، زيارة أضرحة الشهداء.
على كل حال، لكل من أيد، وساعد، ودعم بكلمة، أو خط يد، أو دعاء، أو “هزة رأس“، أو إبتسامة، أو رضا قلب، لكل هؤلاء بدون إستثناء كل الشكر والتقدير.
https://www.youtube.com/watch?v=88sPUwpc0WY&feature=youtu.be
أخيراً، إلى المضحين ـ الأن أريد منكم أن تسمحوا لي قليلاً، انا في حرب تموز تماسكت نفسي قليلاً، الأن أشتغلت جيداً قبل أن أخرج لكي أتكلم لأمسك نفسي، لأنني أتحدث كل شيء من القلب ولكن هنا أتحدث بمشاعر مختلفة ـ إلى المضحين كلهم، إلى الشهداء، أرواح الشهداء، عوائل الشهداء، الجرحى، عائلات الجرحى، المجاهدين، المقاومين في هذا الميدان، وفي كل ميادين المقاومة، والقتال، والتضحية، والفداء، ليس فقط الموجودين الأن في جرود عرسال، هذا خطاب إلى كل المقاومين، والمقاتلين، في كل الساحات وفي كل الميادين.
انا بحثت جيداً من أجل أن أقول خطاب كلمتين للجميع سوياً، تذكرت إننا في زيارة أئمتنا من أهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، نقول لهم في الزيارة فيما نقول في مقطع من الزيارة نصل إلى مكان ونقول لهم “بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات” وأنتم جميعاً ـ الخطاب إلى الشهداء، إلى الجرحى، إلى المقاتلين، إلى المقاومين، إلى كل أب، وأم، وزوجة، وعزيز، لهؤلاء ـ وأنتم ورثة هؤلاء الأئمة أنتم أحبائهم، أنتم السائرون على نهجهم، في كل إمرأة، وسيدة منكم، تسكن روح زينب عليها السلام، التي كانت تقول بعد كربلاء “ما رأيت إلا جميلاً”.
في رجالكم إيثار العباس الذي رفض أن يشرب الماء وقال على شط الفرات ” يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني”، وفيكم روح أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي عندما حاصره العالم ووضعه بين خيارين، بين الثلة، والذلة، قال كلمته للتاريخ وللقيامة “هيهات منا الذلة”.
لذلك، لأنكم أنتم هكذا، إسمحوا لي أن أقول لكم: بأبي أنتم وأمي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، اللسان عاجز عن مدحكم، بماذا نمدحكم؟ بأي كلمات؟ بأي جمل؟ بأي بلاغة؟ بأي أدبيات؟ بأي أبيات شعر يمكن أن تحصي وتصف ما أنتم عليه، وما أنتم فيه، وأنتم النجباء، الطيبون، الكرام، الذين ما بخلتم بيوم من الأيام لا بدم، ولا بفلذة كبد، ولا بمال، ولا بصبر، ولا بصمود، ولا بتأييد، وأحصي جميل بلائكم، بلائكم الإمتحانات التي مررتم بها منذ البداية، سيصبح لنا أربعون عاما سوياً بالحد الأدنى هذه تجربة حزب الله، جميل بلائكم وفوزكم في كل هذه الإمتحانات والصعاب، وبكم أخرجنا الله من الذل ـ كما نقول لأئمتنا نقول لكم ـ بكم أنتم أخرجنا الله من الذل، بدمائكم، بتضحياتكم، بشهدائكم، بجرحاكم، بدموعكم، بصبركم، بصمودكم، بإيثاركم، بشهامتكم، بشجاعتكم، أخرجنا الله من الذل، من ذل الإحتلال بالمقاومة، من ذل الهوان، من ذل الضعف، من ذل الخوف، من ذل الهزيمة، من ذل الإحتقار، ومن كل ذل.
وفرج عنا بكم، فرج عنا غمرات الكروب، هذه الهموم أنتم، أبنائكم، فرسانكم، كشفوا هذه الكروب وهذه الهموم عن وجوه هذا الشعب الذي كان مهدداً بالإحتلال وكاد أن يضيع وطنه وأرضه، والمهدد بالتكفير، والمهدد بالغم، والهم، والإذلال، والقتل، والذبح، والسبي، هذه من أعظم الكروبات، هذه من أعظم الهموم، لكن بكم كشف الله عنا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات فبات شعبنا يعيش امناً على إمتداد هذه الأرض، وعلى إمتداد هذه الحدود، وفي كل القرى، وفي كل البلدات، امناً، مطمئناً، عزيزاً، كريماً، واثقاً، قادراً على مواجهة كل الصعاب، وكل التحديات والمخاطر، لا يخاف تهديد أحد، لا ترامب، ولا أوباما، ولا بوش يعني بمفعول رجعي، ولا نتنياهو، ولا شارون، ولا وايزمان، ولا أحد، بكم بكم أنتم…
المصدر: العهد + Agoraleaks.com