أخبار عالنار– منذ الستينات ولغاية الثمانينات، كان الشعب اللبناني رهينة “الأبوات”، قادة ما تُسمَّى “القوى والفصائل الفلسطينية”. ونحن لا يعنينا التشرذم الفلسطيني الذي تتعمدَّه “عصابة القادة”، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات خارج الأراضي اللبنانية، لإيجاد حيثية لها في مجتمعٍ فلسطيني عُرِف عنه ميل أبنائه الى العلم ولو دَرَس على نور شمعة، وعُرِف عنه أيضاً أنه ابتُلي بسلطات سياسية فاتحة على حسابها، لدرجة أن إيهودا باراك قال عندما كان رئيساً للوزراء: “كيف نتفاوض مع الفلسطينيين ولديهم رسمياً 17 فصيلاً، إذا وافق فصيلٌ على أمرٍ تُعارضه باقي الفصائل؟”.
ولن نتساءل اليوم عن جدوى وجود مواقع عسكرية للفلسطينيين داخل المخيمات، أو خارجها في الناعمة وقوسايا، لأن ذريعة الدفاع عن النفس بمواجهة “العدوان الإسرائيلي” ساقطة، وكفانا اجترارهم الكلامي لـ “حق العودة”، لأن تحرير فلسطين إذا كان سيعتمد على زعران “القوى والفصائل” لن يحصل لا الآن ولا بعد قرونٍ من الزمان، سيما وأن كل فصيل لديه دولة تموِّله وتشتريه وتبيعه كما أرخص سلعة في أية سوق شعبية.
ومن المشاهد المقزِّزة التي اعتدنا عليها في لبنان، أنه كلما حصل اشتباك بين “القوى والفصائل” داخل المخيمات، تجتمع اللجان المشتركة، وتُنشىء قوة فصل، وينزل “القادة” في جولةٍ بين زواريب المخيَّم “مُتشنكلين” للدلالة على التفاهم والتوافق، وهذا لا يحصل فقط في مخيات لبنان، بل في كل مخيِّم من بضع تخاشيب يُقام، حيث تحضر القوى والفصائل” للهيمنة والسيطرة، ويتحوَّل الى بؤرة نزاعات فلسطينية فلسطينية، ووكراً للتهريب وإيواء المجرمين والمرتكبين.
وأمام محنة جديدة يواجهها لبنان، بفرار أخطر الإرهابيين والإختباء ضمن المخيمات، وعين الحلوة بشكلٍ خاص، وضياع المسؤوليات بين “الأبوات” قادة التنظيمات، بات لبنان يستعطي تسليمه مجرماً من مخيم فلسطيني، وتمددت عدوى “الحكم الذاتي” الى مخيمات النازحين السوريين، وغدا الجيش اللبناني البطل، بحاجة الى إذنٍ لمداهمة مخيمات نازحين في عرسال وسواها، من التي تأوي أخطر إرهابيي داعش والنصرة، وذلك مراعاةً لخواطر فريق لبناني وقف سابقاً مع الفلسطيني ضد اللبناني، ويقف الآن هذا الفريق نفسه ضدّ تفاوض الحكومة الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية، لترحيل النازحين السوريين الى المناطق السورية الآمنة، وإذا كان الرئيس الحريري، لا يريد تطبيع العلاقات مع سوريا والإعتراف بنظام الأسد! ، فليتنحَّى جانباً في هذه القضية، وفخامة الرئيس العماد ميشال عون، قادرٌ مع الحلفاء الشرفاء، الحريصين على السيادة الوطنية، على إيجاد حلٍّ لأوكار الدعارة السياسية والميليشوية في المخيمات الفلسطينية والسورية على حدٍّ سواء، ولبنان لن يكون ميداناً بعد اليوم، سوى للجيش والشعب والمقاومة…