أخبار عالنار- نعود 1400 سنة الى الوراء، لإجراء مقاربة ومقارنة في حقوق الإنسان، بين زمن القائد العربي طارق بن زياد،والناشط الحقوقي المحامي الدكتور طارق شندب، ليس فقط لأن الثاني استُوحي إسمه من إسم القائد العربي المذكور، بل لأننا نرغب باستحضار التاريخ، ومن حقنا الردّ بكل إحترام على تغريدة المحامي د. شندب على تويتر والتي يقول فيها:
“ما يجري في عرسال، من انتهاكات لحقوق الإنسان واللاجئين، يستدعي تحقيقاً أُممياً ومعاقبة المجرمين والمتورِّطين”، وهدفنا من المقاربة والمقارنة، هو واحد ومحدد، تعريف حقوق الإنسان في ظروف الحرب والمعارك، منذ زمن فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد، حتى زمن فتح الحدود لإقامة “دولة الخلافة” والفارق الزمني 1400 سنة، لكن الغزو، هو القاسم المشترك.
ونرغب في عُجالة، أن نذكِّر القارىء الكريم، بالخطبة الشهيرة لطارق بن زياد على بوابات الأندلس، لحثّ الناس على الجهاد واحتلالها: “أيها الناس، أين المفرّ؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم إلَّا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة، أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته….. وأنتم لا وزر لكم إلّا سيوفكم وما تستخلصونه من أيدي عدوكم….، فادفعوا عن أنفسكم خُذلان هذه العاقبة من أمركم بمُناجزة هذا الطاغية”.
وبمعزلٍ عن رأينا بموضوع الفتوحات ومنها فتح الأندلس، نأخذ من خطبة “بن زياد” عبرة في تاريخ حقوق الإنسان، أن الغازي المُعتدي هو صاحب الحق، ومن يُدافع عن حقوقه وأرضه هو طاغية!، ومِن “مدرسة” طارق بن زياد في حقوق الإنسان، حيث المُعتدي صاحب حق، والمُعتدى عليه طاغية، نتساءل مع الأستاذ شندب، هل يعتبر البغدادي والجولاني ومن ينتسب إليهما من إرهابيي العصر أصحاب حق والجيش اللبناني هو الطاغية؟!
لا شأن لنا بالدين، بل بالمدارس المُتستِّرة بالدين، التي نشأت منذ بدايات القرن العشرين بعد انهيار الدولة العثمانية كآخر “دولة خلافة”، ونهوض “الإسلام السياسي المُعاصر” المُنظَّم، عبر “الأخوان المسلمين”، ومن تخرَّج من صفوفهم من دُعاة الفكر التكفيري، الذي امتدَّ عبر التاريخ، من زمن إبن تيمية، وصولاً الى محمد بن عبد الوهاب، وحسن البنا، وسيد قطب، وأسامة بن لادن، وصولاً الى البغدادي والجولاني وكل أهل الفتاوى وتكفير الآخر، لنقول للمحامي شندب، أنه إذا كان عروبياً، فلا أحد دافع عن العروبة ولملم شرفها المهدور كما فعل لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، وإذا كان إسلامياً فهو ليس حريصاً على الإسلام دين انفتاح ومحبة وتآلف أكثر من سائر مُسلِمي لبنان، وإذا كان مع “ثوار سوريا” ضد الدولة السورية فالجهاد في سوريا وليس في لبنان، وإذا كان أتباع طارق بن زياد الجُدد، يحملون ثقافة أن الإرهابي والإنتحاري ومصَّاص الدماء، ومُنتهك الحدود والأرزاق والأعراض وكل القِيَم الإنسانية هو صاحب حقّ، وأن الجيش اللبناني هو الطاغية في دفاعه عن الأرض والعرض والكرامة، وأن ما حصل في عرسال بمواجهة إرهابيين تكفيريين، وإنتحاريين شياطين، يُعتبر “انتهاكات لحقوق الإنسان واللاجئين، ويستدعي تحقيقاً أُممياً لمعاقبة المجرمين والمتورِّطين”، فإننا نحن الشعب اللبناني، كأبناء مدرسة مقاومة، بل أشرف مقاومة عرفها التاريخ الحديث، باقون خلف جيشنا ومقاومتنا في كل ما يحمي حدود الوطن اللبناني، والفارق الفكري بين مدرستنا ومدرسة طارق بن زياد ليس 1400 سنة زمنية بل 1400 سنة ضوئية والسلام ….