أخبار عالنار – أفطرت السعودية غروب أمس على محمد بن نايف ولياً للعهد، وتسحَّرت فجر اليوم على محمد بن سلمان، وتسحَّر بن نايف في بيته بناء على أمرٍ ملكي غير مفاجىء، لأن الصفقة مع ترامب وملحقاتها حصلت مع بن سلمان، حتى لو أدَّت الى إفلاس المملكة لبقاء العرش بِيَد مَن تقبض أميركا على عنقه بِيَدها.
والرئيس سعد الحريري، الذي بالكاد يفطر بعد صيام، على “كبسة سعودية” يتوسّطها خروف، أفطر منذ يومين على الرئيس الأسد، وهو العارف أن وضع “مملكة الخير”، ليس بخير، ولم يَعُد من صالحه أن يكون “متسعوداً” زيادة عن اللزوم، وناطقاً بإسم مملكة عائلية يُصار فيها التعيين والعزل كما لعبة “البيت بيوت”، ويُطالب خلال إفطارٍ برحيل الرئيس الأسد، وهو العاجز عن تسوية وضع شركة مثل “سعودي أوجيه” المُفلِسة، ورَحَّل موظفيها الى بيوتهم بلا رواتب وتعويضات، ليكونوا “خواريف العيد”.
اعتدنا أن نسمع من الرئيس الحريري كلاماً كبيراً بحجم وتأثير فقَّاعات الصابون، منذ بداية ما يُسمَّى “الربيع العربي”، وغادر لبنان، وأقسَم أن لا يعود سوى عبر مطار دمشق بعد إسقاط الأسد، ولم يسقُط الأسد ولن يسقُط، ولا لزوم للرئيس الحريري، في الوقت الذي تتساقط فيه صواريخ “ذو الفقار” القادمة من غرب إيران الى شرق سوريا، أن يستمر بِعَلك كلام سياسي لدواعٍ إنتخابية، لأن هدير الصواريخ والطائرات في الأجواء السورية أعلى من صوته وأكبر من “مملكته”.
وإذا كان الرئيس الحريري في مأزقٍ مادي، يمنعه حتى من إعطاء حقوق موظفيه، وسيمنعه حُكماً من التبذير على الناخبين خلال الإنتخابات النيابية القادمة، فهو عاجزٌ أيضاً عن المزايدة في كراهية النظام السوري على مُعين المرعبي وخالد الضاهر في عكار، وعلى أشرف ريفي في طرابلس، ومن الأفضل له عدم استخدام ملف النازحين السوريين إنتخابياً، وهو من الذين شرَّعوا تدفُّقهم الى لبنان عبر سياسات “أبواقه” خلال غيابه، وأن يُهاجم سوريا ويُطالب برحيل الأسد على خلفية ملف هؤلاء النازحين، ومن واجبه كرئيس حكومة، التواصل عبر القنوات الرسمية مع النظام السوري، والتمهيد لإعادتهم الى المناطق السورية الآمنة، ومن الأفضل له البقاء صائماً عن الأمور الإقليمية لأنه أعجز من أن يفطر على “أسد” عجِزت 80 دولة عبر إرهابييها عن إلتهامه…