أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ما لا تعرفونه عن جبران باسيل؟ (علا بطرس)

كُثُر يجهلون باسيل، وقلّة تعرفه. قوة هذا الرجل في عمله الصامت استغلّه البعض لحياكة الشائعات من حوله. سرّ نجاح الرجل أنّه يختلف عن الأنماط التقليدية لرجال السياسة اللبنانيين. حدوده السّماء، هاجسه الإنجاز، قراره النجاح. لم يلتفتّ يوماً الى ما كُتِب عنه أو قيل فيه. مترفّع عن السّهام وقدوة في المناقبية والتنظيم. يراه البعض قاسياً إن أشهر المعايير والضوابط في وجهه ويراه البعض الآخر جافاً إن لم ينساق لأهوائه. وحقيقة باسيل أنّه صادق مع الناس وشفاف لدرجة الصراحة القصوى وعلميّ التقييم لدرجة الرفض ودقيق النظرة والأشخاص دون خطأ تقدير.

أسلوب باسيل هو السّهل الممتنع. حدود اللعبة السياسية تقف عند عتبة الحقوق والدستور. الوطن يستلزم العمل والمطلوب الكثير لتحقيق الطموحات. الوقت عنده قيمة. محور تفكيره المغناطيسي يدور حول الجهد والطاقة ولا شيء يُمكن أن يلفت أذن رئيس التيار الوطني الحرّ إلا الأفكار الجديدة الخلاقة.

مفاوض شرس حتى النهاية وببراعة مبتكرة. كان له الدور في حياكة التفاهمات الوطنية بين التيار وسائر القوى السياسية. تمرّس في مدرسة الرئيس العماد عون الوطنية الذي أولاه الثقة… والنّهج. وقد قال عنه الرئيس العماد عون يوماً: “أرسلت الكثير بمهمات سياسية فقد كانوا يتكلمون عن أنفسهم إلا جبران باسيل فقد كان ينقل فقط ما كنت أريد إيصاله ويعود إلي بالجواب”.

في المشهد المعمّق من التاريخ السياسي الماروني، نَدُر ميشال عون. مجموعة تجارب في رجل واحد. انتصارات دون وهم وانكسارات دون هزيمة. من قائد منفيّ الى رئيس للجمهورية بمسارات شوك من النضال الصامد وإيمان في الحقّ أصلب من حجر الصّوان.  فكر ثاقب في الإستراتيجيا ودور لبنان الوطني والمشرقي بتاريخ عسكريّ منغمس في التراب والأرض والهوية. رؤية للدولة القوية عنوانها التغيير والإصلاح منذ العام 2005 مستبقاً حراك الشعوب في الإقليم العربي للمطالبة بالحرية، والتغيير والإصلاح. خطابه ضمير الأمة العربية للنهوض من أزماتها وسياسته الحوار والإنفتاح والإزدهار والتنمية والنمو والشباب والمرأة وحسن التمثيل ضماناً للإستقرار المستدام. إن وعد وفى وإن قال فعل. إنّه القائد والقدوة لشباب المستقبل.

وفي التاريخ السياسي اللبناني، قلّما سلّم مؤسس حزب الأمانة للخلف وهو في عزّ عطائه. إنّه رئيس التيار الوطني جبران باسيل الذي أثبت أنه “رجل دولة”. حقّق ما أراده الرئيس عون في القانون الإنتخابي باعتماد النسبية كضمانة للتمثيل الصحيح وأسقط بلاءاته الثلاث التمديد والستين والفراغ ولو على حساب حصة التيار الوطني كي يربح الوطن. فحمى بثقل التيار الشعبي صلاحيات الرئيس الدستورية فكان الخلف لخير سلف.

دافع باسيل عن حقّ المنتشرين في التمثيل وهو إصلاح نوعي يدمج لبنان المغترب بالمقيم داخل المؤسسات الدستورية. وقدّم بتصميمه أمثولة ذات مغزى أن الثبات في الموقف يحقّق الأهداف السياسية دون كلفة “دم” على الطائفة والوطن. فبات رئيس التيار الوطني قدوة لكافة التياريين لأن الوفاء والإلتزام لنهج المؤسس تجعل من التيار قوة ومناعة للدولة القوية. لتثبت كلّ التجارب والمحطات أن رؤية الرئيس العماد عون للتيار وللدولة تبقى هي الصائبة!

المصدر:  tayyar.org