* قانون “زواج المُتعة”، ثُمَّ الخيانة، ثُمَّ الطلاق بعد الإنتخابات!
– لا حاجة للدخول في تفاصيل قانون الإنتخاب، ولا الصوت التفضيلي ولا عتبة الفوز ولا احتساب الكسور، طالما أن الكلّ مُلزمٌ بمعارك تكسير عظم في مناطق، وإنكسار ذليل للخصم في مناطق أخرى، خاصة أن ردود الفعل السلبية الفورية جاءت من ثلاثة إقطاعيين سياسيين، هُم مع حفظ الألقاب والإحترام: وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وسامي الجميل، لأن تقسيمات الدوائر دارت بالدائرة عليهم!
جبل لبنان أربع دوائر: (بعبدا)، (جبيل وكسروان)، (عاليه والشوف)، (المتن).
الجنوب ثلاث دوائر: (الزهراني وصور)، (جزين وصيدا)، (النبطيّة، بنت جبيل، مرجعيون وحاصبيّا).
البقاع، ثلاث دوائر: (زحلة)، (البقاع الغربي وراشيّا)، (بعلبك الهرمل).
الشمال، ثلاث دوائر: (عكار)، (طرابلس المنية والضنيّة)، (الكورة، زغرتا، بشري والبترون)
بيروت، دائرتان: (الأشرفيّة الرميل والصيفي)، و (رأس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة والباشورة)
زواج المُتعة والتكاذب سيحصل في التحالفات الإنتخابية، والخيانة ستكون خلال يوم الإنتخابات، والطلاق بعد النتائج، أمور واقعة لا محالة، لأن التقسيمات جاءت كما المَزَارع، ولأن الناخبين هُم أنفسهم، وفي أي قانون ضمن القيد الطائفي والوجود المناطقي، باقُون تحت رحمة وسلطان أصحاب المزارع.
من جبل لبنان نأخذ مثالاً، دائرة (الشوف وعاليه)، زواج متعة بين جنبلاط، وكلّ من، القوات والتيار الوطني الحر والقوميين وطلال إرسلان ووئام وهاب، وزواج المتعة الأصعب هو في مُصالحة مع سعد الحريري لكسب أصوات إقليم الخروب، وضمان الفوز بالمقعد الدرزي في بيروت والمقعد الدرزي في البقاع الغربي اللذين يعتمدان على أصوات السنَّة.
من الجنوب، نأخذ دائرة (جزين صيدا)، وزواج متعة للتيار والقوات مع تيار المستقبل وحركة أمل، ليبقى للمسيحيين نواب في جزين!
من البقاع، نأخذ دائرة (زحلة)، وما على وريثة الإقطاع ميريام سكاف سوى التحالف مع الأحزاب وأن ترضى بمقعد وحيد لها، كي لا تتكرر مأساة الإنتخابات البلدية الأخيرة.
من الشمال، بكل دوائره، سنشهد حفلات جماعية لزواج المتعة، الحريري سيدفع ما فوقه وتحته لمواجهة إسلاميي خالد الضاهر ومعين المرعبي في عكار، وسينضمّ إليه في طرابلس بمعركة كسر عظم، كلٌ من الميقاتي والصفدي وكرامي وكبارة، للإنتقام من ظاهرة أشرف ريفي الذي كسَّر العظام في الإنتخابات البلدية، والمُضحك أيضاً في الشمال هو زواج المتعة بين مسيحيي بشرِّي وزغرتا، وتحديداً بين الحكيم والبيك!
من بيروت لا حاجة لأمثلة، لأن الرئيس سعد الحريري ارتضى من أجل “رهجة” كرسي رئاسة الحكومة، أن يُضحِّي بمقاعد نيابية عبر تقسيم بيروت الى دائرتين بدلاً من ثلاث، ما دام الرجل نال مُبتغاه الشخصي وحقَّق الحلم الممنوع، وعاد الى السراي والى الزعامة السنِّية، مقابل وصول فخامة الرئيس عون الى بعبدا كشرطٍ شخصي من السيد نصرالله.
وفي المُحصِّلة الأولية، فإن النائب جنبلاط ولو نال ما يريد بجعل الشوف وعاليه دائرة واحدة، لكنه مغتاظ، لأنه مضطر الى مهادنة الجميع للحفاظ على وزنه في الجبل، ووجوده الرمزي عبر نائب في بيروت ونائب في البقاع الغربي، و”متمرِّد المردة” في زغرتا مُجبرٌ على الإنكسار الى “حكيم بشرِّي” لمواجهة الغضب الإرتدادي العوني عليه، ويبقى استياء فتى الكتائب الخائب، الذي لن يحظى سوى بمقعده في المتن، لأن زمن “عالصخر منحفر كتائب” لم يعُد مُتاحاً سوى على صخور بكفيا والجوار…