عَ مدار الساعة


أخبار عالنار – أمين أبوراشد

* الديمقراطية الصادقة في بريطانيا وفرنسا، وديمقراطية التكاذب في لبنان!

– قال الشعب البريطاني كلمته، وخسِر حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا الغالبية البرلمانية خلال الإنتخابات التي حصلت منذ أيام، وفَقَد تسعة عشر مقعداً من أصل المقاعد التي كانت تخوِّله تشكيل الحكومة منفرداً، وما على رئيسة الحكومة تيريزا ماي سوى خيار من إثنين: تشكيل حكومة أقلِّية تتواجه يومياً مع برلمان لا تمتلك الغالبية فيه، أو تشكيل حكومة إئتلافية مع أحد الأحزاب الصغيرة لتواجه الخصم التقليدي الذي هو حزب العمال، ولتتمكن من الحُكم بسلاسة دون مواجهات تُعرقل العمل الحكومي.

وفي فرنسا، اكتسح حزب “الى الأمام” الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، الغالبية الساحقة في الدورة الأولى من انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان)، وأمَّن لنفسه ولحزبه الأكثرية التي سوف تتعزز بالدورة الثانية خلال الشهر الجاري، وبالتالي، حرية العمل وتنفيذ الخطط الإصلاحية التي تضمنها برنامجه الرئاسي، مع حفظ حق المعارضة في أداء دورها ضمن حجمها الذي حدَّده الشعب الفرنسي، رغم أن أحزاباً عريقة غابت عن الساحة السياسية بعد مرور 60 عاماً على تبادل الحكم فيما بينها.

وعلى سيرة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، ندخل الى لبنان، لنُقارن بين 800 ساعة لأعمال التشريع عقدتها الجمعية الفرنسية عام 2012، في مقابل 4 ساعات للبرلمان اللبناني، وعلى المواطن عندنا، أن يحتسب كلفة “العاهات” التي تسكن ساحة النجمة دون أي “شغلة ولا عملة” بما فيها إقرار قانون إنتخاب بعد تمديد ولايتين كاملتين، وغياب أي دور أو كلمة للشعب اللبناني في هذا الإطار، لأن الدستور اللبناني المرموق لا يسمح باستفتاء الشعب.

ومع طبخة البحص في طنجرة قانون الإنتخاب تحت أيدي أكذب الطبَّاخين، يُعِدُّ الشعب اللبناني كل يوم طنجرة “المغلي” منذ العام 2008، والمولود الجديد لم يخرج الى الدنيا بعد، لأن العملية القيصرية تستوجب “تدوير زوايا”، و”بلورة تفاصيل”، و”لمسات نهائية”، و”ضمانات تطبيق”، وهي تعابير تقيأ منها الشعب اللبناني، ولأننا في شهر رمضان المبارك، ولأن “جاط الفتوش” هو سيِّد مائدة الإفطار، فإننا قادمون على مجلس نيابي أشبه بجاط الفتوش ولكن، من المُعِيب أن يوضَع على مائدة الوطن، لأن سبعين بالمئة من مواده باقية من التسعينات وال 2005 و ال 2009، “وخذوا على فتُّوش”، من خُضارٍ متعفِّنة كما بقايا نفايات مطمورة، وخبزٍ يابسٍ وبهارات مسمومةٍ كما خطابات بعض رجال الدين وإقطاعيي السياسة، و”فتُّوش رح ناكل”…