– “نكران الذات” لتحييد البشرية عن حافة الدمار وحرب الجميع ضدّ الجميع
بتصرّف زينا طالب –
نحن نسير قدماً نحو عصر يفهم فيه الإنسان الذرَّة على حقيقتها… وسوف تدرك عقول عامة البشر أيضاً ان الذرَّة ليست سوى كهرباء مكثفة ( coagulated electricity) ، كما ان الفكر أيضاً يتألف من نفس هذه المادة.
قبل نهاية الحقبة الخامسة من حضارتنا الحالية ( 1413-3573 م ) سوف يصل العلم إلى المرحلة التي سيكون فيها الإنسان قادراً على اختراق حقيقة الذرَّة الكاملة.
عندما يتم فهم وإدراك أوجه التشابه في المادة بين الفكر والذرَّة ، فإن طريقة السيطرة على القوى الكامنة في الذرَّة سوف تكشف قريباً ولن يكون هناك شيء يتعذر بلوغه بالنسبة لطرق معينة خاصة للعمل فيها .
لنقول- أن رجلاً واقفاً هنا، سيكون قادراً عن طريق الضغط على زر مخبأ في جيبه أن يفجر بعض الأشياء على مسافة بعيدة ، لنفترض هامبرغ ! تماماً كما من خلال إنشاء “موجة – حركة” هنا والتسبب في اتخاذ شكل محدد في مكانٍ آخر، التلغراف اللاسلكي هو ممكن ، لذلك إن ما أشرت إليه للتو سيكون ضمن قدرة الإنسان عندما تكون الحقيقة الروحية أي أن الفكر والذرَّة يتكونان من نفس المادة قد وضعت تحت العمل التطبيقي .
يستحيل تصور ما يمكن أن يحدث في هذه الظروف إذا لم تتوصل البشرية إلى مرحلة “نكران الذات” . إن بلوغ “نكران الذات” هو وحده سيحيد البشرية عن حافة الدمار . سقوط عصرنا الحالي سيكون سببه إفتقار وإنعدام الأخلاق .
إن عصر الليموري قد إنتهى بكوارث نارية، كما تم خراب قارة الأطلنتس بواسطة فيضانات هائلة، أما عصرنا الحالي سوف يدمر عن طريق “حرب الجميع ضد الجميع” التي يديرها الشرير .
البشر سوف يدمرون بعضهم بعضاً في خلاف وصراع متبادل، والشيء الذي سيكون مأساوياً أكثر من مأساة الكوارث الأخرى هو أن اللوم سيقع على البشر أنفسهم …
***
رودولف شتاينر (1861- 1925): مفكر ، فيلسوف مسيحي، عالِم، وفنان ومؤسس الحركة الروحية “أنثروبوسوفيا”، وهي فلسفة باطنية نشأت من الفلسفة المتعالية الأوروبية ومع صلات في الفكر التصوفي.