عَ مدار الساعة


أخبار عالنار – أمين أبوراشد

* قوى الأمن الداخلي، نحتفل معكم بعيدكم، لكننا لن نحمل لكم المباخر!

– لمناسبة عيدها الـ 156 ، تُقيم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يوم الجمعة الواقع فيه 9/6/2017، احتفالاً في ثكنة اللواء الشهيد وسام الحسن – ضبية.

وإننا إذ نتقدَّم من مؤسسة قوى الأمن قيادة وضباطًاً وأفراداً، بأصدق التهاني والتمنيات، فلأنها مؤسسة وطنية لبنانية بامتياز ونحن نُفاخر بها، والأزمة التي نُعانيها معها كشعبٍ لبناني، لا ترتبط بالمؤسسة وكيانها البشري وولائها ومناقبية عناصرها، بقدر ما ترتبط بقرارات سياسية تحكم كل المؤسسات الحكومية بعقلية المزرعة، ولنا على الدولة – ونحن نأمل بلوغ حُلم الدولة –  حق المطالبة بتعزيز دور مؤسسة قوى الأمن الداخلي، لأن الصراحة مطلوبة، ولسنا لا من جماعة التكاذب، ولا نحن من حَمَلَة المباخر.

أولاً: ثلاثة من وزراء الداخلية الذين تعاقبوا مؤخراً، بارود وشربل والمشنوق، أجمعوا على ضرورة زيادة عديد قوى الأمن الداخلي، لأن 5 آلاف عنصر مُفرزون لأمن السفارات ومواكبة الشخصيات!

حماية السفارات واجبنا، وأمن الشخصيات أيضاً ولكن نأخذ مثالاً واحداً، مدير عام قوى أمن داخلي سابق، وبسبب تموضعه السياسي، ونزوله عن عرش وطني في قيادة قوى الأمن الى الزواريب المذهبية، يُفرَز له 60 عنصر حماية، برواتبهم وملحقاتها والعلاوات والبدلات والتقاعد والتعويضات؟ ومن أجل ماذا؟، لحماية من عرَّض مدينته وجوارها لأخطر حربٍ أهلية مذهبية لولا الجيش اللبناني ووعي الشعب كانت ستتمدد وتحرق الوطن.

مدير عام سابق بمواقف مناقبية تنسجم مع المدرسة العسكرية، لا يجب أن يكون بحاجة لأكثر من أربعة عناصر لأمنه، لأن الأمن ليس لحماية الإستعراضات الإنتخابية ولا العراضات الشخصية، ولا دور رجال الأمن مرافقة الست والأولاد وأعمال السخرة للعائلة والأقارب والجيران!

ثانياً: الأمن الداخلي هو للسهر على أمن الناس ليس فقط ليلة رأس السنة، وعندما تغدو مناطق السهر أوكاراً للمخدرات والدعارة وارتكاب الجريمة، وعندما يتساقط شباب بعمر الورود على الطرقات وبشكلٍ يكاد يكون يومياً، فإن انتشار أماكن تواجد  أمنية ثابتة على جوانب الطرقات الرئيسية، دون أن تُقيم الحواجز، مهمتها المُطاردة عند اللزوم، ولتكون ملاذاً لبريءٍ مُطارد مثل المهندس روي الحاموش، الذي قضى على أيدي أقذر الناس أخلاقاً وآدمية…

بإسم دماء روي الحاموش، ودموع أمِّه وأقاربه، وحرقتنا جميعاً على فلذات نزرعهم في هذا الوطن أحلاماً، ونعيش عمرنا من أجل عمرهم، حرامٌ لدولة تحتفل بعيد قوى الأمن، أن تكون بلا دولة وبلا قوة وبلا أمن، وأولادنا الذين يتساقطون على الطرقات لم نأتِ بهم من على الطرقات !!!!