– في التربية نبني البشر وبدون بناء البشر لا قيمة لبناء الحجر
كلمة مسؤول المكتب التربوي في التيار روك مهنّا في العشاء السنوي الأوّل 2 حزيران 2017:
حضرة رئيس التيار الوطني الحرّ معالي الوزير جبران باسيل، معالي وزير التربية السابق الياس بو صعب، نائب رئيس التيار معالي الوزير نقولا الصحناوي، المديرون العامون، عمداء الكليات، الدكاترة، الأساتذة المحترمون والآباء الأجلاّء.
أيّها الحضور الكريم…
نلتقي هذا المساء في العشاء السنوي الأوّل للمكتب التربوي في التيار بعدما تحوّل نضالنا الطالبي إلى المأسسة التربوية. وفي الحالتين، كان القطاع التربوي رائدًا في الوطنية إن من خلال التحركات الطالبية في زمن ما قبل عودة العماد ميشال عون وإن في تربية الأجيال على حبّ الوطن وعلى العلم الّذي يشكّل المدماك الأساسي في تطوّر أيّ بلد وتقدّمه.
لقد شكّل الطلاب والأساتذة حالة متقدّمة في الدفاع عن لبنان وحمايته. كيف لا؟ وقطاع التربية يشكّل الجيش الثاني في وطننا والوجه الآخر للدفاع عنه في كلّ المراحل. دفاعٌ ميداني في التظاهرات الّتي أدت إلى تحرير لبنان وتحقيق سيادته وإبقاء الشعلة مُضاءة وعودة الوطن إلى الوطن، ودفاع بالقلم والكتاب وحماية الفكر والتعليم والتربية الّتي هي رأسمالُنا الحقيقي. فالأدمغة هي سلاحنا لنشر الفكر والتطوير الثقافي والتقدّم العلمي الّذي يحقّق وفق الدراسات بنسبة نمو إقتصادي تصل إلى 10%. إنّنا في التربية نبني البشر وبدون بناء البشر لا قيمة لبناء الحجر… إنّنا في التربية نبني النفوس وبدون بناء النفوس لا قيمة للفلوس… إنّنا في التربية قديسو هذا الوطن لأنّنا نحمل رسالة فالتربية ونقولها بوضوح رسالة وليست مهنة تقليدية. وعندما نصنّفها في خانة المهن إنّما نقضي على قدسيتها وعلى جوهرها.
ولأنّ التربويين هم رسل وقديسون، من واجبنا أن نؤمّن لهم أبسط حقوقهم في العيش الكريم لأنّنا حين نعطي التربويين حقوقَهم إنّما نقدّم للوطن بأكمله حقّه في الوجود والإستمرار والتطوّر. ولذلك فإنّنا نطالب بإقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة لهم كما للعسكريين، فهؤلاء معًا يشكّلون خط الدفاع الأول عن لبنان وعن اللّبنانيين. وندعو المسؤولين إلى مزيد من الإستثمار في التربية لأنّ هذا الإستثمار سيرتدّ على لبنان خيرًا بالبشر والحجر على حد سواء. وكلّ الدراسات تؤكّد أنّ الإستثمار في التربية هو حجر الأساس في تقدّم البلدان وازدهارها وتطوّرها ونمّوها…
فالتربية هي أخلاق وعلم وبلا أخلاق وبلا علم لا يمكن أن تُبنى الأوطان ويقول سقراط: “التربية للإنسان أهم من خبزه وثوبه.”
وفي الختام، لا يسعني إلاّ أن أشكر التربويين الّذين يناضلون باللحم الحيّ ليبقى لبنان وطنًا حيًّا، وشكرًا للتيار الوطني الحرّ الّذي يولي التربية الإهتمام اللازم وهو يثبت بذلك أنّه حزب حضاري وأنّه حزب رَسولي ووطني بكلّ ما للكلمة من معنى وشكر خاص لأعضاء المكتب التربوي في التيار الّذين يشكّلون فريقًا متجانسًا يبذل كلّ جهد ممكن لتطوير قطاع التربية في التيار الوطني الحرّ و في لبنان.
عشتم، عاش التيار الوطني الحرّ، عاش قطاع التربية ليعيش لبنان!