أكَّد الصحافي ومنسق الأبحاث في “معهد الدراسات المستقبلية” ميشال نجيب أبو نجم أنْ على مسيحيي المشرق الإتكال على ذواتهم أولاً لمواجهة التحديات التي يواجههونا، نظراً لأنْ الدول الكبرى لا تنظر إليهم كقيمة استراتيجية مضافة، مشيراً إلى أنَّ خيار بقائهم في أوطانهم مسؤولية المسلمين وخيارهم. ورأى أنْ لا بد لهم من اعتماد المقاومة المسلحة ضد الإرهاب حين تكون الدولة في حاجة إلى مساندة كما في العراق وسوريا، مشيراً إلى أهمية إراحة مكونات المجتمعات عبر تحقيق تمثيلٍ سياسي صحيح للمجموعات حفاظاً على التنوع، بالتوازي مع تمثيل المواطنين الأفراد.
وشدَّد أبو نجم في حوار ل”إذاعة لبنان” مع الإعلامية كاتي يمين إلى أنَّ استهداف المسيحيين وأقليات المشرق هو نتيجة طبيعية للسماح بانتشار التطرف والفكر التكفيري، لكنّه في الوقت نفسه وسيلة لضرب الدول الوطنية القوية وتفتيتها تحقيقاً للمصالح الإستراتيجية للقوى الكبرى في المنطقة، كما يحصل في مصر وغيرها من الدول القائمة على البعد الوطني لا الديني.
ولفتَ إلى أهمية دور رجال الدين المسلمين في تبيان البعد العبادي والأخلاقي للدين الإسلامي لمواجهة استخدام النصوص الدينية في شكلٍ مشوّه وتجفيف منابع التطرف، وأضاف أنَّ الحل النهائي بالوصول إلى دول علمانية تحترم الأديان لكنّها تؤمن العدل والحقوق لجميع المواطنين. وأكّد أهمية التربية والإعلام في مواجهة التطرف والترويج للإعتراف بالآخر المختلف وحقوق الإنسان والحرية، مشدداً على أنَّ للنظام الديموقراطي أسس واضحة وليس صندوق اقتراع يستخدمه المتطرفون لإقصاء المختلفين عنهم في الرأي.