– الحجب السعودي” لـ”tayyar.org” غير مفهوم والعودة عن الخطأ فضيلة! (علا بطرس)
شكّل حجب الموقع الإكتروني للتيار الوطني الحرّ المعروف ب”tayyar.org” من قبل المملكة العربية السعودية بحجّة أنّه مخالف ل”أنظمة وزارة الثقافة والإعلام” تساؤلات دون أجوبة عن حقيقة الأسباب والتوقيت خاصّة أنّ الموقع ملتزم بالأنظمة والقوانين المرعية الإجراء، وهو المصنّف في المرتبة الأولى لبنانياً من حيث تنوّع الأخبار ودقّة نشر كل المواقف السياسية دون استثناء، ولم يتحوّل منصّة ضدّ أيّة جهة خارجية في تاريخه. فليس من قبيل المصادفة أن فكرة تأسيس الموقع انطلقت من مجموعة شبان لبنانيين في باريس في العام 2002 كبديل عن الإعلام التقليدي لنشر المعلومات المرتبطة بالسيادة ومرحلة النّضال ضدّ الوصاية السورية في حينه. ومع ذلك، لم تستطع سلطة الوصاية (1990- 2005) حجب الموقع الإلكتروني بفعل مهنيته وثوابت أساسية التزم بها تتعلّق بمصلحة لبنان ضمن محيطه العربي وحريّة الرأي والتعبير.
هذا في الشقّ الإعلامي، أما السياسي منه فقد لبّى الرئيس ميشال عون زيارة المملكة العربية السعودية كأوّل زيارة خارجية له، وهو شيء جديد بخرق العرف التقليدي للرؤساء بزيارة فرنسا. وفي الخطوة رسالة واضحة أرادها رئيس البلاد في التأكيد أن لبنان ابن بيئته العربية لما للمملكة العربية السعودية من دور في تعزيز استقرار لبنان ماضياً وحاضراً، حتى أن الإصلاحات التي أُدخِلت على الدستور اللبناني وأوقفت الحرب الأهلية فيه صيغت على أرض المملكة فباتت “وثيقة الوفاق الوطني” تُسمّى ب”اتفاق الطائف” الذي ما زال منتظم العمل السياسي في البلاد. وكانت ملفتة مبادرة المملكة العربية السعودية لتهنئة الرئيس عون بانتخابه بعد شغور سنتين ونصف في الموقع الأوّل وفي تأكيدها الدائم أن الإنتخاب “شأن داخلي لبناني”.
أما رئيس الدبلوماسية اللبنانية جبران باسيل فقد كان له الدور في إقرار بند “التضامن” من قبل الأشقاء العرب الذي كان انجازاً للبنان قبل القمة العربية في الأردن في آذار الماضي حيث شارك بوفد موحّد يرأسه رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة سعد الحريري إلا أن الأصوات الداخلية الشاذة عن منطق التوافق العام تبقى كامنة، وهي تلعب بشكل رخيص لتعكير علاقة لبنان ومصلحته الحيوية مع محيطه، غير عابئين بتقويض الإستقرار فيه لما له من خصوصية على صعيد التوازنات المجتمعية. وقد أكّد وزير الخارجية جبران باسيل أنّ السياسة الخارجية التي يعتمدها لبنان تقوم على “خطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه” وهو موقف أشاد به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأنّه “موقف صحيح”…
وبما أن لبنان حصد تفهّم الأشقاء العرب لخصوصيته، تبقى إعادة النّظر في “الحجب” مسألة أدبية ومهنية مطلوبة لأنّ التيار الوطني سقفه الحرية والثوابت اللبنانية!
المصدر: tayyar.org