تفاصيل تقرير لجنة الفاتيكان برئاسة الكاردينال رويني + تدخل مجلس العقيدة والإيمان ثم تدخّل البابا (الحركة المريمية في الأراضي المقدسة)
تحدّث البابا فرنسيس مراراً خلال الحديث الصحفي – في طريق عودته في الطائرة من فاطيما الى روما – عن تقرير رويني. من هو رويني وماذا يوجد بالتحديد في تقريره الشهير؟
الكاردينال كاميليو رويني كان من المعاونين المقرّبين للقديس البابا يوحنا بولس الثاني. في السنوات 1991-2008 كان النائب الأسقفي لروما. ثم عيّنه البابا أميناً عاماً لمؤتمر الأساقفة. كلّفه البابا بنديكتوس السادس عشر بترأس لجنة التحقيق في ظهورات مديوغوريه. وقد أنتهى عمل اللجنة في بداية عام 2014 حيث رفع الكاردينال رويني تقريراً بنتائج الدراسة إلى مجمع العقيدة والإيمان برئاسة الكاردينال مولر. عن هذا التقرير ونتائج التحقيقات هذه قال البابا فرنسيس أنها جيّدة، جيّدة جدّاً (molto, molto buono).
إذاً فالنتائج التي توصّل إليها لجنة الفاتيكان كانت مؤيّدة لصحة الظهورات أقلّه في الفترة الزمنيّة الأولى منها. أمّا بخصوص الظهورات في إيامنا هذه، (الظهورات مستمرة لفيتسكا، ماريا وإيفان الذين لم يتلقّوا بعد السر العاشر، وتتلقى ميريانا ظهوراً شهرياً كل 2 من الشهر) فالتقرير أقلّ إيجابية.
هكذا كان تصويت أعضاء لجنة الفاتيكان التي ترأسها الكاردينال رويني: 13 صوتا لصالح الاعتراف بالطابع الخارق للظهورات السبعة الأولى في مديوغوريه، وصوتاً معارضاً واحد، وواحد «ممتنع»، الذي سيدلي بجوابه النهائي في وقت لاحق. أما بشأن الظهورات من نهاية عام 1981 وحتى اليوم فغالبية الأصوات لا تزال معلّقة اي لم تعطِ اللجنة القرار النهائي بشأنها وهي تطرح بدلاً من ذلك، العديد من الشكوك.
وقد ذكر البابا فرنسيس هذا التقرير في المؤتمر الصحفي عند رحلة العودة من فاطيما عندما كشف عن وجوب التمييز بين الظهورات الأولى والأحداث اللاحقة قائلا: «اللجنة كانت مؤلفة من لاهوتيين بارعين، وأساقفة وكرادلة بارعين، بارعين جدّاً. تقرير الكاردينال رويني كان ممتازاً.» ومن المعروف أن التلميح الذي تجلّى في كلمات البابا عن الثمار الروحية والارتدادات هو إيجابي: «الحقيقة الروحية، الحقيقة الراعوية. أناس يذهبون الى هناك ويعودون الى الإيمان، أناس يلتقون الرب وتتغير حياتهم.» ولكنه سلبي فيما يتعلق بالظهورات الحالية: «أنا أفضل العذراء كأمّ، امنا نحن، وليس كإمرأة رئيسة مكتب البريد التي تبعث برسالة كل يوم».
https://www.youtube.com/watch?v=2BPyu8meYrg
لجنة أرادها راتزينجر
استجابة لمشيئة البابا بنديكتوس السادس عشر أُنشِئت لجنة برئاسة الكاردينال رويني. في 17 آذار 2010 واستمرّت حتى 17 كانون الأول 2014. بالإضافة الى الكاردينال رويني ضمّت اللجنة 17 عضواً من الكاردينالات واللاهوتيين والعلماء. كانت مهمتهم «جمع وفحص جميع المواد» حول مديوغوريه وتقديم «تقرير مفصّل» يليه تصويت الأعضاء حول «حقيقة وجود ظاهرة الخارقة للطبيعة في الظهورات أو عدم وجودها فضلا عن إيجاد أنسب الحلول الراعوية للظاهرة».
أعضاء اللجنة والخبراء هم:
1– الكاردينال كاميليو رويني – رئيس اللجنة
2– الكاردينال جوزيف تومكو
3– الكاردينال فينكو بوليك
4– الكاردينال جوزيف بوزانيتش
5– الكاردينال جوليان هيرانز
6– الكاردينال أنجلو أماتو
7– عالم النفس طوني أناتريللا
8– اللاهوتي بييرأنجلو سيكييري
9– اللاهوتي فرانجو توبيك
10– اللاهوتي ميهالي زينتمارتوني
11– اللاهوتي نيلا غاسبار
12– اللاهوتي المريمي سيلفاتوري بيريللا
13– عالم الأنثروبولوجيا أكيم شوتز
14– الخبير بالقوانين الكنسية ديفيد جيغر
15– رئيس مجمع دعاوى القديسين زازيسلاو جوزيف كيجاس
16– عالم النفس ميجو نيكيتش
17– مسؤول رسمي من مجمع العقيدة والإيمان كريستوف نيكيل
https://www.youtube.com/watch?v=44VUEknj-jE
في كنيسة مار أنطون في يافا، خلال زيارة الرائية فيتسكا إلى الأراضي المقدسة. 23/8/2013
اجتمعت لجنة الفاتيكان 17 مرة وفحصت جميع الوثائق المودعة في الفاتيكان، وأبرشية مديوغوريه، وأرشيف الدوائر السريّة ليوغوسلافيا السابقة. واستمعت اللجنة إلى الرؤاة والشهود المعنيين، وفي نيسان 2012، أجروا تحقيقاً في قرية مديوغوريه.
النتائج الإيجابية في الظهورات الأولى
لاحظت اللجنة اختلافاً واضحاً جداً بين بداية الظاهرة وتطورّها التالي، وقررت بالتالي إصدار تصويتين مختلفين على مرحلتين مختلفتين: التصويت الأول تناولت الأيام السبعة الأولى من الظهورات التي تمّت بين 24 حزيران و 3 تموز 1981، والتصويت الثاني تناول كل ما حدث في وقت لاحق. فجاءت نتيجة التصويت كالتالي: 13 صوتا لصالح الاعتراف بحقيقة الطبيعة الخارقة للرؤى الأولى، وصوت واحد معارض، وصوت واحد «ممتنع»، الذي سيدلي بجوابه النهائي في وقت لاحق.
بحثت اللجنة ووجدت بأن الرؤاة الستّة كانوا طبيعيين جسدياً، وأنّهم فوجئوا بالظهور، ولم يكن هناك تأثير على ما شاهدوه لا من قِبل الفرنسيسكان في الرعية أو أي من قبل أي أمور أخرى. وأظهروا ثبات في قول ما حدث على الرغم من أن الشرطة اعتقلتهم وهدّدت بقتلهم. ورفضت اللجنة أيضا فرضية وجود أصل شيطاني للظهورات..
https://www.youtube.com/watch?v=6NhvN3sdcvY&feature=youtu.be
الشكوك حول تطوّر هذه الظاهرة
فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الظهورات، لاحظت اللجنة التدخّل الشديد الناجم عن النزاع بين الأسقف والفرنسيسكان في الرعية، فضلا عن حقيقة أن الظهورات كان يتم الإعلان عنها مسبقاً وبرمجتها بشكل فردي لكل واحد من الرؤاة مع استمرار تكرّر الرسائل.
استمرّت هذه الرؤى على الرغم من أن الأولاد قالوا إنها ستنتهي، ولكن هذا لم يحدث قط. ثم هناك قضية «الأسرار» ذات الطابع المروع نوعاً ما، والتي يدّعي الرؤاة أنها كُشفت لهم من خلال الظهورات. في المرحلة الثانية هذه، صوتت اللجنة على مرحلتين. الأولى، أخذت بعين الاعتبار الثمار الروحية في مديوغوريه ولكن تركت جانباً سلوكيات الرؤاة. في هذه المرحلة، اتّفق 3 أعضاء و3 خبراء أن هناك نتائج إيجابية، وقال 4 أعضاء و 3 خبراء أنها مختلطة، لكن معظمها إيجابي، وأعلن الخبراء الثلاثة الباقين أن هناك آثار إيجابية وسلبية مختلطة.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار، بالإضافة إلى الثمار الروحية، سلوكيات الرؤاة، فإن 8 أعضاء و 4 خبراء يعتقدون أنه لا يمكن حسم الرأي، في حين صوت عضوان آخران ضد الطبيعة الخارقة للظاهرة.
الحل الراعوي
بعد أن لاحظت اللجنة أن رؤاة ميديوغوريه لم تتم متابعتهم من الجانب الروحي على نحو كاف، الى جانب حقيقة أنهم لم يعودوا مجموعة واحدة منذ زمن طويل، فقد أقرّت اللجنة نهاية الحظر المفروض على الحجّ المنظّم في مديوغوريه. وبالإضافة إلى ذلك، صوّت 13 عضواً وخبيراً من أصل 14 عضو لصالح تشكيل «سلطة تخضع للكرسي الرسولي» في مديوغوريه، بالإضافة الى تحويل الرعيّة الى مزار رسولي.
قرار يعتمد على أسباب رعائية – رعاية الملايين من الحجاج، وتجنب تشكيل «الكنائس المتشابهة»، والوضوح بشأن القضايا الاقتصادية – والتي لن توحي بالاعتراف بالطبيعة الخارقة للظهورات.
أشخاص يراقبون عيون الرؤاة يجولون بينهم – سنة 1984
شكوك مجمع العقيدة والإيمان
ذكرها البابا فرنسيس في اللقاء الصحفي الذي تم على متن الطائرة. لقد أعرب مجمع العقيدة والإيمان بقيادة الكاردينال جيرهارد لودفيج مولر عن شكوكه حول هذه الظاهرة وعن تقرير رويني، الذي اقترح مساهمة موثوقة ليتم مقارنتها بآراء وتقارير أخرى. في عام 2016 تم استدعاء أعضاء «فيريا كوارتا»، للإجتماع الشهري لأعضاء ديكاستري، لمناقشة قضية مديوغوريه وتقرير رويني.
كل من الكرادلة والأساقفة أعضاء الفيريا كوارتا استلم نسخة عن تقرير رويني لكن أُرسل لهم أيضاً تقارير أخرى من مجمع العقيدة والإيمان. بحيث طُلب من الأعضاء الإدلاء بآرائهم.
إلا أن البابا فرنسيس، الذي يحترم ويُقدّر تقرير رويني، لم يرغب في أن يُطرح التقرير في «المزاد العلني»، فطالب أن تُرسل إليه آراء أعضاء فيريا كوارتا مباشرة إليه. وهذا بالضبط ما حدث.
قرار البابا فرنسيس
بعد دراسة تقرير رويني وآراء أعضاء مجمع عقيدة الإيمان، قرر البابا أن يعهد إلى الأسقف البولندي هنريك هوسير «مهمة خاصة من الكرسي الرسولي»، «لاكتساب معرفة أكثر تعمّقاً عن الوضع الرعوي» في مديوغوريه، وقبل كل شيء، «دراسة احتياجات المؤمنين الذين يقومون بالحج إليها» و «اقتراح مبادرات رعوية للمستقبل». بحلول صيف 2017 سوف يُقدّم المندوب الرسولي الأسقف البولندي نتائج عمله الى البابا الذي بدوره سوف يتخذ القرار!
لقراءة الخبر من المصدر: (إضغط هنا)