أسقط الجيش العربي السوري مع بداية استكمال عمليته العسكرية في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي توقفت نهاية آذار الفائت، بلدة المهدوم أهم وأكبر معقل لتنظيم “داعش” غرب مدينة مسكنة التي تشكل بوابة مدينة الطبقة (40 كيلو متر لجهة الشرق).
وبين مصدر ميداني لـ “الوطن أون لاين” أن الجيش بمساعدة الحلفاء أحكم سيطرته بشكل كامل اليوم الأربعاء 10 أيار على المهدوم التي ستسهل عملية السيطرة على مسكنة بعدما جهز قواته لمثل هكذا عمل عسكري.
وبدا أن الوجهة الأولى من استئناف عملية الجيش انطلاقاً من الريف الشرقي لدير حافر هي بلدة مسكنة للوصول إلى ريف الرقة الغربي حيث الطبقة (الثورة) وسد الفرات الذي أعلنت ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة أمريكيا سيطرتها الكاملة عليهما معا مساء اليوم بعد معارك ضد تنظيم داعش استمرت أكثر من 50 يوما.
ورأى خبراء عسكريون تحدثوا لـ “الوطن أون لاين” أن الجيش يستهدف بالدرجة الأولى تطهير كامل التراب السوري ومنه شرق حلب من رجس تنظيم “داعش” وأن الهدف من عمليته في ريف حلب الشمالي الشرقي هي طرد التنظيم مما تبقى له من معاقل فيه وليس بغية الوصول إلى الحدود الإدارية للرقة للمشاركة في عملية التحالف التي تقوده واشنطن لتحرير مدينة الرقة من التنظيم، كما أشيع سابقاً.
وقالت المصادر أن الظروف في الشهرين الماضيين حالت دون استئناف الجيش عمليته في المنطقة الحيوية شمال شرق حلب بسبب حاجته إلى إرسال تعزيزات إلى ريف حماة الشمالي الذي تقدمت فيه الميليشيات المسلحة بزعامة “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حالياً) والتي تشكل معظم قوام “هيئة تحرير الشام”، ولفتوا إلى أن استعادة الجيش لجميع المناطق شمال حماة والتقدم إلى مناطق جديدة وفرت له الظروف الملائمة لانطلاق عمليته في ريف حلب الشمالي الشرقي من جديد.
وبين الخبراء أن بإمكان الجيش السوري مواصلة زحفه من ريف دير حافر الجنوبي نحو بلدة خناصر لتأمين ريفها الشرقي من محاولات تسلل “داعش” لقطع الشريان البري الوحيد المغذي لحلب والقادم من حماة “وباستطاعة الجيش التقدم في البادية السورية لملاقاة وحداته التي تقدمت على طريق “أثريا – الرقة” الدولي لإنهاء الوجود المسلح للتنظيم في مساحة جغرافية واسعة تشكل عقدة مواصلات له في وسط البلاد”، على حد قول أحدهم.