أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


المفاوضات مع النصرة تُحدّد ساعة الصفر لمعركة جرود عرسال والقلمون

كشفت معلومات للميادين نت أن توقيت المعركة مرتبط بنتائج المفاوضات غير المباشرة مع جماعات مُسلّحة، ومنها جبهة النصرة للتوصّل إلى اتفاق يسمح بمغادرة عناصرها الجرود إلى الداخل السوري، وتحديداً إلى إدلب على غرار الاتفاقات التي جرت في أكثر من منطقة سوريّة في الفترة الأخيرة.

ومنذ بدء الأزمة السورية عمدت الجماعات المُسلّحة إلى إرسال السيارات المُفخّخة عبر الجرود إلى الداخل اللبناني، وكذلك عَبَرت تلك الجرود مئات المُسلّحين من لبنان للقتال في صفوف تلك الجماعات، وفي المقابل جَهِد الجيش اللبناني ومعه حزب الله لمنع تمدّد المُسلّحين في اتّجاه الداخل اللبناني، وسجّل الجيش إنجازات في هذا الصدد ، ومن جهته نجح الحزب والجيش السوري في استعادة السيطرة على الحدود اللبنانية السورية، ما سمح في إبعاد خطر الجماعات الإرهابية عن الداخل اللبناني، على الرغم من نجاح تلك الجماعات في تنفيذ عمليات إرهابية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع وخصوصاً عامي 2013 و2014، وبحسب الوقائع الميدانية فإن الحزب نجح في استعادة اكثر من ثلاثة أرباع الحدود، سواء أكان من خلال العمليات العسكرية المباشرة والتي كان أعنفها في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو عام 2015، أو عبر المفاوضات وخصوصاً في الزبداني ومضايا، ولم يتبق سوى الجزء الشمالي الغربي من القلمون وتحديداً قارة و الجراجير، إضافة إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من جرود عرسال.

وبحسب مصادر ميدانية فإن الإعداد والتجهيز لهذه المعركة بات في مراحله المتقدّمة، في موازاة الجهود الروسية للتوصّل إلى نتائج ملموسة في المفاوضات وتجنيب المنطقة معركة معروفة نتائجها سلفاً. وفي السياق أكّدت مصادر أمنية لبنانية أن ارتفاع وتيرة قصف الجيش اللبناني لمواقع المسلحين، وخصوصاً لتنظيم “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال يأتي ضمن استراتيجية الاستنزاف لتلك الجماعات، مع تنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو واعتقال كوادر ومسؤولين من تلك الجماعات، والإفادة من المعلومات التي في حوزتهم لتحديد الخطوات المقبلة.

من جهة ثانية وعلى الرغم من الحظوظ الكبيرة لمعركة الجرود وإمكانية نجاحها خلال أسابيع، فإن ذلك لن يسمح بالسيطرة الكاملة على الحدود لأن منطقة أخرى لا تزال تحت سيطرة المسلحين، وتمتد بمُحاذاة جبل الشيخ أو ما يُعرف بمحور حضر وصولاً إلى بيت جان، ما يعني أن “حزب الله” وحلفاءه بحاجة لمعركة أكثر ضراوة وقساوة للسيطرة الكاملة على الحدود، لأن معركة الحدود بالقرب من شبعا وجبل الشيخ لن تكون سهلة نظراً إلى قربها من مناطق يحتلّها الجيش الإسرائيلي، الذي ينظر بارتياح لتواجد المجموعات المُسلّحة المُناهِضة لدمشق في تلك المنطقة، عدا عن أن مخطّطات أميركية بريطانية أردنية تجهد لإقامة منطقة عازلة تُبعد دمشق وحلفاءها عن إسرائيل.

في المقابل يسعى الحزب إلى إفقاد هذه المنطقة مُبرّر إقامتها وبالتالي إبعاد الدعم الإسرائيلي والأميركي عن الجماعات المُسلّحة التي تسعى للوصول إلى دمشق.

– الميادين-