-حسان الحسن-
تتعدد احتمالات اهداف العدو الاسرائيلي في اعتداءآته الاخيرة على محيط مطار دمشق ، ويمكن ادراجها في خانة اضعاف الدولة السورية و ملاحقة اسلحة كاسرة للتوازن ومنع وصولها الى المقاومة ، ويمكن ادراجها ايضا في خانة دعم الارهابيين الذين يواجهون الجيش العربي السوري والذين لا شك انهم على طريق الهزيمة .
مبدئيا ، لم يحدد الخبراء العسكرييين الهدف المباشر والأساسي للعدوان الإسرائيلي على جنوب غرب مطار دمشق الدولي، وهو يأتي في سياق المخطط الصهيوني الدائم، الرامي إلى إضعاف السورية، وضرب مقدرتها العسكرية، خصوصا سلاح الدفاع الجوي، الذي تعرض ويتعرض دائما للإستهداف الإسرائيلي منذ بدء الحرب على سورية اواخر العام 2011 ، وتشير مصادر ميدانية الى أن قوات الإحتلال قامت بقصف صواريخ أرض-أرض لمستودعات ذخيرة تعود للجيش السوري في منطقة جنوب “مطار العاصمة”، من منطقة الجولان المحتل، وسمع دوي الإنفجارات في مختلف انحاء “الشام”، بحسب المصادر .
وتجزم هذه المصادر أنه ليس بوسع أحد أن يحدد، إذا كانت هذه المستودعات، هي لإمداد المقاومة اللبنانية، أم لا، كما تدعي “تل أبيب”، مرجحةً أن يكون إرتكاب هذا العدوان، جاء بناءً على معلومات إستخبارتية للعدو، عن وجود عتاد حربي للقوات السورية في المكان المستهدف، ويشكل حلقةً من مسلسل الإعتداءات الإسرائيلية الدائمة على سورية ، قد يكون أحد أهدافها، ضرب معنويات الجيش السوري، بعد الإنجازات الأخيرة التي حققها قي ريف حماه الشمالي والغوطة الشرقية لدمشق، برأي مصدر سياسي سوري .
وفي السياق، توضح مصادر عسكرية أن الاعتداء الاخير لايملك تأثيراً كبيراً في مجريات الأوضاع الحربية، خصوصا أن موقع الاستهداف، لا يشكل قاعدة إمداد لوجستية- ميدانية في المعارك راهنا، بالتالي فأن مفاعيل إستهدافه يبقى محدودا من الناحية العسكرية ، وتردف المصادر أن ضرب مراكز التحكم ومخازن الإسلحة البعيدة عن مناطق العمليات الحربية ، لا يؤثر في سير المجريات فيها وتقول : “لو استهدف العدوان مستودعات الذخيرة في محافظة حماه على سبيل المثال، لكان بالتأكيد أشد تأثيرا، وفي مطلق الاحوال فان سورية استطاعت حتى الان التعامل مع الحرب الواسعة التي تشن عليها وهي تواجهها رغم صعوبتها وقساوتها .
من ناحية اخرى ، ورداً على سؤال طرحه ويطرحه الرأي العام ، حول عدم قيام الدفاعات الجوية السورية بردع العدوان المتمادي حتى الان ، تلفت المصادر الى أنه لا شك ان العدو الاسرائيلي يمتلك قدرات صاروخية متطورة تضعها الولايات المتحدة الاميركية بتصرفه دائما ، بالاضافة الى ان قرب المسافة التي أطلقت منها الصواريخ من “الجولان”، تُصعَّب على منظومة الدفاع الجوي سهولة وسرعة التقاط الإشارة باختراق الأجواء، وتحديد مكانها، لاسقاطها، والدليل الى ذلك، ان منظومة القبة الحديدية العدوة المتطورة فشلت بالتصدي الكامل والفعال للصواريخ التي كانت تتساقط عليه من قطاع غزة … وذلك بسبب قرب المسافة أيضا حسب المصادر العسكرية المعنية .
وفي سياق متصل حول التوغل الصهيوني في منطقة القنيطرة، وهل هناك ترابط بينه وبين العدوان، هنا تنفي مصادر ميدانية أن يكون هناك توغل، وكل ما في الأمر أن أحدى العربات المصفحة التابعة لقوات العدو، اخترقت الخط الذي يكان يفصل المناطق ذات السيادة السورية والمناطق الخاضعة للاحتلال، حيث كانت تنتشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، قبل إندلاع الأزمة، لتحل محلها راهنا “جبهة النصرة- تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، المدعوم من “الكيان الإسرائيلي”. وترجح المصادر أن هذه الآلية العسكرية المعادية، كانت تقل أحد جرحى “النصرة” للمعالجة في مستشفيات الأراضي المحتلة، كما جرت العادة، على حد قولها .
يذكر أن العدو الإسرائيلي يقدم مختلف أنواع الدعم اللوجستي والعسكري لمسلحي “النصرة”، والتي وصلت الى حد التدخل العسكري المباشر، سعيا منه لإقامة حزام أمني، مع مناطق وجود محور المقاومة في القنيطرة والحد من نفوذه، الذي يعتبره تهديداً لأمنه القومي، وللغاية قام بتنفيذ عمليتي اغتيال، أحدهما أودت بحياة الشهيد جهاد عماد مغنية ورفاقه .
وللغاية عينها أيضا، يسعى الأردن بالتعاون مع بريطانيا و”تل أبيب” لإنشاء حزام فاصل، بين الحدود الاردنية والاراضي الفلسطينية المحتلة مع سوريا، وداخل أراضيها، لردع النفوذ الإيراني الممتد من طهران مرورا بالعراق وسورية وصولا الى جنوب لبنان، بحسب زعم المحور المعادي للمقاومة ، وفي السياق نفسه ، ذكرت بعض المعلومات أن القوات البريطانية والأردنية عاينتا الحدود الأردنية- السورية، تمهيدا لعملية عسكرية محتملة للغاية المذكورة أعلاه .
في النهاية ، ومهما كانت اسباب العدوان الاسرائيلي الاخير على محيط مطار العاصمة دمشق ، وذلك لجهة استهداف اسلحة كاسرة للتوازن للمقاومة او للجيش العربي السوري ، او لجهة اضعاف الموقف العسكري القوي حالياللدولة السورية ، او لجهة تقوية الارهابيين وتقديم الدعم المباشر لهم في الوسط او في الجنوب السوري المواجه لمناطق الاحتلال ، فان كل ذلك يدخل ضمن سياق المعركة الاساس بمواجهة العدو الاسرائيلي .
– الموقع الرسمي للتيار الوطني الحر-