أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نحو…. وطن (جورج توما)

إذا كانت الاحزاب العقائدية والايديولوجية تؤمن او تعتقد بمبادىء معينة او عقيدة شاملة تغطي نواحي الحياة – وهذه حالها – فهي تتوزع الى:

1-   احزاب كوادر: وهي احزاب النخب الاجتماعية والتي تتوسل الاقناع للنجاح في عملها السياسي كالحزب الراديكالي في فرنسا وحزبي الكتلة الوطنية والكتلة الدستورية في لبنان في الخمسينات او احزاب الولايات المتحدة الاميركية وإن ادارة هذه الاحزاب تخضع لمجموعة من الوجهاء تحركها.

2–   احزاب جماهير: كالحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق او الحزب الشيوعي الصيني وهي تستقطب المحازبين من كل الفئات وعلى الرغم من تفاوت مستواهم العلمي، وتتوسل المهرجانات والاستعراضات والمظاهرات، وإن كانت هذه الاحزاب أي الجماهيرية تتحول الى مخضرمة عندما تضم نخبة تنفرد في تسيير شؤون الحزب بالاضافة الى كتلة كبيرة تابعة.

3-   احزاب الاشخاص: والتي يكون الولاء فيها للشخص وليس للمبادىء او العقيدة كما في احزاب الكوادر او احزاب الجماهير وذلك بسبب وجود بيئات خاصة تعيش في حالة تخلف يعاني منها الشعب على الصعيد الاقتصادي والسياسي.

هذا في ما خص الاحزاب، اما الطوائف الدينية مثل: الكاثوليكية والاورثوذكسية والبروتستانتية وفروع الديانة اليهودية الاربعة (الاورثوذكسية والمحافظة والاصلاحية والتجددية) وكذلك الاسلام ومنها السنة والشيعة كذلك الطوائف الهندوسية، فكل طائفة تعتنق افكار، او رواية مختلفة، واحياناً متشابهة عن الخالق والخلق، والكون بكامله، وفي النهاية تتشابه مع الاحزاب بوجود عقيدة وحاكم او رئيس يتربع بين نخبة حاكمة وسط اكثرية غير مثقفة دينياً او سياسياً تؤمن بكذا وكذا وكذا.

اما في لبنان وبالرغم من ان الاكثرية تعتبر ان نقمة لبنان طوائفه، او بالاحرى تفكيرنا الطائفي، فإني ارى ان هذا الرأي غير صحيح، فالأحزاب والطوائف تشبه بعضها في كل دول العالم – متقدماً كان هذا العالم ام متخلفاً – ولكن اختلال سلّم القيم او بالاحرى عدم استعماله او عدم الاستناد عليه هو المشكلة.
حتى لو كنت علمانياً او متديناً، حزبياً ملتزماً، او مواطن دون التزام فلا فرق، طالما أنك تتخذ موقفاً من أي مشكلة او أزمة استناداً الى معايير هذا السلّم أي: الحرية، الحق، العدل، القانون بغض النظر عن المتخاصمين إن كانوا من طائفتك او من حزبك ام لا.
فالمشكلة إذن ليست في الطوائف وبالتأكيد أن الحل ليس بالاحزاب.
رتبوا سلّم القيم واعيدوا اعتباره، ولقنوه للنشىء في بيوتنا اولاً ثم في مدارسنا ومؤسساتنا.
أعيدوا بثّ امثالنا الشعبية التي تُمجّد الاخلاق وتقيم اعتباراً للمُثل والقيم مثل: الكرم مرجلة او الرجال بأفعالها والجار قبل الدار… واحذفوا لا بل امحوا ما راج من امثال تدعو الى المنفعة او الاستسلام، مثل الكذب ملح الرجال وعيب علّي بيصدق، حط رأسك بين الرؤوس ونادي يا قطاع الرؤوس وألف قلبة ولا غلبة والشاطر بشطارته…
أعيدوا إعتبار التربية المدنية والاخلاقية واعطوها اهميّة وثقلاً في احتساب علامات الطلاب في مدارسهم ولا تدعوها على هامش التعليم.
واخيراً حاربوا البدعة الهدامة “شو وقفت عليّ”؟
نعم وقفت على كل واحد منا والسلام.