أمين أبوراشد –
سامح الأجيال التي واكبت مسيرتك، وسوف تواكبها من “قصر الشعب” الى قصر بعبدا،
سامحها، لأنها لا تمتلك سوى الإيمان بكَ قائداً لبنانياً لم يكُن يوماً سوى بحجم وطن وفوق كل الزواريب…
سامحها لو أنها لا تمتلك النَفس الطويل الذي لديك، لأنك اخترت درباً طويلة،
راهنَّا عليك رايةً في الصبر والنضال وسيفاً للحق يا صانع المجد، منذ أعلنت تحت قصف الطائرات المُعادية أنك تدقّ أول مسمارٍ في نعش الإحتلال، وتركناك وحيداً في المنفى تُقارع الأمم على منابرها من أجل لبنان، ولم نُتقن سوى كتابة “عون راجع”، وانتظرنا..
نحن لم نتعمَّد التقصير ولكن، لسنا جميعاً قادرون أن نمشي خلفك بهذا العناد حول العالم، وعلى طريق جلجلة الشرق، ولسنا جميعاً بطاركة على دروب بولس، لنتمكَّن من اللحاق بك من معلولا الى براد، الى كل بقعة مقدَّسة وطئتها أقدام السيِّد المسيح في هذا الشرق المعذَّب،
ولسنا مثلك مؤمنون الى حدود الكُفر بقضبان المذاهب والطوائف، لنُعلن مثلك قداسة الإنسان كائناُ من كان..
لسنا كلنا مجانين لنصدِّق، أنك قادرٌ على المواجهة في كل المحاور داخل وطن المحاور والمتاريس..
وحطَّمت المحاور ولَعَنت المتاريس، ومددت اليد الشريفة الى الشركاء وعانقت الشرفاء، وساهمت في صُنع المُعجزة…، وعلَّمتنا أننا قادرون بمختلف تلاويننا أن نُعانق الأرز ونلثُم التراب،
وآمنَّا معك، أن عرق النضال زيتٌ مقدَّس، ودموعُ الحالمين بوطن زيتٌ مقدَّس، ودماء الشهادة زيتٌ مقدَّس، وأن المقاومة الوطنية رسالة القداسة…
واليوم، نعترف لك وأمامك أننا لسنا مؤهَّلين لنصدِّق المعجزات، لكننا نجحنا في أن نكون أبناء “المدرسة العونية”، وأن الكتاب الأوحد الذي يجب أن نحمِل الى جانب كتبنا السماوية هو كتاب الإنسان، وسُبحة صلواتٍ لبنانية نستذكر فيها نعمة الوطن عند إشراقة كل صباح…
سامحنا يا فخامة المناضل،
على عجزنا في المواكبة، على جهلنا في قراءة المصير، وعلى تقصيرنا، إن حصل في المسيرة،
واليوم نعاهدك، أن تكون حُرّاً منَّا، يا مؤسس “التيار الوطني الحرّ”، وأن نبدأ النضال وحدنا، وأن نعتمد على أنفسنا من أجل أنفسنا والأجيال الآتية،
اليوم نُعاهدك، أن نعيش الإختلاف وننبذ الخلاف، وأن نلعن “الأنا” التي تُدمِّر الجماعة والمجتمع، وأن ننطلق خلفك، ونتركك لشأنك لأنك غَدَوت لكل اللبنانيين، وعلى “المدرسة العونية” أن تُتابع تخريج الشرفاء الأنقياء وأصحاب الأكُفّ النظيفة كما كفّ ميشال عون، علَّ وعسى أن نستنسخ بعضاً منك في بعضِ من كلٍّ منا، لنستحق فخامة الإنسان يا صاحب الفخامة…
المصدر: tayyar.org