أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


غلوريا أبو زيد… فليُلق عليك الحرم الكنسي (رولا الحاج)

غلوريا أبو زيد… فليحفظ المسيحيون هذا الاسم جيداً!

تلك المرأة التي تحمل على هويتها الانتماء إلى الطائفية المسيحية تستكمل مشروع ضرب المسيحيين الذي بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي.
كيف؟
غلوريا أبو زيد هي المديرة العامة للتعاونيات في وزارة الزراعة، وقد أوقفت بقرار مستغرب ومستهجن مشروع تعاونية سيدة النجاة التي أسسها مطران فرزل وزحلة للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش ليعيد أهالي البقاع إلى أرضهم من خلال بناء مشاريع سكنية بأسعار الكلفة. ولكن قبل الدخول بتفاصيل هذا الحدث، يجب وضعه في إطار تاريخي لا بد منه.

في بداية ثمانينات القرن الماضي، انطلق المشروع الإسرائيلي الذي ادعى حينها الوقوف إلى جانب المسيحيين فيما كان يهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية وتهجير المسيحي من أرضه. هذا المشروع تمت ترجمته في البقاع الغربي حين حمل المسيحي السلاح بعناوين الدفاع عن أهله والحفاظ على أرضه ثم سرعان ما أدار الإسرائيلي محركات الميركافا مهجراً مسيحيي البقاع الغربي إلى جبل لبنان وبيروت وخصوصاً عين الرمانة والأشرفية وغيرها.

وقامت بعض السلطات الدينية والروحية من ضمن المشروع ذاته عن معرفة أو بغير معرفة بتسهيل هجرة المسيحي إلى البلدان البعيدة كأميركا وأوستراليا بحجة لجوئه إلى الخارج لحمايته. ترك الكثير من المسيحيين وخصوصاً الشباب أرضهم وخرجوا من وطنهم بفعل تيئيس ممنهج ومدروس دولياً وإقليمياً ومحلياً. واستكملت فترة الوجود السوري في لبنان رحلة تيئيس المسيحي وتهجيره وحلّ على البقاع الغربي في العام 1994 قانون التجنيس المشؤوم الذي زرع غير لبنانيين وغير مسيحيين في قرى مسيحية في البقاع الغربي كالمنصورة وتل ذنوب وعميق وغيرها في سياق التغيير الديمغرافي وسط صمت مريب للمرجعيات الروحية وأيضاً لنواب المنطقة المسيحيين التابعين للسوري والذين كانوا مستعدين للتخلي عن ناسهم وأرضهم وهويتهم مقابل الحفاظ على مقعد نيابي.

واستكمل المشروع بوقف المستشفى الوحيد في المنطقة المسيحية في خربة قنفار ووقف البناء في القرى المسيحية من خلال قوانين جائرة في التنظيم المدني إلى أن قرر مطران الكاثوليك عصام درويش أن ينتفض على هذا الواقع المرير واضعاً نصب عينيه قضية إعادة الشباب المسيحي إلى أرضه خصوصاً في البقاعين الأوسط والغربي. فقام بمشاريع إنمائية وتقاسم أملاك الوقف مع المواطنين ليعودوا إلى البقاع الغربي ورمم البيت الصيفي للمطرانية في عيتنيت بالإضافة إلى ترميم الكنائس على طول الخط الممتد من عميق إلى مشغرة حتى باتت النهضة المسيحية على السكة الصحيحة. بل أكثر من ذلك أنشأ درويش بموافقة وزارة الزراعة المعنية بالشأن تعاونية بإسم “سيدة النجاة” لبناء مشاريع سكنية يشتري فيها المسيحي شققاً بسعر الكلفة من دون أن يتمكن بعد ذلك من بيعها. وأطلقت التعاونية مشروعاً من ثلاثين شقة في الفرزل وثلاثين شقة في أبلح وخمسين شقة في إحدى أكبر البلدات المسيحية في البقاع الغربي وهي صغبين وأقبل الشباب المسيحي على الشراء طالعاً من يأسه وعائداً إلى حضن أرضه التي أحسّ من جديد أنه ينتمي إليها. ولكن الأمور بدأت تنحى منحى سلبياً مع قرار المديرة العامة للتعاونيات في وزارة الزراعة غلوريا أبو زيد بوقف المشروع بحجة شوائب قانونية. وهنا تكر سبحة الأسئلة:
– كيف وافقت وزارة الزراعة على التعاونية في البداية وأتت اليوم غلوريا أبو زيد لتوقف العمل بها؟
– كيف يتم حل تعاونية من دون أي طلب مسبق لتصحيح وضعها ومعالجة الشوائب القانونية إذا كانت موجودة علماً أن هذا المشروع بحجم قضية ووطن ووجود؟
– كيف لأبي زيد أن توافق على تعاونيات بنفس الإطار في باقي المناطق اللبنانية والوثائق كلها موجودة فيما تمنع هذه التعاونية من العمل؟
– لماذا وافقت المديرة الموقرة على وضع التعاونية عندما كانت هي بالتكليف وانتفضت وحلت التعاونية عندما أصبحت أصيلة؟
والكثير الكثير من الأسئلة التي سترد سابقاً…
إننا نقول لأبي زيد: أبعدي عنا أهدافك السياسية الضيقة ولا تقفي في درب أحلام العودة إلى الجذور والتمسك بالأرض وعودي إلى أصالة المسيحية، وإلا فسنطالب البطريرك الماروني بإلقاء الحرم الكنسي عليك لأن ما تفعلينه أكبر بكثير من وقف مشروع وتعاونية إنما هو مشاركة في جرم ضرب الوجود المسيحي واستكمال تهجيره وإبعاده عن أرضه.
إنها أرضنا ولن نتركها، إنها جذورنا ولن نسمح لأحد بمسّها مجدداً…
أللهم إشهد أننا بلّغنا لأننا في مرحلة لم تعد تحتمل إستمرار المشاريع المشبوهة إياها!