تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى هجوم المعارضة المسلحة الواسع في محافظة حماة على مواقع قوات الحكومة السورية، مشيرة إلى أنه تزامن مع استئناف مفاوضات جنيف.
وبحسب “روسيا اليوم” فقد جاء في مقال الصحيفة:
تزامن استئناف مفاوضات جنيف بشأن تسوية النزاع السوري، مع تصاعد التوترعلى ساحة المعركة، حيث تمكنت قوات الحكومة السورية من صد الهجوم الواسع الذي شنه الارهابيون على الضواحي الشرقية لمدينة دمشق. بيد أنهم في محافظة حماة حققوا بعض النجاح. هذا الهجوم يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 30 ديسمبر/كانون الأول عام 2016.
يهاجم الإرهابيون في محافظة حماة مواقع قوات الحكومة السورية من الشمال والشمال-الغربي، حيث تمكنوا من السيطرة على 40 بلدة وقرية وباتوا على مسافة 2 كلم من مركز المحافظة، و3 كلم من المطار العسكري الذي أصبح تحت مرمى نيراهم.
وقد اشار اللواء السوري المتقاعد علي مقصود في حديثه لـ “إيزفيستيا” لقد بدأ مسلحو “جبهة النصرة”هذا الهجوم، وتساعدهم المجموعات التي وقعت سابقا اتفاق وقف إطلاق النار، وحضر ممثلوها مفاوضات أستانا. هذه المجموعات هي “لواء العز” و”جند الشام” و”جيش النصر” وغيرها. وتدعمها تركيا، التي تعهدت بفصل المجموعات عن “جبهة النصرة”. ولكن الواقع يُظهر عكس ذلك. هنا يمكن الاشارة إلى أن هذا الهجوم هو محاولة لإفشال اتفاق الهدنة في سوريا وتدمير جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليها في أستانا.
وأضاف اللواء مقصود موضحا، لقد وقعت القيادة العسكرية اتفاق الهدنة وأبقت على وحدات عسكرية محدودة في محافظة حماة. الآن بدأت التعزيزات تصل إليها بهدف وقف تقدم الإرهابيين. كما بدأت طائرات القوة الجوية تهاجم مواقعهم.
يشير الخبراء إلى تزامن هذا الهجوم مع موعد استئناف مفاوضات جنيف يوم 23/03/2017 بشأن تسوية النزاع السوري. فقد اعتبروه في الخارجية الروسية محاولة من جانب المسلحين لإفشال عملية التفاوض. أما رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري فقد أعلن بأن المجموعات التي تهاجم في محافظة حماة “توجهها الأجهزة الأمنية التركية”.
أما في مجلس الاتحاد فقد وضحوا للصحيفة بأن حوارا بناءً يجري بين موسكو وأنقرة – على الرغم من أنه لا يخلو من التناقضات- ومع ذلك ليس من الحكمة تصعيد الوضع. ويشير نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد أندريه كليموف، بأن الكثيرين يرغبون في إفشال اتفاق الهدنة، وأن هناك من هو منزعج جدا من التقارب الروسي – التركي وتعزيز نفوذ روسيا في المنطقة، ما يعتبر تعزيزا لنفوذ إيران.
وأضاف السيناتور كليموف، تسعى أنقرة إلى تحديد “الأهداف المشتركة، لأن من الصعب فهم أي من المجموعات الموجودة على ساحة المعركة في سوريا إرهابية، وأيا منها معتدلة”.
السلطات السورية على خلاف موسكو، تحمّل تركيا مسؤولية فشل اتفاق الهدنة، مع العلم أنها إلى جانب روسيا وإيران دولة ضامنة لتنفيذ اتفاق الهدنة. بقي علينا أن نخمن مدى صبر دمشق. لأنهم في سوريا يعتبرون كافة مجموعات المعارضة المسلحة-إرهابية، لذلك لا يسعون إلى الفصل فيما بينها، ومع الأخذ بالاعتبار أحداث حماة، ببساطة ليس هناك ما يمكن الرد به على موقف دمشق هذا.
-العالم-