انها المرة الاولى التي نرى فيها الرئيس بري يكاد يفقد صوابه الى حدود رفضه استقبال الرئيس الحريري في منزله اذا كانت زيارته فقط لتبليغه نيته ترشيح العماد عون
عامر ملاعب –
بعد انطلاق قطار الانتخابات الرئاسية، والاتفاق الكبير على شخص العماد ميشال عون، كان ملفتا جداً ردة فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري، فالى ماذا يعود هذا الامر؟ هل هي كاريزما الرجلين المتناقضة؟ ام مصالح الفئات التي يمثلون؟ ام قرار دولي يمثل كل منهم دوره فيها؟ والسؤال الاهم ما هو الدور السوري في كل ما يحصل؟.
على ما يبدو ان ما بعد مؤتمر لوزان المتعلق بحل الازمة السورية ليس كما قبله، اذ أعاد عجلة الدور السوري الى الساحة اللبنانية ولو بشكل جزئي، ومنه انطلقت كلمة السر بالافراج عن الرئاسة.
ومن هنا يقف أحد السياسيين بدهشة أمام ردة فعل بري على الاتفاق على شخص العماد عون. وتنقل أوساط متابعة رغبتها في سبر أغوار هذه الردة وهذا الكلام العالي السقف. وكيف انها المرة الاولى التي نرى فيها الرئيس بري يكاد يفقد صوابه الى حدود رفضه استقبال الرئيس الحريري في منزله اذا كانت زيارته فقط لتبليغه نيته ترشيح العماد عون.
وتنقل هذه الاوساط عن زيارة شخصية حدثت، تدور في فلك عين التينة، توجهت الى دمشق لتتوسط في حلحلة الامر. التقى مبعوث بري مع شخصية سورية: فكان جواب الشخصية ايضاً فيه سقف عال من الغرابة عما تعوده متابعي ملف العلاقات اللبنانية السورية.
ويمكن تلخيص هذا الرد بالتالي (وعلى ذمة الراوي المقرب من الطرفين):
الترحيب بكل من يزور سوريا وبالأخص في اللحظات الصعبة من عمر الازمة، فكيف بها ونحن نرحب بها اليوم بعد غياب طويل منذ تاريخ انطلاق الازمة السورية.
وللتوضيح فإن ملف الرئاسة وغيره هو في عهدة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله.
ثانياً ان سوريا تقدر جداً العماد ميشال عون ودوره وصدقه اكان في المواجهة او في التحالف، وتقدر له وقفته الصادقة مع المقاومة في عدوان 2006 وفي قراءة تفاصيل الهجمة على سوريا واعلانه الموقف الصريح والواضح بدعم الدولة وحكومتها الشرعية.
والكثير من نخب المنطقة المشرقية ترى فيه رئيساً لمسيحيي الشرق بما يتجاوز النظرة البسيطة والسطحية للامور.
ومن هنا، وعلى ذمة الراوي، عادت الامور الى الحلبة اللبنانية الداخلية فقط وان الراعي الرسمي والقوة الاساسية في البلد لم تحسم الموقف علنا، وبالتالي تترك اللعبة تأخذ مجالها الحيوي وبالنهاية ستحسم الامر.
اما بعد وقد سحب العامل السوري يده مباشرة من الانتخابات الرئاسية لثقته بدور حزب الله في المعالجة، وبالنهاية ستكون النتيجة في خانة المصلحة العليا لمحور المقاومة، وبحسب المراقب نفسه فان لقاء لوزان قد عهد لسوريا بالملف اللبناني كما عهد لمصر بمعالجة الملف الليبي. فهل سيقف الرئيس نبيه بري ضد اتفاق كبير على مستوى المنطقة؟ وهل يمكنه فعلاً ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟ وماذا عن الدور السعودي في عرقلة اي تفويض؟.
ام ان القصة بكاملها تتعلق بملفات مالية داخلية لا تبعد عن مشاريع صفقات ومشاريع الرئيس الأسبق فواد السنيورة وشركاءه وليس اخرها النفط والضرائب والاشغال وغيرها….؟
المصدر: خط تماس