خاص “AgoraLeaks”: عن مقاربة بري مع عماد مرمل في صحيفة السفير
· «أنا سأحضر جلسة الانتخاب، وقد بدأت بإعداد خطاب تهنئة الفائز من بين المرشحين، لكن لن أصوّت للجنرال مع محبتي وتقديري له..».
· لم «يهضم» بري بعد محاولة عون والحريري اختزال استحقاق من وزن رئاسة الجمهورية بهما، وكأن المطلوب من الآخرين أن يبصموا فقط على ما يتفقان عليه، خلافاً لقواعد إنتاج السلطة التوافقية في لبنان. حتى في الشكل، بدا مستغرباً لعين التينة أن يتولى الحريري من بيت الوسط إبلاغ زواره بما قرره، على طريقة إصدار الفرمانات وتعميمها.
· الحريري أخطأ مرة أخرى في طريقة التسويق لاسم العماد عون، كما فعل من قبل مع ترشيح فرنجية. وتُشبّه أوساط بري سلوك رئيس «المستقبل» بمن يقود سيارة في عكس السير، بحجة اختصار الطريق، فتكون النتيجة حوادث اصطدام ودهساً..
· لا يقبل بري أن يقتصر دوره في زمن «الطائف» على تبلغ اسم رئيس الجمهورية المقبل، بدل ان يكون الشريك – الند في صناعته عملاً بمقتضى التوازنات الداخلية، وهو أراد عبر هجومه المضاد أن يُحدث نوعاً من «الصدمة»، للجم اندفاعة التفاهم الثنائي بين عون ـ الحريري، على حساب الأدوار الأخرى.
· كما أن بري حاول أن يلمّ شتات المعارضين لخيار انتخاب الجنرال وأن يشد عصبهم ويحمي ظهرهم، من دون أن يعفي «حزب الله» كذلك من رسائله، وكأن رئيس المجلس يقول للحزب ليس بالتحالف وحده مع عون يحيا الإنسان..
· وتؤكد أوساط بري أنه لا يمزح أو يناور في شأن انتقاله الى المعارضة، مع ما يعنيه ذلك من امتناع عن انتخاب عون رئيساً للجمهورية وتسمية الحريري رئيساً للحكومة.
وتصحيحاً لهذه المقاربة المتسرّعة من رجل عُرف بتدوير الزوايا، يكشف موقع “agoraleaks.com” جملة مغالطات وقع فيها وريث الإمام المغيّب موسى الصدر:
– فيما يتعلّق بعدم هضمه إختزال إلإستحقاق الرئاسي، بخلاف قواعد إنتاج السلطة التوافقية، نسأله عن حرصه باستبعاد إرادة المسيحيين منذ عام 1992 مروراً بالـ2005، مع العلم أنّ الطائفة الشيعية الكريمة قالت كلمتها في دعم العماد عون رئيساً للجمهورية مع تأييد حزب الله لهذا الترشيح باسم فريق 8 آذار من دون أي إعتراض منك طيلة سنتين تقريباً…
– أمّا حول إستغراب بري إبلاغ زواره بقرار تأييد الجنرال عون، على طريقة إصدار الفرمانات، حبذا لو يفهمنا كيف يتعاطى شخصه الكريم في المجلس النواب عند تصديق مشاريع القوانين بغير “صدّق” مهينة للشكل والمضمون من دون الإلتفات لنتيجة التصويت، فيما تبقى مشاريع قوانين “تكتل التغيير والإصلاح” في أدراج مكتب رئاسة مجلس النواب… وحبذا لو يفهمنا أيضاً كيف تُصدر الأوامر في كتلته النيابية وفي حزبه، علّ بقية الأحزاب والكتل النيابية تستهدي العمل الديمقراطي على شاكلة كتلة “التنمية والتحرير”.
– أما بخصوص الندية التي يفتّش عنها بري، نسأله عنها “الا تشعر بالنديّة الاّ بكسر إرادة المسيحيين؟” هل الندية ذميّة تجاههم… هل نسيت أنّك صاحب قول ليتفق المسيحيون ونحن الى جانبهم؟؟؟
– أما بخصوص قول رئيس مجلس النواب لحزب الله، ليس بالتحالف وحده مع عون وحده يحيا الإنسان، ففيها لؤم وضغينة وسوء تقدير أقلّه بحق شرفاء هذا الوطن، أبناء جلدتك وطائفتك أولاً والمسيحيين الوطنيين وقادتهم الوطنية ثانياً… وبالتالي فان حزب الله في أصعب الأوقات مدّ يده لكافة شرائح المجتمع والأطياف السياسية رغم الكيدية السياسية المأجورة بحقّه، ورغم تنازله عن كل مواقع ومناصب الشيعة في الدولة لحركة أمل، ورغم تفضيله ل 10 سنوات خلت الأمور الإستراتيجية والقومية والدفاعية عن مشاكل وزواريب الداخل وحصصها…
ولأنّ في كلام بري مستهجن، نتمنى عليه رأفة بجمهور “حركة أمل” إرحم الشعب اللبناني، خلاص الجمهورية لا يخصّ جمهور التيار وطني الحر دون سواه…
مع الأسف يبدو أنّ بري معتاد على دولة “الترويكا” الشكلية “الدويكا” الفعلية…. متناسياً أنّ الميثاق يكون أو لا يكون…. لبنان