عون في سجل المدرسة المارونية في الفاتيكان: منذ 2000 سنة، زرعنا المسيح في المشرق بيادر قيامة
كلمة الرئيس عون واللبنانية مساء امس بحفل استقبال على شرفهم، أقامه القائم بأعمال سفارة لبنان لدى الكرسي الرسولي ألبير سماحه في مقر المدرسة المارونية في روما، وحضور ابناء الجالية اللبنانية:
- اخواني واحبائي.. جئت في زيارتي الاولى الى اوروبا، الى هذه الديار المقدسة التي فيها الحبر الاعظم بما يعني ذلك من شخصية معنوية يمثلها قداسة البابا، فهو سلطة معنوية وسلطة روحية تعم العالم، ونحن نكن لها كل التقدير والمحبة، وننتمي الى الكنيسة التي يرأسها.
- إني آت الى هنا من بلد يطوقه الحديد والنار منذ ست سنوات. وبعد انسحاب السوريين في العام 2005، اعتقدنا ان السلام سيكون دائما في لبنان، وحاولنا ان نصنع هذا السلام داخل الوطن عبر الوحدة والوطنية، ومع الخارج من خلال العودة الى علاقات طبيعية معه. لكن للاسف، اندلعت الحروب الشرق – أوسطية وفي أفريقيا الشمالية، اسموها: الربيع العربي، وكانت جهنم العرب والمسيحيين والعالم، لأن كل العالم ذاق طعم الارهاب، ولم تسلم اميركا ولا اوروبا ولا الذين صنعوا هذه الحرب.
- من هذا المنطلق، بذلنا جهدا كبيرا في خلال السنوات الست الماضية، في ظل انقسام سياسي مع وضد ما يحصل، لأن التضليل الاعلامي حول هذه الحرب اعطاها معان مختلفة: فبالنسبة الى البعض، كانت حرب استقلال وحقوق انسان، وبالنسبة الى البعض الآخر، من الذين عرفوها منذ بدايتها، فهي كانت حرب ارهاب وتهديم. وبالفعل، ثبت تهديمها لكل المعالم التاريخية وللحضارات كما وللانسان بمعانيه كافة. انما يبدو في يومنا الحاضر أن الوضع آيل الى الشفاء ولكن هناك حاجة لجهد كبير”.
- في لبنان لا تزال هناك صعوبات. في خلال الحرب، كانت الصعوبات تتمثل في المحافظة على لبنان مستقر وآمن، والحمد لله ان ما اصابنا كان خفيفا جدا بالنسبة الى ما اصاب المنطقة. ولكن علينا اليوم حمل ثقيل جدا وهو النزوح الى لبنان الذي فاق خمسون في المئة من عديد الشعب اللبناني، وهو ما لا يستطيع اي بلد في العالم تحمله، مع آثاره الاقتصادية والامنية وكل ما هنالك من اعباء اضافية وخدمات. لكن الصعوبات لم تنته بعد، ونحن نعيش في منطقة مهدمة اقتصاديا، والاقتصاد العالمي لم ينهض بعد. اما ازمتنا الحالية فاستقرت نسبيا في الوقت الحالي لأن الدورة الاقتصادية انطلقت بعد الانتخابات الرئاسية، ولكن الازمات العالمية كما ازمات المحيط لا زالت تنعكس علينا. واليوم لدينا صعوبة انما ذلك لا يدخلنا في اليأس ويجعلنا نتشاءم، لأننا تطبعنا على رؤية الممكن دائما ممكنا، ولأن القضية هي قضية قرار وصمود وجهود اكبر من تلك التي يبذلها الانسان في الايام العادية. نحن اليوم بحاجة الى جهود اكبر لكني اطمئن جميع اللبنانيين الموجودين هنا وفي الخارج والاصدقاء الذين يكنون لنا المحبة، ان لبنان قائم وسيكون افضل مما هو الآن”.
مصافحة
بعد ذلك، صافح رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى الحاضرين فردا فردا والتقطت الصور التذكارية. كما التقطت صور للرئيس عون والسيدة الاولى مع كهنة المدرسة المارونية وكنيسة مار مارون واعضاء اللجنة الراعوية للكنيسة.
كلمة في السجل
ودون الرئيس عون في السجل الذهبي للمدرسة المارونية الكلمة التالية:
“منذ الفي سنة، زرعنا المسيح في المشرق بيادر قيامة. وفي روما، عاصمة الكثلكة، كبرت المدرسة المارونية بخريجيها من بطاركة واساقفة وكهنة وعلماء، صانعي النهضة والإصلاح وبناة جسور التلاقي بين الشرق والغرب على قيم الايمان والعلم والشهادة.
اليوم، ازورها مجددا وفي عقلي اسماء كثيرين، وفي قلبي دعاء ان يبقى اريج البخور القائم فيها، يعبق عطاء متزايدا على اسم لبنان، ليبقى وطن القداسة والحوار والاصالة والرسولية، درة الشرق وافق الغرب”.
الكاردينال بارولين
وفي لفتة فاتيكانية مميزة تكاملت مع حفاوة الاستقبال الذي لقيه رئيس الجمهورية في الكرسي الرسولي، حضر الى مقر الحفل امين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين على رأس وفد من كبار مسؤولي الكرسي الرسولي من معاونيه ضم: مدير المراسم المونسنيور جوزيه بيتانكور، والمونسنيور ستريجاك المسؤول عن ملف الشرق-الاوسط لدى امانة سر الدولة.
والتقى الكاردينال بارولين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على هامش الحفل، في حضور القائم بالاعمال سماحه مكررا اطيب تمنياته للرئيس عون بالنجاح في ما نذر اليه نفسه من تحقيق لأماني الشعب اللبناني وتطلعاته، مكررا التأكيد على “ايلاء لبنان اهتماما خاصا لديه”، ومؤكدا “اعتزازه بالصداقات اللبنانية التي ارساها في مختلف مواقع الرسالة التي انيطت به”.