– تدمر ما بين الثقافة وحقول النفط.. (نانسي صعب)
ما عرفته عروس الصحراء على مرّ تاريخها لا يشبه ما مرّ عليه خلال العامين الماضيين، كلّ تاريخ تدمر الثقافي وُضع في مواجهة ثقافة من نوع آخر، تقتل وتحرق وتدمر ما أمكنها لتعيش على أنقاض الحياة.
في 20 ك2 -2017 استعاد الجيش السوري وحلفاؤه تدمر للمرة الثانية، وتستمرّ عمليات التنظيف ونزع الألغام، من دون موعد لعودة أهلها، فالمدينة التي وقعت في قبضة داعش، في أيار 2015، تخاف ان يتكرر تاريخها الدموي الحديث مرة ثالثة، لا سيما وأنّ استعادة الجيش السوري وحلفائه للمدينة في آذار 2016 لم يضمن سقوطها في قبضة داعش مرة ثانية خلال أشهر، فلم تكن معركة حلب قد انتهت بعد، حتى نجح الهجوم داعشي ثانٍ في كانون الأول الماضي بالسيطرة عليها مرة جديدة.
يقول أحد قادة الجيش السوري من داخل قلعة تدمر:
- كانت تعليمات القيادة عنا، انو المدينة الأثرية يجب الحفاظ عليها بدقة، وعدم استخدام السلاح الثقيل
- نتيجة التزامنا بتعليمات القيادة، استخدمنا نوع من الأسلوب والتكتيك الذي هو الإلتفاف على المباغتة على التسلل ليلاً حتى استطعنا سحق وتدمير هذه المجموعات الإرهابية
- استطعنا القضاء على امدادات المجموعات الإرهابية المسلحّة، الذي كانت تحاول نقل الوقود وغير الوقود من حقل “حيان” باتجاه تركيا
تدمر في احيائها السكنية تحولّت مدينة للأشباح، لا نفس فيها الاّ للعسكر والزائر المؤقت في الحدّ الأقصى، ولا رائحة فيها الاّ للرصاص والنار.
- هجرّ السكان
- ضربت الثقافة في المدينة الأثرية والتاريخ
- الواجهة الأمامية للمسرح الروماني دمّرت مع 12 عامود من “التترابليون” بفعل تفخيخها وتفجيرها، قبل انسحاب داعش، وذلك بعد يومٍ من شهادة المسرح الروماني على اعدام جماعي نفذه التنظيم الإرهابي.
- 20% من اثار تدمر تضرّرت، بينما نجحت السلطات السورية انقاذ 95% من موجودات المتحف
داعش الذي وقّع على ابشع جرائمه الإنسانية والثقافية أشعل النيران في آبار النفط بحقل “حيان” احد اهم موارد تمويله، هذا الحقل اليوم هو تحت الحماية الروسية أمنياً..
استعادة حقل “حيّان” أمّن الطريق للجيش السوري وحلفائه الى باب حقول النفط الموجودة في المنطقة القريبة من تدمر الى ريف حمص، وان كانت علامات استفهام كثيرة تُطرح حول علاقة الحقول بوضع تدمر امام معركتين ضدّ داعش.. ويبقى ان داعش في تدمر وُضع بين الثقافة وحقول النفط، أي بين الإنسان والقوة الاقتصادية، وكلاهما معلما حياة تنهار امامها كلّ قوى الموت، لتثبت تدمر أنها تجسيد بمعنى اسمها في المخطوطات البابلية بلد المقاومين التي لا تقهر.
المصدر: OTV
رصد Agoraleaks.com
https://www.youtube.com/watch?v=mfwFhbt51nc